يتساءل بعض الممرضين كيف أن مستشفى بشهرة الرازي يتوفر فقط على أربعة أطباء نفسيين. وأضافوا في حديث مطول مع «المساء» أنه عندما يسدل الليل ستاره، يختفي هؤلاء الأطباء من أرجاء المستشفى، وأنه في حالة دخول وافد جديد يكون في استقباله الطبيب العام وليس المختص، علما أن هذا الأخير تكون له القدرة بحكم اختصاصه على معرفة المريض النفسي من الشخص السوي، ففي بعض الحالات، يضيف أحد الممرضين، لا يعرف الطبيب العام كيف يتعامل مع الحالة المرضية، كما أن الوصفة الطبية لا تكون متطابقة مع الحالة النفسية للمريض، الأمر الذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى هيجان المريض لأن الوصفة الطبية ببساطة لم تهدئه. بعد أن كان مستشفى «الرازي» للأمراض العقلية ببرشيد، الذي تأسس عام 1928، «جنة خضراء» سنوات الأربعينيات والخمسينيات، وكان الناس يدفعون للحارس النقود من أجل الدخول إليه للاستمتاع بالجو الطبيعي الجميل، الذي كان يمثله عندما كان يزين مدخل مدينة برشيد بخضرة حدائقه، أصبح اليوم، حسب ما وصفه بعض موظفيه «خربة» ومرتعا خصبا للمشردين وأصحاب السوابق ووكرا لأعمال مخلة بالحياء ومكانا آمنا للكلاب الضالة، وهو ما جعل ممرضي المستشفى، وبعد صبر طويل على معاناتهم، يخرجون عن صمتهم، واصفين إحساسهم الذي أصبحوا يشعرون به ب«الاحتقار» وهم يستقبلون صباحا بالكلاب وينتظرون حضور المنحرفين، مساء، بخوف شديد وفي حالة من الترقب لما ستسفر عنه ليالي المستشفى المظلمة. مستشفى بدون سور يحميه «المستشفى لا يتوفرعلى صلاحيات لكي يكون آمنا»، بهذه العبارة استنكر أحد الممرضين الوضع «المزري»، الذي يعيشه مستشفى الأمراض العقلية ببرشيد، الذي تتولى الإشراف عليه وتنظيمه والسهر على راحة مرضاه وممرضيه وزارة الصحة. ويضيف نفس الممرض أن المستشفى لا يتوفر على سور يحميه من المتشردين والمتسكعين و«الشماكرية»، وهو ما جعله «غير آمن نهائيا، خاصة خارج المصالح الشبيهة بإقامة سكنية مقامة داخل مساحة تقدر بالهكتارات». فوضعية غياب الأمن، خاصة أن المستشفى يتوفر فقط على حارسين مسنين، جعلت الممرضين والأطباء لا يشعرون بالطمأنينة بتاتا وهم يزاولون مهامهم.فالمستشفى الذي يوجد في موقع استراتيجي بمدينة برشيد أصبح -على حد تعبير البعض- «خربة مهجورة». وقد عبر مجموعة من الممرضين، في حديث ل«المساء»، عن تذمرهم وامتعاضهم من الظروف التي أصبحوا يشتغلون فيها، والتي لا تساعدهم على العطاء، بل تجعلهم يحتقرون أنفسهم كلما فكروا في الذهاب إلى المستشفى، الذي قالوا إنه أصبح قبلة للمتشردين من كل أنحاء المدينة بفضل فضائه الشاسع المليء بالأشجار التي طالها الإهمال، حتى أصبحت تشكل مرتعا خصبا لهؤلاء المنحرفين. ففي النهار يتوافد على المستشفى الزوار الذين يريدون زيارة أقاربهم المرضى، وفي الليل يكون التنقل بين الإدارة والمصلحة من أخطر ما يكون. يقول «رش»:«أنا الكلاب كانو غيفرسوني بهاذ الكلمة لولا لطف الأقدار»، ويضيف آخر «أنا تعرضت لهجوم خلال مدوامتي الليلية بمصلحة المستعجلات من طرف أربعة منحرفين طلبوا مني إعطاءهم ما يسمى بالقرقوبي وإلا سيقومون بكسر