اهتمت الصحف اليومية الصادرة اليوم الثلاثاء في بلدان أوروبا الغربية بالاتفاق بين الاتحاد الأوربي والمملكة المتحدة حول البريكسيت و إعادة انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا للبلاد والمشاورات غير الرسمية لتشكيل ائتلاف حكومي في ايطاليا. ففي بلجيكا، علقت الصحف على الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة حول " جزء كبير " من مشروع معاهدة البريكسيت وخاصة المرحلة الانتقالية لما بعد الانسحاب إذ كتبت (لاليبر بلجيك) أن اتفاقا شاملا تم التوصل إليه حول حقوق المواطنين الأوروبيين المقيمين ببريطانيا وحول المبلغ الذي يجب على لندن أداؤه بموجب واجباتها كدولة عضو سابقة، مشيرة إلى أن مسألة الحدود بين جمهورية إيرلاندا وإيرلاندا الشمالية لا تزال عالقة. من جانبها، أشارت (لوسوار) في مقال تحت عنوان " مبدأ الانتقال لمرحلة ما بعد البريكسيت أصبح مكسبا "، إلى أن المفاوضين حققوا تقدما في المفاوضات حول النص النهائي للانسحاب البريطاني، مضيفة أن القضية الإيرلاندية لا زال يلفها الكثير من الغموض. أما جريدة (ليكو) فترى أن هذه المرحلة من المفاوضات تبعد شبح حدوث بريكسيت تسوده الفوضى، مشيرا إلى أن مفاوضي البريكسيت اتفقوا حول النقاط الأساسية للمرحلة الانتقالية، مما يفتح الطريق للمفاوضات حول العلاقات المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا كبلد خارج الاتحاد. وفي اسبانيا، قالت صحيفة ( البايس ) إن الاتحاد الأوربي وبريطانيا توصلا إلى اتفاق لتأجيل خروج لندن من الاتحاد الأوربي وفق شروط الاتحاد، مشيرة إلى أن على بريطانيا أن تواصل احترام التوجيهات الأوروبية خلال فترة انتقالية تستمر إلى غاية 2021 دون أن يكون لها حق التصويت حول قرارات الاتحاد . وأضافت الصحيفة أن هذا الاتفاق جاء لتفادي حدوث قطيعة مفاجئة وكذا لطمأنة الأسواق والنظام المالي مؤكدة أن المواطنين الأوربيين يمكنهم مواصلة السفر بشكل عادي إلى المملكة المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الذي حدد موعده الرسمي في 29 مارس 2019 . وفي موضوع آخر كتبت صحيفة ( إلموندو ) أن حزب اليسار ( بوديموس ) طالب بعدم تجريم بيع المنتجات المزيفة ومنع الباعة المتجولين بعد مقتل بائع سنغالي الأسبوع الماضي تسبب في وقوع اشتباكات ومواجهات عنيفة بين جماعات من المهاجرين وقوات الشرطة وسط العاصمة مدريد. وحسب الصحيفة فقد اقترح الحزب استبدال العقوبات الحالية التي تجرم بيع المنتجات المزورة وهي السجن لمدة تتراوح ما بين 6 و 24 شهرا بغرامة إدارية تحددها البلديات مشيرة إلى أن بيع المنتجات المقلدة تتسبب في ضياع 67 ألف منصب شغل سنويا في إسبانيا . ومن جهتها أكدت صحيفة ( أ بي سي ) في مقال تحت عنوان " بوديموس يدعو إلى إلغاء تجريم البيع في الشوارع الذي يتسبب في ضياع الآلاف من مناصب الشغل " أن التجار والمهنيين في قطاع الصناعة يعارضون هذا الاقتراح ويؤكدون أن المنتجات المقلدة والمزورة تؤدي إلى فقدان الاقتصاد الإسباني ل 8 مليار أورو سنويا . واهتمت الصحف الالمانية بتطورات الوضع في سوريا وباعادة انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا. فتحت عنوان "قتل ما لا يقل عن 15 