اهتمت صحف أروبا الغربية الصادرة اليوم الجمعة، بعدد من القضايا المحلية والدولية من ضمنها، مضمون الخطاب السنوي الذي وجهه زعيم الكريملين الى البرلمان، والانتخابات التشريعية الايطالية المتوقعة الاحد المقبل ،والمفاوضات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوربي حول البريكسيت ، فضلا عن تداعيات اختراق قراصنة لشبكة بيانات ادارة الحكومة الالمانية. ففي فرنسا كتبت صحيفة (ليبراسيون) ان بوتين تطرق بتفصيل لمدة ساعة تقريبا، للتقدم التكنولوجي العسكري لبلاده، مشيرة الى ان الامر يتعلق بعملية تواصلية موجهة لتخويف الامريكيين، واظهار ان العقوبات الغربية غير مجدية. واضافت الصحيفة ان بوتين وضع في خطابه السنوي الى البرلمان اسس سياسته المستقبلية ، وتناول نقط ضعف وقوة ادارته، ووعد الروس بتغييرات ستجعلهم اكثر رفاهية. وقالت الصحيفة استنادا الى خبراء ان الامر لم يعد يتعلق فقط بمزايدات لفظية، ذلك ان خطاب بوتين يحدد وضع العلاقات بين موسكو وواشنطن التي توجد في ادنى مستوياتها. من جهتها ذكرت صحيفة (لوفيغارو) ان زعيم الكريملين استعرض قوته النووية وحذر الغرب، مقدما نفسه كقائد عسكري لايشق له غبار، مشيرة الى ان بوتين الذي يحكم روسيا منذ 18 سنة كرر صيغا سبق استعمالها مرات عديدة خلال خطاباته السابقة، وظلت عباراته جد فضفاضة في ما يتعلق بالاليات التي تتيح لبلده الالتحاق بالمتوسط العالمي. وتابعت الصحيفة ان بوتين تطرق بشكل موسع في الجزء الثاني من خطابه لاسلحة الدمار الشامل. من جانبها لاحظت صحيفة (لوموند) ان تصريحات بوتين كانت موجهة بشكل واضح الى الولاياتالمتحدةالامريكية، والى الغرب الذي يفرض منذ ضم روسيا للقرم في مارس 2014 عقوبات على موسكو. في السياق ذاته كتبت صحيفة "تريبيون دو جنيف" السويسرية تحت عنوان "بوتين يعرض صواريخه لاستمالة ناخبيه"،أن الرجل القوي في موسكو، من خلال عرض صواريخه، استهدف الأميركيين وفاز بأصوات الروس على بعد أسبوعين من الانتخابات الرئاسية . ويرى كاتب الافتتاحية انه انتصار مزدوج في ذروة التوترات مع الغرب ومع اقتراب انتخابات رئاسية يبدو مسبقا أن بوتين سيفوز بها بعد ثمانية عشر عاما في السلطة. من جانبها كتبت "لوتون" أنه في خطابه السنوي امام البرلمان، جعل بوتين من التفوق النووي الروسي على الولاياتالمتحدة حجته الانتخابية الرئيسية. وأكدت صحيفة "فانت كاتر اور" أن بوتين يعرض الآن "الجهد الكبير لاعادة التسلح" كرد فعل على محاولة تطويق روسيا لاسيما من خلال اقامة الدرع الصاروخي الأمريكي. وتابعت الجريدة انه"من المتوقع أن يفوز على نطاق واسع في الانتخابات الرئاسية في غياب واضح لمنافسه الرئيسي أليكسي نافالني"، مبرزة ان بوتين "يقدم افاقا للمستقبل، مثالا على قوة جاذبة للناخبين". وتناولت الصحافة الإسبانية عدة قضايا ومواضيع من بينها السباق نحو التسلح بين روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية وكذا قرار الرئيس السابق للحكومة المحلية لجهة كتالونيا كارليس بيغدومنت التخلي عن الترشح من جديد لمنصب رئيس الحكومة المحلية بالإقليم . وأكدت صحيفة ( البايس ) أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين أعلن أن بلاده لديها " ترسانة لا تقهر من الأسلحة " مؤكدا أنها تمتلك أسلحة تجعل من درع الدفاع الصاروخي للولايات المتحدة عديم الفائدة . وأضافت الصحيفة أن بوتين قال في خطابه عن حالة الأمة إن بلاده قد اختبرت بالفعل صواريخ عابرة للقارات يمكن أن تصل إلى أية نقطة على كوكب الأرض وتحمل رؤوسا نووية تخترق " أي نظام للدفاع سواء الحالي أو المستقبلي " مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة وصفت خطاب بوتين بأنه " غير مسؤول ومزعزع للاستقرار " . ومن جهتها كتبت صحيفة ( إلموندو ) أن كارليس بيغدومنت الذي يعيش في بلجيكا هربا من متابعة القضاء الإسباني قرر أخيرا التخلي عن الترشح لمنصب رئيس الحكومة المحلية لإقليم