الزجاج»، وهو الأمر الذي- يضيف الممرض- استدعى منه مسايرة هؤلاء، طالبا منهم العودة غدا للحصول على مبتغاهم لأنه غير متوفر في الوقت الحالي. ممرضة أخرى بالمستشفى كانت ستتعرض للاغتصاب من طرفة شرذمة من المنحرفين لولا صراخها الذي جعلهم يفرون. هذه مجموعة من الأحداث التي يعيشها ممرضو مستشفى الرازي للأمراض العقلية يوميا، حتى أصبحوا يهابون الذهاب إلى العمل، على الرغم من حبهم وتقديرهم لمهنتهم وللمرضى الذين يشرفون على رعايتهم. ومن بين الأساسيات التي يفتقر إليها المستشفى، حسب بعض الممرضين، الإضاءة الكافية، فهو يتوفر فقط على ثلاثة مصابيح للإضاءة. يقول «ب ح»: «في كل مرة ينقطع الضوء، وحتى عندما جاءت القناة الثانية لتصوير برنامجها «تحقيق» انقطع التيار الكهربائي واستكمل تصوير البرنامج بالشموع». ويضيف «ب ح» أن «المستشفى يتعاقد مع حراس فوق الستينات. ماذا ستنتظر منهم؟ حتى البذلة لا يرتدونها». كما أن هناك سوء تدبير فيما يخص مسألة الحراسة، يضيف المصدر ذاته. وما يزيد الطين بلة أن المستشفى أصبح مرتعا للكلاب الضالة. يقول «م ج»: «وأنت تدخل من الباب الرئيسي يلاحقك حوالي 17 كلبا»، زيادة على ما يتعرض له الممرضون من أحداث تعد خطيرة بالنظر إلى الأوضاع التي يعيشونها يوميا، وحتى إن كانوا اعتادوا عليها بسبب حالة الرضا السائدة داخل المصحة، فهم نفسيا يعانون منها، فهناك سخط ضمني على الحالة التي آل إليها العمل داخل هذا المركز الاستشفائي. يقول ممرض، طلب عدم ذكر اسمه، إن «بعض الأمراض تكون عنيفة وليس هناك رجال أمن مفروض فيهم تقديم المساعدة في مثل هذه الحالات، لأنك في الأول والأخير تزاول مهنة التمريض وليس الأمن». وحسب ممرض بمصلحة المستعجلات، فإن هناك مرضى يعملون على ضرب الممرضين، ففي شهر واحد أصيب ممرضون بكسور، ومؤخرا كاد حارس عام بالمستشفى أن يقتل، بعدما «شدو مريض وجبد عليه موس»، يقول نفس الممرض، الذي يضيف «في الأخير تجد نفسك مع المتشردين والمنحرفين في الخارج، و في الداخل مع مرضى خطيرين». كما يستنكر الممرضون كيف أن بعض الوزارات تتوفر على نواد وعلى عدد مهم من رجال الأمن ورجال الحراسة، فيما مستشفى الرازي العمومي لا يتوفر على حارس أمن واحد. مصالح مهجورة وصحة تنذبل يتوفر مستشفى الرازي ببرشيد على حوالي 26 مصلحة تعمل منها فقط أربع مصالح، في حين ظلت المصالح ال23 المتبقية مهجورة طيلة سنوات. وتتمثل المصالح التي تزاول عملها بشكل يومي، حسب مدير المستشفى موحي يوسف، في خمس مصالح: مصلحتان للمستعجلات ومصلحة للطب الشرعي ومصلحة للمتخلى عنهم. وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمستشفى حوالي 240 سريرا. وأضاف مدير المستشفى ل«المساء» أن الوزارة أطلقت في خطتها الصحية المبرمجة ما بين 2008 و2012 بناء مستشفى للأمراض النفسية بطاقة استيعابية تبلغ 120 سريرا في كل منطقة إدارية. كما اعتبر أن الرعاية الصحية تتوخى القرب من المريض. وبشكل عام، أكد مدير المستشفى أن الخدمات التي يقدمها المستشفى متاحة للجميع تطبيقا لتوجيهات منظمة الصحة العالمية، التي تركز على سياسة دعم المرضى بالقرب من منازلهم. وبالنسبة