أولت صحف أروبا الغربية الصادرة اليوم السبت،أبرز اهتماماتها، لعدد من المواضيع المحلية والدولية، من ضمنها،افق المفاوضات البريطانية الاروبية حول البريكسيت بعد خطاب تريزا ماي رئيسة وزراء المملكة المتحدة، والانتخابات التشريعية المقررة غدا الاحد بايطاليا، فضلا عن الوضع السياسي في كاتولونيا . ففي بلجيكا كتبت (لوسوار) أنه وبعد إحدى عشر شهرا على بدأ المفاوضات حول البريكزيت بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، وجهت تيريزا ماي خطابا يبدو الأكثر مصالحة حول مستقبل العلاقات التجارية بين الطرفين. وأوضحت في مقال تحت عنوان " تيريزا ماي تدافع عن الطريق الثالث " أن رئيسة الوزراء البريطانية " وضعت جانبا الشعارات الوطنية الفارغة لإعطاء رؤية أكثر تفصيلا حول الاتفاق الذي تسعى لندن إلى توقيعه مع بروكسل بالموازاة مع خروجها من الاتحاد الأوروبي. أما (ليكو)، فأشارت إلى أن ماي دعت من لندن إلى " شراكة أوسع وأعمق تغطي عددا من القطاعات وتتعاون أكثر من أي اتفاق للتبادل الحر في العالم " مع الاتحاد الأوروبي بعد البريكزيت. وبالنسبة ل(لاليبر بلجيك)، فإن رئيسة الوزراء لم تقدم أمس حلولا بديلة لمقترح الاتحاد الأوروبي لمنع إعادة الحدود بين إيرلاندا وإيرلاندا الشمالية، معتبرة أن ذلك لن يطمئن التجار وأرباب المقاولات والمزارعين الإيرلانديين الذي يعبرون اليوم الحدود الخفية بين البلدين والتي تتقاسم اليوم نفس التشريعات الأوروبية. وفي المملكة المتحدة تناولت الصحف مضامين الخطاب الذي ألقته تيريزا ماي رئيسة الحكومة البريطانية أمس الجمعة حول مستقبل العلاقات الأوربية البريطانية بعد ( البركسيت ) . وعادت صحيفة ( دايلي تلغراف ) للحديث عن رؤية رئيسة الوزراء تيريزا ماي لمستقبل العلاقات الأوربية البريطانية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي والتي عبرت فيها عن رغبتها في تكريس " الشراكة الممكنة الأوسع والأعمق " وكذا إقامة علاقات تجارية متناغمة مع الاتحاد الأوربي بعد مارس 2019 . وأضافت الصحيفة أن تيريزا ماي أكدت في خطاب ألقته بمقرها بلندن أنه يجب على هذه الشراكة أن تشمل مختلف المجالات أكثر من أي اتفاق تجاري . وحول نفس الموضوع كتبت صحيفة ( الغارديان ) أن خطاب رئيسة الوزراء تيريزا ماي حول ( البركسيت ) اعترف أن المملكة المتحدة لن تحصل على كل ما ترغب فيه في المفاوضات حول خروجها من الاتحاد الأوربي . وأشارت الصحيفة إلى أن ماي أكدت أنه " علينا أن نعترف أن هذه مفاوضات وأن كل واحد منا لن يحصل على كل ما يريد " مؤكدة أن تيريزا ماي أثارت في هذا الخطاب لأول مرة الانعكاسات الاقتصادية الملموسة للخروج من الاتحاد الأوربي كما تطرقت إلى " بعض الحقائق الصادمة " . أما صحيفة ( الفينانسيال تايمز ) فتطرقت إلى ردة فعل ميشال بارنيي كبير مفاوضي المفوضية الأوربية الذي " أشاد " بوضوح خطاب تيريزا ماي مشيرة إلى أن رئيسة الوزراء تدافع عن الخروج من السوق الموحدة للاتحاد الجمركي كما ترغب في اتفاق