كتالونيا من أجل تمهيد الطريق أمام مرشح آخر وهو جوردي سانشيز الداعم للانفصال والذي هو الآخر غير مؤهل لأنه موجود في السجن بسبب تورطه في الأحداث التي أعقبت الاستفتاء غير القانوني حول الاستقلال في الفاتح من أكتوبر من السنة الماضية . وأوضحت الصحيفة أن جوردي سانشيز يمكن أن ينصب رئيسا للحكومة المحلية لجهة كتالونيا في حالة واحدة وهي إذا منحته المحكمة العليا ترخيصا لمغادرة السجن وحضور الجلسة العامة للتنصيب بالبرلمان الجهوي وهو الأمر الذي رفضته لحد الآن هذه المحكمة. وبدورها قالت صحيفة ( أ بي سي ) في مقال بعنوان " بيغدومنت يسلم " أنه رغم تخلي بيغدومنت عن طموحه لمعاودة تنصيبه كرئيس جديد للإقليم فإنه يعتزم التدخل في الشأن الكتالاني كرئيس نصب نفسه في المنفى . وأشارت الصحيفة إلى أن بيغدومنت أعلن عن وضع شكاية ضد إسبانيا في الأممالمتحدة. من جهتها اهتمت الصحف الإيطالية بتشكيل أحزاب اليمين الإيطالية جبهة موحدة سعيا للفوز بالانتخابات و إعلان حركة خمس نجوم عن فريقيها الحكومي المرتقب. وكتبت صحيفة (كوريري ديلا سيرا) أن تحالف اليمين و اليمين المتطرف الإيطالي ،الذي يتصدر استطلاعات الرأي قبل الانتخابات التشريعية التي ستجرى بعد غد الأحد، شكل جبهة موحدة أعلن عنها في اجتماعه الموحد الأول والأخير الذي عقده أمس الخميس سعيا لتجاوز خلافاته الداخلية الكثيرة. وأضافت الصحيفة أنه منذ انطلاق الحملة، كشف هذا التحالف عن انشقاقات داخلية بين توجه برلوسكوني الأكثر اعتدالا وتأييدا لأوروبا، وسياسة زعيم رابطة الشمال سالفيني وميلوني الأكثر ميلا إلى اليمين ومعارضة بروكسل. وسجلت للمرة الأول منذ الحملة الانتخاببة يظهر علنا سيلفيو برلوسكوني زعيم "فورزا إيطاليا" وماتيو سالفيني رئيس "الرابطة" اليمينية المتطرفة وجورجيا ميلوني زعيمة "فراتيلي ديتاليا" اليميني المتطرف. من جانبها ذكرت صحيفة (لاستامبا) أنه وفي وقت يظهر فيه قادة يمين الوسط الثلاثة كجبهة موحدة ، أعلنت حركة النجوم الخمس الشعبوية من جانبها عن لائحة الفريق الحكومي الذي تعتزم تشكيله في حال فوزها في الانتخابات. واعتبرت أن ذلك يعتبر خطوة غير مسبوقة في تاريخ إيطاليا ، ويشكل محاولة من خمس نجوم لبرهنة اللتزامها بالشفافية. ونقلت اليومية عن رئيس الوزراء باولو جنتيلوني العضو في الحزب الديموقراطي (وسط يسار) قوله "إننا في وسط مهرجان سريالي من الطروحات الغريبة العجيبة، وللمرة الأولى هناك حكومة تقدم حتى قبل الانتخابات". و بالنسبة لصحيفة (لاريبوبليكا) فإن إيطاليا ستدخل يوم 5 مارس في مرحلة جديدة. وسيكون يوما هاما لأن العديد من الإيطاليين داخل البلاد وخارجها ينتظرون ما ستفرزه نتائج الانتخابات و الحسم في القوة السياسية الفائزة و الخاسرة. وأشارت إلى أنه بعد الإعلان عن النتائج من المقرر عقد الاجتماع الأول للبرلمان الإيطالي يوم 23 مارس و انتخاب رئيسي مجلسي النواب والشيوخ ، غير أن مرحلة تشكيل الحكومة هي التي تثير أكثر قلق وانشغال الجميع،بالنظر للاختلافات الكبيرة بين القوى السياسية. وعلقت الصحف البلجيكية من جهتها على الانتخابات التشريعية في إيطاليا حيث حذرت (ليكو) من أن يجد البلد نفسه بدون حكومة بعد الانتخابات مشيرة إلى أنه ورغم أن اليمين يبدوا الأوفر حظا إلا أن هناك غموض حول القدرة على تشكيل أغلبية واضحة ". واهتمت (لوسوار) بالمتنافسين في انتخابات الأحد حيث نشرت بورتريه لماتيو رينزي زعيم الحزب الديمقراطي الذي يخوض حملة شرسة لكنه قد يجد نفسه خارج المشهد السياسي إذا ما تأكدت هزيمته. أما (لاليبر بلجيك)، فقد سلطت الضوء على الانقسامات في اليسار الإيطالي، مشيرة إلى أنه وبعد خمس سنوات في السلطة أعلن رينزي وباولو جانتيلوني كأكبر الخاسرين في الاقتراع. وفي بريطانيا واصلت الصحف اهتمامها بالعلاقات البريطانية الأوربية والمفاوضات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوربي حول خروج بريطانيا من هذا الاتحاد . وعادت