اهتمت الصحف الصادرة اليوم الاثنين في بلدان أوروبا الغربية بفوز فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية وبالمفاوضات بين الاتحاد الأوربي وبريطانيا والمشاورات غير الرسمية حول تشكيل ائتلاف حكومي في ايطاليا. ففي فرنسا كتبت صحيفة (لاكروا) تحت عنوان "بوتين بعد الفوز" أن الزعيم القوي للكرملين يدرك ان تصويت الاحد يمكن تصنيفه في اي خانة باستثناء اعتباره استفتاء، مشيرة الى انه على الرغم مما احاط بالحملة الانتخابية من شوائب ،استطاع الروس التعبير عن حجم انتظاراتهم في المجالين الاقتصادي والاجتماعي. وأضافت ان فلادمير بوتين اعترف في خطابه السنوي امام البرلمان بداية مارس بكل هذه الانتظارات حيث عدد بوضوح غير معتاد التحديات الاقتصادية لبلاده،ووعد بتخفيض نسبة الفقر التي لم تعد مقبولة الى النصف. وقالت الصحيفة ان الجيل الجديد الذي لم يعرف غير بوتين والقادر على الابحار في مواقع الانترنيت من اجل اجراء مقارنة مع الخارج، يعبر عن انتظارات متعددة. من جهتها ذكرت صحيفة (ليبراسيون) ان غالبية هذا الجيل متفقون على ان هناك خلل ما في حكامة بلادهم . من جانبها اكدت صحيفة (لوفيغارو) ان الرجل القوي في البلاد اعيد انتخابه مرة اخرى عبر صناديق الاقتراع للمرة الرابعة في مساره، مشيرة الى انه بعد ثلاثة ايام من اتهامه من قبل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ، بوقوفه وراء عملية تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال بساليسبوري ،يمكن لفلادمير بوتين ان يتباهى بالانتقام من عقر داره. و سلطت صحيفة (لاليبر بلجيك) البلجيكية الضوء على التحديات الكبيرة التي على بوتين تجاوزها خلال ولايته الجديدة، مشيرة في هذا الصدد إلى أن تحسن مستوى المعيشة بالنسبة للسكان والاستثمار في البنيات التحتية والسكن والصحة من المتوقع أن تأتي على رأس أولويات الرئيس الروسي. وعلى المستوى الدولي، تساءلت الجريدة إذا ما كان الرئيس الروسي سيدرك حجم بلاده المؤثر على الساحة الدولية لإخماد نار النزاعات التي أشعلها مشيرة في هذا الصدد إلى التدخل في الحملة الانتخابية الأمريكية والقضاء على عملاء روس سابقين بالخارج. وتحت عنوان " حكم صناديق الاقتراع على مقاس بوتين "، ذكرت (لوسوار) نقلا عن مرشحة المعارضة الليبرالية كسينيا سوتشاك أن هذه الانتخابات الرئاسية شهدت حالات خروقات اقل من سابقاتها، معربة عن أسفها لكون بوتين والكريملن قاما بتعبئة الناخبين بكل الوسائل ". وفي تعليقها على إعادة انتخاب فلاديمير بوتين لولاية رابعة كرئيس لروسيا ، أشارت صحيفة "تريبيون دو جنيف" السويسرية تحت عنوان "بوتين ، رئيس روسيا الحتمي" ، أن زعيم الكرملين "يجسد بالسلطة الطموح الى روسيا عظمى تستعيد قوتها ، على حساب توترات غير مسبوقة مع الغربيين و تراجع في حقوق الإنسان. وأضافت الصحيفة أن بوتين يحظى بالتنويه من قبل العديد من مواطنيه لكونه رجل الاستقرار والازدهار الجديد، فيما يتم انتقاده من قبل معارضيه بسبب التراجع الحاد في حقوق الإنسان والحريات . وترى صحيفة "فانت كاتر اور" أن ضم شبه جزيرة القرم زاد من مكانة بوتين في الداخل ، لكنه تسبب في أسوأ أزمة منذ نهاية الحرب