للمشاكل المطروحة في وجه الإدارة كالصرف الصحي وافتقار المستشفى لسور يحميه، أكد المدير أن الأشغال ستبدأ في الأسابيع المقبلة. كما سيعرف المستشفى، بناء على الخطة الوزارية، تجهيز وحدات خاصة بإدمان الأطفال. وبالعودة إلى المصالح التي يتكون منها المستشفى الإقليمي تعد مصلحة الطب الشرعي من أخطر المصالح على الإطلاق، حسب الوصف الذي لقبه بها بعض الممرضين، لأنها تشتمل على مرضى قاموا بجرائم قتل خطيرة، ومع ذلك، يؤكد الممرضون، لا تتوفر على رجل أمن. يقول «ح. س»: «تصوري أن ممرضة تحرس 20 مريضا، ويمكن أن تكون بدورها ضحية لهؤلاء المرضى لأنهم صراحة مرضى وليسوا مجرمين». بالإضافة إلى هذه المصلحة هناك مصلحتان للمستعجلات تعرفان توافد عدد مهم من المرضى، وهناك مجموعة من الاختلالات في هذا الإطار رصدت على لسان ممرضين بالمستشفى. ففي بعض الأحيان يقول «ع ب»: «يأتي بعض الأشخاص وهم في حالة سكر ويدخلون المستشفى وفي اليوم الموالي يبدأ المريض بالصراخ أنا ماشي مريض». ويضيف أن هناك مصلحة تسمى مصلحة المتخلى عنهم تتوفر على حوالي 180 مريضا قضوا حوالي 40 سنة وهم يقطنون بالمستشفى. ويؤكد نفس المصدر أن ليس هناك تتبع لهذا الملف. ويتساءل بعض الممرضين كيف أن مستشفى بشهرة الرازي يتوفر فقط على أربعة أطباء نفسيين. وأضافوا في حديث مطول مع «المساء» أنه عندما يسدل الليل ستاره، يختفي هؤلاء الأطباء من أرجاء المستشفى، وأنه في حالة دخول وافد جديد يكون في استقباله الطبيب العام وليس المختص، علما أن هذا الأخير تكون له القدرة بحكم اختصاصه على معرفة المريض النفسي من الشخص السوي، ففي بعض الحالات، يضيف أحد الممرضين، لا يعرف الطبيب العام كيف يتعامل مع الحالة المرضية، كما أن الوصفة الطبية لا تكون متطابقة مع الحالة النفسية للمريض، الأمر الذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى هيجان المريض لأن الوصفة الطبية ببساطة لم تهدئه. كما أن مكتب الاستراحة بالنسبة للممرضين يوجد بين المرضى. أما وصفه فهو شبيه، حسب الممرضين، بغرفة السجن، وهذا «خطير جدا لأن من الممكن أن تحدث حالات اغتصاب ضد بعض الممرضات داخل المستشفى، لأن هؤلاء المرضى قد يقومون بأفعال لا يدركون خطورتها» يقول «ع ب». أما بالنسبة للعاملين في النظافة والحراس الليليين، فإنهم لم يعوضوا عن أداء عملهم لمدة ثلاثة أشهر بعد تخلي الرئيس المكلف بهم ورفع اليد عنهم، يقول مصدر مقرب. المستشفى كذلك يفتقر لهاتف ثابت في عصر التكنولوجيا والإنترنت. «نفترض أن مريضا يحتضر على الساعة الواحدة صباحا، ولابد من الاتصال بالإدارة كيف سيتم ذلك? إذا خرج الممرض حتما سيتعرض للاعتداء، سواء من طرف المنحرفين أو من طرف الكلاب الضالة. وإذا لم يخرج فالمريض سيموت». العذاب بالقطرة ومشكل تصريف المياه «العذاب بالقطرة» هكذا وصف الوضع داخل مصالح مستشفى الرازي للأمراض العقلية من طرف بعض الممرضين بسبب أن سقف البنايات أصبح متآكلا ومتصدعا، مما يسهل عملية تسرب الماء إلى جدران المستشفى وغرف المرضى ومكان استراحة الممرضين. وحسب قرص مدمج، تتوفر «المساء» على نسخة منه، فإن أسقف المستشفى