صحيفة ( دايلي تلغراف ) للحديث عن اللقاء الذي عقدته تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية أمس الخميس بلندن مع رئيس المجلس الأوربي دونالد تاسك مشيرة إلى أن هذا الأخير أعرب قبل الاجتماع عن " أسفه لقرار لندن مغادرة السوق الموحدة والاتحاد الجمركي " . وأضافت الصحيفة أن تاسك أكد أيضا أن " الخطوط الحمراء " التي وضعتها المملكة المتحدة "ستطبع العلاقة المستقبلية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوربي بعد البركسيت " والتي ستشهد عودة الحدود " الصلبة " بين جمهورية إيرلندا وإيرلندا الشمالية . ومن جهتها كتبت ( دايلي إكسبريس ) أن لندن ترغب كما بروكسيل في تجنب إقامة هذه الحدود من أجل الحفاظ على السلام في الجزيرة التي دمرت بعد ثلاثة عقود من الاشتباكات والمواجهات حتى تم التوصل إلى اتفاق حول نهاية هذا النزاع عام 1998 ساهم في تعزيز وتقوية الروابط بين المنطقتين . وأشارت الصحيفة إلى أن الحل لهذه الإشكالية بالنسبة للمفوضية الأوربية يكمن في دعم تواجد إيرلندا الشمالية داخل الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوربي وذلك وفقا لمشروع اتفاق أوربي بشأن ( البركسيت ) . وقالت الصحيفة إن تيريزا ماي ترفض هذا المشروع لأنه " قد يهدد السوق البريطاني المشترك والوحدة الدستورية للمملكة المتحدة " مشيرة إلى أن الاتحاد الأوربي دعا الحكومة البريطانية إلى اقتراح مبادرة . أما صحيفة ( الغارديان ) فأكدت أنه يجب على المملكة المتحدة أن تحافظ على اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوربي وهي الطريقة الوحيدة لحل القضية الإيرلندية . وأضافت أن بريطانيا ترغب في مغادرة السوق الموحدة للاتحاد الأوربي وكذا مغادرة الاتحاد الجمركي ولكنها تسعى في نفس الوقت إلى التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يقلل قدر الإمكان من الرسوم الجمركية والإجراءات الإدارية كما ترغب في الولوج إلى السوق الموحدة بدون عراقيل . وتمحورت تعليقات الصحف الالمانية حول اختراق قراصنة لشبكة بيانات ادارة الحكومة الالمانية واعلان الرئيس الامريكي عزمه فرض رسوم جمركية باهضة على واردات الفولاذ والالومينيوم. وكتبت صحيفة "باديشن نويستن ناخريشتن" أن القرصنة التي تعرضت لها شبكة بيانات الحكومة الالمانية والسلطات الامنية، تظهر أن ألمانيا لم تأخذ مخاطر التجسس الرقمي على محمل الجد لفترة طويلة، مشيرة الى ان الحكومة الاتحادية اعترفت بهذا في وقت جد متأخر وقررت اتخاذ تدابير مضادة بشكل جد متأخر. ونبهت اليومية الى أن هناك مشكلة كبيرة تتمثل في نقص المتخصصين الذين يريدون الدفاع عن الأمن القومي مقابل أجور منخفضة نسبيا. وبخصوص قرار الرئيس الأمريكي بشان واردات الألمنيوم والفولاذ، قالت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" ان هذا القرار فاجأ حتى الموظفين المقربين اليه في البيت الأبيض. واعتبرت أن قرار الرئيس الامريكي سيؤدي الى موجة جديدة من الحمائية تهدد التجارة العالمية، مشيرة الى تصريح رئيس المفوضية الاوربية جان كلود يونكر الذي قال امس الخميس في بروكسيل "لن نقف جانبا ونتفرج على صناعتنا تتعرض لاجراءات غير عادلة تعرض آلاف الوظائف الاوروبية للخطر". من جانبها، كتبت صحيفة "فرانكفورتر روند شاو" ان الشركاء التجاريين في أوروبا وكندا غاضبون ويهددون بالرد على القرار الامريكي، موضحة أن الاتحاد الاوروبي هدد على الفور بالرد، فيما حذرت كندا من انها ستتخذ اجراءات مضادة. وأشارت الى ان رئيس المفوضية الاوربية يونكر شكك في تبرير الولاياتالمتحدة بأن الرسوم على الواردات تخدم الأمن القومي، بينما أعربت كندا التي تربطها بالولاياتالمتحدة اتفاقية التجارة الحرة (نافتا)، عن قلق كبير على لسان وزيرة خارجيتها كريستيا فريلاند التي صرحت ان "كندا سترد بتدابير لحماية مصالحها التجارية وعمالها"، واصفة اعلان ترامب بانه "غير مقبول على الاطلاق".