الباردة بين الروس والغربيين. وتابعت اليومية "والى التوترات بشأن سوريا وأوكرانيا، انضافت مع انتخاب دونالد ترامب في الولاياتالمتحدة، اتهامات بالتدخل في الرئاسيات الأمريكية وفي الآونة الأخيرة أزمة مع لندن على خلفية تسميم جاسوس روسي سابق. وقالت صحيفة "لوتون" ، إن رئيس الدولة الروسي "يميل إلى تجسيد القطب العالمي المناهض للولايات المتحدة ، مستخدما جميع الحساسيات: القومية ، الماركسية الجديدة ، أو التقليدية". وحول نفس الموضوع ، ذكرت صحيفة "فرانكفورتر روند شاو" الالمانية تحت عنوان "انتصار الدعاية"، انه مرة أخرى ، ضمن الكرملين فوز بوتين الانتخابي من خلال الضغط والتلاعب والهدايا. لكنها أكدت أن هذه اللعبة ستصبح مملة بالنسبة للمواطنين يوما ما. وجاء في افتتاحية الصحيفة انه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ، أعلن الباحث السياسي الأمريكي فرانسيس فوكوياما "نهاية التاريخ": قواعد الديمقراطية ستسود العالم وإلى الأبد، وهو خطأ مؤسف بالنسبة للصحيفة لانه "الآن في روسيا ، يمكن للمرء أن يعلن "نهاية السياسة": فلاديمير بوتين سيحكم بلا قيود و إلى الأبد". من جانبها، ترى صحيفة "اوسبورغر غينزال" أنه "على الرغم من النظام القمعي وعلى الرغم من التلاعب بشأن العملية الانتخابية ، لا ينبغي أن ينخدع الغرب في نقطة واحدة: العديد من الروس يدعمون بوتين ، إنهم معجبون بعودة الكرملين إلى سياسة القوة العظمى. من جانبها، ذكرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" أن "العديد من الروس يحبون بوتين ، ولكن أولئك الذين لا يحبونه أقل احتمالا لأن يعلنوا ذلك بصراحة ، مضيفة ان روسيا تشهد مناخا من الترهيب ، ويقل الحق في التجمع وتتقلص حرية التعبير. أما صحيفة "هانوفر الغماينه تسايتوتغ" فاعتبرت أنه "من الذكاء أن نفكر في اليوم التالي ، يحتاج بوتين إلى المزيد من الابتكار الاقتصادي، المزيد من التكنولوجيا ، المزيد من المستثمرين الصغار والمتوسطين، فيما يريد الأوروبيون ببساطة المزيد من الأمن"، مضيفة انه سيكون من المثالي ، حتى لو استغرق الأمر بضع سنوات ، عقد صفقة جديدة بالكامل بين الاتحاد الأوروبي وموسكو. وفي البرتغال، اهتمت الصحف بفوز فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية وظهور داء الحصبة في شمال البلاد وكتبت صحيفة (بوبليكو) أن إعادة انتخاب فلاديمير بوتين للولاية الرئاسية الرابعة لم يخلق المفاجأة، ليمدد قيادته ستة سنوات أخرى إلى غاية 2024 ،ليصبح ثاني أطول زعماء الكرملين بقاء في الحكم بعد جوزيف ستالين. وأضافت اليومية أن الست سنوات القادمة ستكون آخر ولاية لبوتين في السلطة،لكون الدستور يحدد سقف ولايتين متتاليتين . وسبق لبوتين ان صرح بأنه لا يعتزم تغييرها. وكتبت صحيفة (دي نوتيسيا) أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمت إعاده انتخابه للولاية الر ابعة ب76,67 في المائة من الأصوات خلال الانتخابات التي جرت أمس الأحد والتي تميزت بنسبة مشاركة بلغت 67,4 في المائة ، حسب لجنة الانتخابات. ومن جهة أخرى، ذكرت صحيفة (دياريو دي نوتيسيا) أن حالات الإصابة بالحصبة التي تم رصدها في مستشفى "سان أنطونيو" في