متصدعة بشكل كبير. وبسبب «القطرة» يقول ممرض، طلب عدم ذكر اسمه، «ينقطع التيار الكهربائي، وهذا المشكل لم تجد له إدارة المستشفى حلا يذكر. كما أنها لا تتبع الوضع القائم». والمستشفى كذلك لا يتوفر على قنوات للصرف الصحي، ففضلاته تصب على مر السنين في حفرة تحت المصالح مسببة، على حد وصف الممرضين، روائح كريهة تكون سببا في انتشار الحشرات ك«شنيولة والناموس». وكانت بعض الدعوات ارتفعت لتسوية هذا المشكل المتعلق بالصرف الصحي دون أن تلقى الاستجابة من طرف المجالس المنتخبة في هذه المدينة التي كانت معقل عبد الله القادري رئيس الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي. وعود متعثرة «أول مرة بدأت العمل بهذا المستشفى كان سنة 2008، ومنذ ذلك التاريخ وأنا أقوم بالحراسة الليلية مرة واحدة فقط. وقد عوضوني عن عملي كحارس ليلي، أما باقي السنوات فلم أحصل على شيء، و هذا يتنافى مع القانون، الذي يقول إن الممرضين الذين يقومون بالحراسة والإلزامية لديهم كامل الحق في التعويض عنها». هذا كلام أحد الممرضين المتذمرين من عدم تعويضهم عن ساعات العمل، وهو سبب من الأسباب التي جعلت ممرضي المستشفى يخوضون وقفة احتجاجية تعد هي الأولى من نوعها بعد أن نفد صبرهم، حيث طالبوا الوزارة الوصية بتعويضهم عن الحراسة والإلزامية، ورفع التهميش عن المستشفى وعدم انتهاك حرمة المرضى وتعزيز الأمن وتوفير شروط العمل وأدواته. وكانت هذه الوقفة سببا في توصلهم بمجموعة من الوعود من طرف مندوبة الصحة ببرشيد والمديرالجهوي تفيد استجابتهم للحوار وإدراج طلباتهم ضمن الأولويات التي سيقومون بإيجاد حل لها في القريب العاجل. وفي هذا الإطار أكد الدكتور بوعدي مصطفى، المدير الجهوي للصحة بجهة الشاوية ورديغة، أن مستشفى الرازي ببرشيد يقدم مجموعة من الخدمات لكافة الأقاليم تقريبا، وأن عمل الأطباء بالمركز الاستشفائي يقوم على أساس تقديم مجموعة من الاستشارات الطبية، وتتبع حالات المرضى بناء على المواعيد المحددة في هذا الإطار. أما فيما يخص الإكراهات التي تواجه المستشفى، فقد حددها المدير الجهوي، في تصريح ل«المساء»، في نقص الموارد البشرية وضعف الاهتمام بالصحة النفسية، علما -يضيف نفس المصدر- أن الوزارة الوصية تقوم بمجهودات هامة في هذا الإطار، موضحا أنه فيما بين 2008 و2011 أصبحت الصحة النفسية تعد من أولويات وزارة الصحة، التي قال إنها خصصت اعتمادات كافية للأدوية، حيث إن الميزانية المخصصة لها ارتفعت بحوالي 25 في المائة، فحسب المدير الجهوي هناك تحسن على مستوى الولوج إلى الأدوية. أما على صعيد المشاكل التي يعاني منها المستشفى، فإن هناك مجموعة من الوعود التي قدمت للممرضين، ولكنها تبقى«متعثرة»، على حد تعبيرهم. وهناك مشروع أكد بوعدي مصطفى المدير الجهوي أنه سيعمل على إصلاح سور المستشفى وبعض الجوانب البنيوية المتهالكة، وهذا المشروع الذي سينفذ في هذا الشهر سيصاحبه الإعلان عن الخطوات الأولى لمشروع طموح سيكون بشراكة مع وزارة الصحة وإحدى الجمعيات، ويتمثل هدفه، حسب المصدر ذاته ، في إعادة بناء المستشفى على المدى القريب وإصلاحه في نفس الموقع وبنفس