للتبادل الحر يختلف عن الاتفاقات الموجودة بين الاتحاد الأوربي وكندا أو بينه وبين النرويج التي هي عضو في السوق الموحدة رغم أنها ليست عضوة في الاتحاد . وفي إيطاليا انصبت تعاليق وتحليلات الصحف على الغموض الذي يكتنف الانتخابات التشريعية الذي يسير بالبلاد نحو المجهول. وكتبت صحيفة (كوريري ديلا سيرا) أن غموض نتائج انتخابات غدا الأحد ظاهرة سلبية لا يمكن إنكارها أو غض الطرف عنها فهي تجعل العلاقة بين المواطن ورجل السياسة أكثر تعقيدا. وأضافت أن زعيم تحالف اليمين سلفيو برلسكوني يوظف كل شيء لصالحه حتى أنه اختار رئيس البرلمان الأوروبي تاجاني كمرشح لمنصب رئيس الوزراء عن حزب فورزا إيطاليا وهو الذي يمكن إقناع شريحة من المترددين بالتصويت لصالح الحزب. وسجلت اليومية أن برلسكوني اختار تاجاني لمكانته الدولية، التي تعتبر أساسية لتوجيه الحكومة المقبلة، التي ستحتاج إلى علاقة جدية وإيجابية مع أوروبا. واعتبرت أن العديد من المترددين سيصوتون للحزب اليميني لأن رئيس وزراء مثل تاجاني شخصية موثوق فيها وستخدم مصلحة البلاد. بالمقابل، اعتبرت صحيفة (لاريبوبليكا) أنه رغم هذا السعي الحثيث للفوز في الانتخابات يبقى الصراع الداخلي بين زعيم فورزا إيطاليا برلسكوني ورئيس رابطة الشمال ماثيو سالفيني في صالح الحزب الحاكم و يمكن أن ينقذ الحزب الديمقراطي أولا في البرلمان، ثم في المجلس الجهوي ". وأضافت ان عدة قضايا هي محل خلاف بين برلوسكوني وسالفيني، لاسيما اختيار المرشحين للجهة. وبالنسبة لصحيفة (لاستامبا) لاشيء مضمون في العملية الانتخابية برمتها إذ الفوز المحتمل لتحالف اليمين واليمين المتطرف سيعود بالبلاد إلى الماضي بتولي بيرلوسكوني وسالفيني زمام السلطة ،و قيادة زعيم حركة خمس نجوم دي مايو للحكومة المقبلة يعتبر "بمثابة قفز في الظلام". في نفس الموضوع كتبت صحيفة "تريبيون دو جنيف" السويسرية تحت عنوان "إيطاليا بين المطرقة والسندان"، أنه من دون فائز في مساء رابع مارس، ستواجه إيطاليا صعوبات في تشكيل جهاز تنفيذي. وقال كاتب الافتتاحية"ان الحملة الانتخابية قد ابرزت بالفعل عنصرين مثيرين للقلق بالنسبة لمستقبل القوة الاقتصادية الثالثة للاتحاد الاوروبي: صعود الشعبوية واليمين المتطرف". من جانبها، لاحظت صحيفة "فانت كاتر اور" أنه في استطلاعات الرأي، فإن زعيم العصبة الشمالية (اليمين المتطرف)، ماتيو سالفيني، يقترب من اللحاق الان بسيلفيو برلوسكوني، الزعيم التاريخي لليمين الإيطالي "، مضيفة انه يمكن ان يصبح زعيم اليمين برمته". وأشارت صحيفة "لو تون" الى أن "الحملة الانتخابية الايطالية تثير قلق الكنيسة"، حيث دفعت الخطابات المثيرة للانقسامات التي تم سماعها قبل ان تجرى الانتخابات غدا الاحد ، الاساقفة الى أخذ الكلمة. وذكرت الصحيفة في هذا الصدد أن "المؤتمر الأسقفي قد توقع تداعيات عنيفة محتملة، تم التحقق منها بعد ذلك في الشارع". ولفتت الى ان الكنيسة الإيطالية ذهبت الى حد دعوة الساحة السياسية الى التعبئة من اجل خلق