بورتو (شمال ) تواصل الارتفاع، فيما ظهرت حالة أخرى في مستشفى (براغا)، ما طرح للنقاش مجددا حول الحاجة إلى اللقاح لبعض الفئات. في بريطانيا اهتمت الصحف بالتأخر المسجل على مستوى المفاوضات بين الاتحاد الأوربي وبريطانيا حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد . وعادت صحيفة ( دايلي تلغراف ) للحديث عن النتائج التي توصلت إليها اللجنة البرلمانية البريطانية التي تشرف على مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي مشيرة إلى أن انسحاب المملكة المتحدة قد يتأخر " على ضوء التقدم الضعيف في المحادثات بين لندن وبروكسيل " . وأوضحت الصحيفة أن اللجنة البرلمانية البريطانية ترى أنه " لم يتم تسجيل سوى تقدم قليل " في بعض القضايا الرئيسية بما في ذلك حقوق المواطنين الأوربيين الذين سيبقون في المملكة المتحدة أو طبيعة الحدود بين الإقليم البريطاني من إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا . وأضافت أنه من المقرر أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوربي يوم 29 مارس 2019 أي بعد عامين من إطلاق إجراءات الخروج كما أن الانتهاء من المفاوضات يجب أن يتم بحلول شهر أكتوبر من أجل السماح بتوقيع الاتفاقية من قبل البرلمان الأوربي والبريطاني . وحول نفس الموضوع سلطت صحيفة ( الغارديان ) الضوء على تصريحات رئيس اللجنة البرلمانية النائب العمالي هيلاري بين الذي أكد أن المفاوضات وصلت إلى " نقطة حرجة " وطلب من الحكومة تقديم " اقتراحات مفصلة " بشأن القضايا التي لا تزال عالقة لاسيما قضية الحدود الإيرلندية . وأشارت إلى أن بين قال " نحن لا نعرف أية حدود دولية باستثناء الحدود الداخلية للاتحاد الأوربي التي تعمل بدون مراقبة أو بنية تحتية مادية " مضيفا أن اللجنة " غير مقتنعة بمقترح الحكومة وضع حدود خالية من الاحتكاك مع الاتحاد الأوربي . أما صحيفة ( الأندبندنت ) فأكدت أن من بين القضايا الأخرى التي لم تحل بعد حسب اللجنة البرلمانية موضوع حقوق المواطنين الذين سيصلون إلى المملكة المتحدة خلال الفترة الانتقالية والتي تبدأ مباشرة في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي والتي يجب على لندن خلالها أن تطبق قواعد وقوانين الاتحاد الأوربي حتى تتمكن من ضمان ولوجها إلى السوق الموحدة . وواصلت الصحف الإيطالية اهتمامها بالمشاورات غير الرسمية من أجل تشكيل ائتلاف حكومي وفوز بوتين في الانتخابات وكتبت صحيفة (لاريبو بليكا) في مقال بعنون "معضلة السلطة التنفيذية"، أنه بعد أسبوعين من إجراء الاقتراع، غير التصويت وجه إيطاليا السياسي، لكن "المتصدرين لنتائج الانتخابات : لويجي دي مايو زعيم حركة خمس نجوم وماثيو سالفيني رئيس رابطة الشمال لايزلان يتحركان كما لو كنا في المرحلة النهائية من الحملة الانتخابية ، وليس في المرحلة الأولية من التأسيس لولاية التشريعية الجديدة. وأضافت أن دي مايو وسالفيني فازا ، لكنهما لا يملكان الأغلبية المطلوبة ليحكما بمفردهما ، وبالتالي يتنظران اقتراحا من حزب ثالث لم يفز في الانتخابات لتجاوز الوضع الحالي الذي يراقبه الإيطاليون ويتوجس منه الشركاء الأوربيون . واعتبرت الصحيفة أنه هناك