المساحة تفنيدا لما أسماه المدير الجهوي «الإشاعات التي راجت مؤخرا حول إمكانية بيع المستشفى بذريعة التخلي على البنايات القديمة». وأكد المدير الجهوية للشاوية ورديغة أنه سيتم العمل قريبا على تسييج البقعة ماعدا المساحة التي تقدر بحوالي ستة هكتارات، والتي سبق للوزارة أن منحتها لوزارة التربية الوطنية. مندوبة الصحة ببرشيد، شاني جميلة، من جهتها، اعتبرت أن المطالب التي رددها أطر المستشفى، خلال الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها مؤخرا، تعد مطالب مشروعة وموضوعية. وقالت ل«المساء»: «أنا شخصيا دخلت في حوار مع الموظفين والنقابات، ونحن في طور دراسة هذه المطالب، لكن تواجهنا مجموعة من الإكراهات من ضمنها النقص الذي تعاني منه المندوبية فيما يخص الموارد البشرية». ولم يمض على تأسيس المندوبية الإقليمية ببرشيد إلا ستة أشهر، وهي، حسب جميلة الشاني، غير كافية لمعالجة ملف الممرضين. وقالت المندوبة ل«المساء» :«قمنا بتسجيل المطالب وسنعمل في هذا الإطار على ترتيبها حسب الأولوية، حيث قمنا بتقسيمها إلى ثلاثة أقسام: مطالب استعجالية ومطالب على مدى القريب وأخرى على المدى البعيد». ومن ضمن المطالب التي تبدو ضرورية، حسب رأي المندوبة، تحسين واجهة المستشفى وتحسين جودة الخدمات المقدمة على مستوى التغذية بالنسبة للممرضين.
تغذية رديئة مقدمة للمرضى في المستشفى يعد مشكل التغذية من بين المشاكل الصعبة داخل مستشفى الأمراض العقلية، ففي القرن الواحد والعشرين، يقول أحد الممرضين، يرسل للمريض «خبز كارم». ويضيف «تيجمعو الخبز الكارم اللي تيشيط من الحوانت واللي المفروض يعطيوه للدجاج ولايرميوه لكلاب وتيعطيوه للمريض». أما الغذاء، «فحدث ولا حرج. إذ هو عبارة عن محيمصة بالزعفران ومرق بالخضر مستحيل أن يؤكل» يقول «رش». أما بالنسبة للشركة المشرفة على التغذية فهي تتكلف فقط بالطبخ، أما الخضر والأغراض الأخرى فيتكلف بجلبها المستشفى. وإذا كان المرضى يعانون من نقص حاد في التغذية إلا ما يجود به المحسنون، فالممرضون كذلك يعانون، إذ هم محرومون من وجبة الفطور، رغم أنهم مكلفون بالحراسة الليلية، والأكل المقدم لهم لا يرقى إلى مستوى متطلباتهم. يقول «ح س»: «نشعر بأننا ماشي بنادم.إذ يعتبروننا مثل الحيوانات». وتتمثل نوعية الأكل المقدم للممرضين، حسب قولهم، في نصف حبة طماطم وقطعة من اللحم، يقولون إنها لا يمكن أن تؤكل. كما صرحوا بأن المقتصد بالمؤسسة يقول إن الوجبة الواحدة ثمنها 15 درهما، في الوقت الذي يؤكد الممرضون على أن قيمة الوجبة لا يمكن أن تتعدى 10 دراهم. والمشكل، حسب الممرضين، أن برنامج «تحقيق» سنة 2008، الذي بثته القناة الثانية، تطرق إلى مشكل التغذية الذي يعاني منه المستشفى، ولكن ذلك، على حد قولهم، لم يحرك الجهات المسؤولة على مستوى وزارة الصحة، فمن تحرك فقط هم بعض المحسنين الذين جادوا على المرضى بالأغذية والأغطية وما إلى ذلك. ويقول الممرضون: «نشك أن المكان يصلح كي يكون مستشفى». قبل أن يضيفوا «تكوّنّا في التمريض ونشتغل فيه بكل فخر، ولكن نود أن نعامل باحترام، و أن تحترم الإدارة كرامتنا كممرضين».