مناصب شغل ومكافحة الهشاشة وتشجيع الناخبين على عدم الامتناع عن التصويت. في ذات السياق كتبت صحيفة (دياريو دي نوتيسيا) البرتغالية أن الشيء الوحيد اليقين هو ان نتائج انتخابات غدا الأحد بإيطاليا غير مؤكدة بالكامل، مشيرة إلى ان حركة خمس نجوم حصلت على 28 في المائة من الأصوات والحزب الديمقراطي 22 في المائة وفورتسا إيطاليا وتحالف اليمين 38 في المائة: لم تتمكن أي قوة سياسية من بلوغ 40 في المائة الأغلبية المطلوبة لتشكيل حكومة مستقرة التي ينص عليها القانون الانتخابي الجديد. وذكرت اليومية ان تحالف اليمين الذي يتألف من رابطة الشمال وإخوة إيطاليا تصدر آخر استطلاع للرأي بحوالي 38 في المائة بفارق نقطتين عن الأغلبية المنصوص عليها ، وهي 40 في المائة ، مسجلة أن العدد المرتفع للمترددين والممتنعين (45 في المائة) يمكن أن يكون لفائدة التحالف ، وبالتالي تسوية مسألة الحكومة . الى ذلك كتبت صحيفة (لوفيغارو) ان ايطاليا ستصوت في اعقاب حملة متواضعة من اجل تجديد برلمانها، مشيرة الى ان هذه الانتخابات تأتي وسط قلق جديد على مستقبل البلاد خاصة انها المرة الاولى التي تبدو فيها نتائجها غير يقينية. واضافت الصحيف انه فيما يفرض القانون الانتخابي الايطالي الحصول على اغلبية مطلقة من 315 مقعدا (40 في المائة من الاصوات) من اجل تشكيل حكومة على بعد يومين من هذا الاستحقاق، يبدو تحالف يمين الوسط الذي يقوده برلوسكوني قادرا على بلوغ هذه الاغلبية. من جانبها قالت صحيفة (لوموند) ان نحو 50 مليون ايطالي مدعوون الى صناديق الاقتراع وسط حالة من الغموض، اذ لا يستطيع احد التكهن بمن هو مرشح لتولي منصب رئيس المجلس. اما صحيفة (ليبراسيون) فكتبت في تعليقها على عودة برلوسكوني ، الذي كان يعتقد انه تمت تصفيته سياسيا سنة 2011 ، جراء عاصفة مالية، حيث تم طرده من مجلس الشيوخ بعد عامين من مشاكله القضائية، ان برلوسكوني استفاد من اخطاء خصومه وعلى راسهم ماتية رينزي. وفي موضوع اخر لاحظت صحيفة (بوبليكو) أنه في خطاب طال انتظاره أمس الجمعة في لندن قبلت رئيسة الوزراء بأن التعقيد و طبيعة المفاوضات مع بروكسيل لن تمكن جميع الأطراف من الاستجابة لكافة مطالبهم وأضافت أن تقديم بعض التدابير الملموسة من أجل البركسيت بعرض على ماي ماترغب فيه: يجعل بلدها وأروبا على قناعة بأنها الشخص الجيد للقيام بالانفصال البريطاني عن التكتل الأوروبي . وتمحورت اهتمامات الصحف الالمانية حول خطر حرب تجارية بين الولاياتالمتحدة وأوروبا وخطاب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأكدت صحيفة "زود ديوتشه تسايتونغ" أن "ترامب يريد خدمة زبنائه الناخبين قبل كل شيء، بالقول إن التعريفات ستعيد تنشيط صناعة الصلب المحلية، ولكن سرعان ما سيدرك أن شركات الصلب في البلاد توظف 140،000 شخص، وشركات معالجة الصلب التي توظف 6.5 مليون، سوف تتحمل تكاليف أعلى ناهيك عن المستهلكين في الولاياتالمتحدة، الذين سوف يضطرون قريبا لدفع أكثر على السيارات وبناء منزل". وترى