تستعد إسرائيل خلال شهر مارس الجاري، لاستضافة المؤتمر العالمي "لمكافحة اللاسامية"، بمشاركة شخصيات دينية من مختلف الديانات على مستوى شمال إفريقيا والشرق الأوسط؛ وهو الموعد الذي من المرتقب أن تحضره فعاليات مغربية غير رسمية، خاصة نشطاء في الإعلام والثقافة. وأشارت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى أن "المنتدى العالمي لمناهضة اللاسامية" سيعرف "مشاركة واسعة من الزعماء، والمختصين في الشأن، ورجال الدين المسلمين، اليهود والمسيحيين، من مختلف أنحاء العالم"؛ على أن الموعد يرمي إلى "مناقشة موضوع اللاسامية والكراهية الإثنية، وإلى بلورة طرق ناجعة لمواجهتها وتشجيع التسامح". وتابع المصدر بأن المنتدى سيطرح نقاشا حول اللاسامية في الإعلام العربي، وأيضا حول "التراث الديني كمصدر لمواجهة اللاسامية وجرائم الكراهية"، بجانب "مظاهر اللاسامية في الشبكة العنكبوتية وفي الجامعات، ودراسة موضوع الكارثة لدى المسلمين، وإنكار التاريخ اليهودي في المؤسسات الدولية، والحفاظ على العادات الدينية لدى اليهود والمسلمين في أوروبا". وعلمت هسبريس أنه، وبجانب ما قالت الخارجية الإسرائيلية إنه حضور مرتقب لشخصيات مسلمة ويهودية ومسيحية من كل أنحاء العالم، وصفتها ب"الجماهيرية"، من بين المشاركين "أحد المشايخ المعروفين في العالم العربي"، دون أن يتم الكشف عن هويته إلى حدود الساعة. ورغم أن الموقع الإلكتروني الرسمي للمنتدى العالمي نشر أبرز الشخصيات الدولية التي ستتحدث في الموعد ذاته، إلا أن عددا من الفعاليات المغربية، ممن سبق لها زيارة إسرائيل طيلة العامين الأخيرين، سارعت إلى تأكيد حضورها في المؤتمر دون تقديم مداخلات في محاور الموعد الدولي، حيث تخصص الخارجية الإسرائيلية "كوطا" لكل دولة تصفها بأنها "معتدلة". ويتقدم الشخصيات التي ستحاضر في المؤتمر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ووزراء من حكومته، بجانب إمانويل فالس، الوزير الأول الفرنسي السابق، والرئيس البلغاري، رومان راديف، والأمينة العامة السابقة لمنظمة "يونيسكو"، إيرينا بوكوفا، ورئيس الكونغرس العالمي لليهود، رون لودر، وإبراهام ميرفيش، كبير حاخامت المملكة المتحدة والكمنولث، وفعاليات وشخصيات هامة أخرى من مختلف دول العالم. بالموازاة مع ذلك، تستمر إسرائيل في تسليط الضوء على المملكة المغربية، من خلال تقديم الحكومة الإسرائيلية لعرض يهم المركز العالمي لتراث يهود شمال إفريقيا، الذي يوجد مقره في القدسالمحتلة، والذي يتم تعريفه على أنه مخصص لعرض تاريخ وثقافة وتراث اليهود في كل من المغرب والجزائر وتونس. وفي عرض مصور، نقله اليوم موقع وزارة الخارجية، فإن المركز يضم أربعة طوابق لمعارض تقدم تاريخ وتراث يهود شمال إفريقيا، بما في ذلك الملابس النادرة وأدوات الطعام الفاخرة، بجانب كنيس يهودي، يمثل نسخة طبق الأصل عن أحد كنس مدينة تلمسان الجزائرية. وطيلة العامين الأخيرين، شكل المغاربة هدفا رئيسيا للدعوات التي توجهها الخارجية الإسرائيلية من أجل زيارة الدولة العبرية، إذ اختتمت زيارة قبل أسبوعين فقط لوفد عربي، يضم خمسة إعلاميين ومدونين مغاربة، إلى إسرائيل، قاموا بتخليد ذكرى "الهولوكوست"، وأجروا لقاءات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين. وجاءت تلك الزيارة، التي دفعت مجددا نشطاء مغاربة إلى توجيه أصابع الاتهام إلى الحكومة المغربية بالصمت عما يصفونه ب"التطبيع مع الكيان الصهيوني"، تلبية لدعوة رسمية يتلقاها الزائرون المغاربة من حكومة الدولة العبرية؛ فيما سبق لوفد مغربي أن زار إسرائيل مطلع العام الماضي، ضم نشطاء اجتماعيين في مجالي التعليم والثقافة، وكان وقتها الوفد المغربي الثالث خلال شهرين بعد زيارة مماثلة لإعلاميين ونشطاء أمازيغ.