سيناريوهات للخروج من أزمة ما بعد الانتخابات لكن الواحد أسوء من الأخر، الأول هو عدم الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة و العودة الى الانتخابات والثاني هو السقوط في هاوية تحالف خمس نجوم والرابطة الشمالية. و في مقال بعنوان "سالفيني ودي مايو يمضيان نحو الاتفاق" ، كتبت صحيفة ) لاستامبا) أن رئيس تحالف اليمين واليمين المتطرف سيلفيو برلسكوني يخشى من تحالف محتمل لتشكيل الحكومة المقبلة المتكونة من خمس نجوم ورابطة الشمال وبالتالي تصفية حزب فورتسا إيطاليا. "وأشارت إلى ان رئاسة مجلسي النواب والشيوخ قد تؤول المنتمين للحزبين للفائزين"، رغم أن هذا الموضوع محور محادثات هاتفية بين زعيم فورتسا إيطاليا والأمينة العامة لحزب اليمين المتطرف إخوة إيطاليا والأمين العام لحزب أحرار ومتساوون ورئيس الحزب الديمقراطي بالنيابة وزعيم رابطة الشمال. اما صحيفة (كوريري ديلا سيرا) فقد كتبت أن فلاديمير بوتين حقق في انتخابات 2018 انتصارا ساحقا يعتبر الأفضل طيلة ترشحه في الانتخابات الرئاسية منذ ، مضيفة أن الإجماع والشعبية التي يحظى بها بوتين مافتئت تزداد بعد قضية تسميم الجاسوس السابق وابنته لدرجة أن المتحدث باسم حملته الانتخابية شكر رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي "لمساعدته في كسب الكثير من أصوات الناخبين الروس" . وفي إسبانيا ركزت الصحف على المظاهرة الكبيرة التي نظمت أمس الأحد ببرشلونة ضد محاولة الانفصال وكذا على إعادة انتخاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لولاية رابعة . وتطرقت صحيفة ( البايس ) في مقال تحت عنوان " كتالونيا الدستورية تطالب بحكومة محلية ذات مصداقية " إلى التظاهرة الكبيرة التي نظمت أمس ببرشلونة من طرف الأرضية الموحدة " جمعية المجتمع المدني الكتالاني " . وقالت الصحيفة إنه " بعد حوالي 3 أشهر من الانتخابات الجهوية المبكرة بكتالونيا ( 21 دجنبر 2017 ) طالبت الأحزاب الداعمة للوحدة والرافضة لانفصال الإقليم بتشكيل حكومة محلية كتالانية " تقطع مع المسلسل الانفصالي وتشتغل بمصداقية في إطار الدستور وقانون وتشريعات نظام الحكم الذاتي الذي تتمتع به هذه الجهة " . وحول نفس الموضوع كتبت صحيفة ( أ بي سي ) أن آلاف الأشخاص خرجوا في تظاهرة أمس الأحد ببرشلونة من أجل الدعوة إلى تشكيل حكومة محلية بالإقليم " تكون حكومة لجميع الكتالانيين " مشيرة إلى أن دعاة الانفصال " انهزموا في هذه الجهة التي تقع شمال شرق إسبانيا " . وفي موضوع آخر قالت صحيفة ( إلموندو ) إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حصل على أفضل نتائج يحققها خلال الانتخابات الرئاسية بفوزه ب 74 في المائة من أصوات الناخبين أي بزيادة 10 نقاط عن الانتخابات السابقة . وترى الصحيفة أن خطاب بوتين وتركيزه على الهوية وكذا تصميمه على المواجهة مع الغرب شكلت مفاتيح هذا الانتصار الذي حققه اخلال هذه الاستحقاقات . ومن جانبها قالت صحيفة ( لاراثون ) في مقال تحت عنوان " كل السلط في يد بوتين في حربه ضد الغرب " إن روسيا عززت سلطات رئيسها الذي يمكنه أن يستمر على الأقل حتى عام 2024 في الحرب الباردة ضد أوربا والولاياتالمتحدة " .