صحيفة " لايبتسيغر فولكستسايتونغ" أن "رئيس الولاياتالمتحدة يحارب الآن ضد بقية العالم. فهو ليس فقط غير مبال بما يثيره ذلك من رعب لدى الأوروبيين والصينيين، والكنديين والأمريكيين اللاتينيين، بل انه تحدى أيضا معارضة مستشاريه في مجال السياسة الاقتصادية: في الأسبوع المقبل، قرر أن يفعل ذلك، يريد ترامب أن يغرق العالم في حرب تجارية". وأشارت اليومية الى ردود الفعل العالمية التالية على قرار ترامب حيث من المتوقع أن تفرض الصين كخطوة أولى، الرسوم الجمركية على فول الصويا الأمريكي، فيما ينظر الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات على الدراجات النارية من نوع هارلي دافيدسون وعلى بعض المشروبات الكحولية. وفي تعليقها على خطاب تريزا ماي ، قالت صحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" إن خطاب ماي الرئيسي الثالث حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا يقدم إجابة مرضية على السؤال: لماذا يريد البريطانيون الخروج من الاتحاد الاوروبي إذا كانوا ينوون في الوقت الحالي التفاوض على اتفاقات قد تمنحهم بعد ذلك المزايا التي تخلوا عنها مع البريكست؟ مضيفة أن الامر يتعلق ب " +المزاح البريطاني+ الشهير : لندن تريد أن تترك السوق الموحدة، وتدير ظهرها للاتحاد الجمركي وان لا تخضع لقانون محكمة العدل الأوروبية، ولكن خارج الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة، فان التجارة مع الاتحاد الاوروبي لن تتم بشكل سلس ". وفي إسبانيا اهتمت الصحف بمجموعة من القضايا ذات العلاقة بمسلسل الانفصال في كتالونيا . وأكدت صحيفة ( البايس ) أن شبكة من رجال الأعمال ومسؤولي ( الجينيراليتات ) وكذا بعض قادة الحزب الديموقراطي الكتالاني الذي يتزعمه كارليس بيغدومنت يمولون مصاريف هذا الأخير في منفاه ببلجيكا عبر تحويل جزء من مداخيلهم لفائدته . وتساءلت الصحيفة " كيف يتم تمويل إقامة بيغدومنت في بلجيكا وما يسمى بمجلس الجمهورية ؟ إذا كان المنزل الذي استأجره الرئيس السابق للحكومة المحلية لإقليم كتالونيا يكلف 4000 أورو شهريا بينما يبلغ راتب بيغدومنت كنائب برلماني 3 آلاف أورو . وفي نفس السياق كتبت صحيفة ( لاراثون ) أن الحكومة المركزية الإسبانية فتحت تحقيقا لتحديد موارد تمويل بيغدومنت وذلك من أجل التأكد بأنه لا يستفيد من أموال عمومية . ومن جهتها قالت صحيفة ( إلموندو ) إن حزب اليسار الجمهوري الكتالاني رفض مخطط بيغدومنت الذي يسعى إلى مواصلة مراقبة الجهة من منفاه ببلجيكا من خلال وضع رئيس شبح ينحصر دوره في تنفيذ أوامره وهو السبب الذي دفع الحزب إلى رفض ترشيح جوردي سانشيز الذين يوجد بدوره رهن الاعتقال في إطار تداعيات مسلسل الانفصال . وأضافت أن حزب اليسار الجمهوري الكتالاني اقترح زعيمه أوريول جونكيراس النائب السابق للرئيس الذي يوجد بدوره رهن الاعتقال في إطار نفس القضية لتنصيبه رئيسا للحكومة المحلية للإقليم مشيرة إلى أن جونكيراس لن يقبل أبدا أن يكون دمية في يد بيغدومنت.