طفلا في غارة جوية على المدرسة"، أشارت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" نقلا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان الى مقتل ما لا يقل عن 15 طفلا وامرأتين في غارة جوية على مدرسة في الغوطة الشرقية، منبهة الى الوضع الإنساني الكارثي في المنطقة حيث هناك نقص في الغذاء ومياه الشرب والأدوية والإمدادات الطبية والكهرباء. وتابعت اليومية ان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد بتوسيع الهجوم إلى شرق سوريا، مشيرة الى أن نائب رئيس المجموعة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني الشريك في الائتلاف الحكومي ، رولف موزنتش ، دعا الحكومة الالمانية إلى إدانة العمل التركي على أنه مخالف للقانون الدولي. وأبرزت أن النائب الالماني يريد موقفا أكثر وضوحا للحكومة في منظمة حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة. وسجلت نفس الصحيفة بشأن اعادة انتخاب الرئيس الروسي بوتين "أن الانتخابات الروسية بمثابة تذكير بأن العالم يشهد صراعا نظاميا رئيسيا ، المنافسة على القوة والتأثير والهيمنة تجري علانية وبدون اي اعتبار". وأكدت أن روسيا اختارت مسارا لا يتماشى مع النموذج الاجتماعي الذي تعتقد أجزاء كبيرة من أوروبا أنه صحيح. أما صحيفة "ريوتلينغر غينرال انتسايغر" فأوصت بتبني البراغماتية لان التساؤل عما إذا إكان هناك تلاعب في إعادة انتخاب فلاديمير بوتين لا يعدو أن يكون أمرا هامشيا، مضيفة "الحقيقة أن الرجل القوي في الكرملين لا يزال يسمى بوتين". وواصلت الصحف السويسرية التعليق على إعادة انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا للبلاد لفترة رئاسية رابعة. إذ كتبت صحيفة "لوتون"، أن الرئيس الروسي لم يكشف عن الإجراءات التي ينوي اتخاذها ، ولا عن الرجال الذين سيرافقونه في ولايته الرابعة. وتساءلت اليومية "الحفاظ على ديمتري ميدفيديف الأكثر ولاء، الوسيط في اتخاذ تدابير غير شعبية أو في حالة تدهور الوضع الاقتصادي ، أم ضخ دماء جديدة؟". على أي حال ، تضيف الصحيفة سيكون لقادة المستقبل الكثير ليفعلونه لإنعاش الاقتصاد الوطني ، الذي يعاني من عجز استثماري متزايد والاعتماد المستمر على صادرات المواد الخام. من جانبها، توقعت جريدة "تريبيون دو جنيف"، اتخاذ تدابير غير شعبية ، بما في ذلك الزيادة في سن التقاعد ، في حين ستقوض أخرى مداخيل النفط ومصالح المقربين المترددين في التنويع الصناعي ، وهو أمر ضروري لضمان محفزات جديدة للنمو. واعتبرت صحيفة "فانت كاتر أور" أن التحديات التي تنتظر زعيم الكرملين كبيرة فيما البلاد، مهددة بالركود، معتبرة أنه سيكون من الصعب إطلاق زخم حقيقي للإصلاح وأن النخبة حول الرئيس تؤيد "تدابير تجميلية من المرجح أن تحافظ على الوضع الراهن". وفي بريطانيا، ركزت الصحف على مقتل بريطانية خلال الهجوم العسكري الذي شنته القوات التركية في منطقة عفرين السورية وكذا قضية الشركة البريطانية ( كامبريدج أناليتيكا ) المتهمة باستغلال بيانات ومعطيات 50 مليون مستخدم دون موافقتهم . ونشرت صحيفة ( التايمز ) في صفحتها الأولى صورة للمقاتلة البريطانية آنا كامبل وهي مرتدية للزي العسكري مشيرة إلى أنها كانت قد انخرطت إلى جانب القوات الكردية وقتلت خلال الهجوم التركي في منطقة عفرين السورية. ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم المجموعات الخاصة بحماية النساء أن هذه الشابة البريطانية قتلت الأسبوع الماضي في جيب عفرين شمال غرب سوريا الذي استهدفه هجوم للقوات التركية انطلق منذ شهرين . ومن جهتها عادت صحيفة ( الفينانشيال تايمز ) للحديث عن استخدام البيانات الشخصية لملايين مستخدمي ( فايسبوك ) من قبل الشركة البريطانية ( كامبريدج أناليتيكا ) المرتبطة بحملة دونالد ترامب الرئاسية . وأضافت أن ( كامبردج أناليتيكا ) المتخصصة في الاتصالات الاستراتيجية متهمة باستعادة البيانات من 50 مليون مستخدم دون موافقتهم وذلك من أجل تطوير برمجيات للتنبؤ والتأثير على الناخبين . وأشارت إلى أن الحصول على هذه البيانات تم عبر تطبيق اختبار نفسي تم تحميله من طرف 270 ألف مستخدم لشبكات التواصل الاجتماعي مضيفة أن هذا الاختبار تم تطويره من قبل عالم النفس الروسي ألكساندر كوغان الذي قام وفقا لإدارة ( فايسبوك ) بتقديم هذه البيانات بشكل خاطئ إلى الشركة البريطانية. وأكدت أن الشركة البريطانية التي اشتغلت لفائدة حملة دونالد ترامب الذي انتخب رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية عام 2016 نفت بشكل قاطع كل الاتهامات الموجهة إليها . وفي إيطاليا ، واصلت الصحف اهتمامها بالمشاورات غير الرسمية لانتخاب رئيسي مجلسي النواب والشيوخ تمهيدا لتشكيل ائتلاف حكومي. وكتبت صحيفة (كوريري ديلا سيرا) أن زعيم حركة خمس نجوم لويجي دي مايو ورئيس رابطة الشمال ماثيو سالفيني يحاولان سد الطريق على حزب فورتسا إيطاليا الذي يقوده سيلفيو برلسكوني وعلى الحزب الديمقراطي لإبعادهما من رئاسة مجلسي النواب والشيوخ في البرلمان الإيطالي . وأضافت اليومية أن الاتفاق بين زعيمي خمس نجوم ورابطة الشمال على وشك أن يتبلور ما سيغير المخططات القوى السياسية الأخرى ، ويفضي إلى إمكانية ترؤس الحركة لمجلس الشيوخ في حين تؤول رئاسة مجلس النواب لرابطة الشمال في غضون الأيام القليلة القادمة . وأشارت إلى أن اللقاء الذي سيعقده غدا الأربعاء ماثيو سالفيني مع برلسكوني زعيم تحالف اليمين واليمين المتطرف سيكون آخر عقبة تمنع وصول الرابطة لمجلس النواب. واعتبرت صحيفة (لاستامبا) أن الاتفاق بين خمس نجوم ورابطة الشمال بخصوص رئاسة مجلسي النواب والشيوخ سيكون بمثابة قطب رحى الائتلاف الحكومي القادم الذي ما يزال يتعين العمل على التمهيد له وتحديد معالمه . وسجلت اليومية أن حركة خمس نجوم تبدي بعض المرونة بخصوص مسألة التحالفات خشية فقدان العديد من المقاعد بالعودة لصناديق الاقتراع وفق قانون انتخابي ليس في صالحها ولايسمح لها بتحقيق الأغلبية بينما يعزز حظوظ رابطة الشمال. وذكرت صحيفة (كوريري ديلا سير) أن دي مايو يقترح التعاقد مع رابطة الشمال أو قوى سياسية أخرى بناء على تمكين حركة خمس نجوم من رئاسة مجلس النواب ، فيما يمكن أن تترأس رابطة الشمال أو أحزاب أخرى مجلس الشيوخ . و أشارت إلى أن لويجي دي مايو يحاول إثبات أنه قادر على تقديم الكثير من التنازلات والقيام باي شيء للشروع في تشكيل ائتلاف حكومي لكن الحقائب الوزارية تخضع للتفاوض.