رفض القاضي علي الطرشي خلال جلسة محاكمة معتقلي حراك الريف باستئنافية الدارالبيضاء، اليوم الاثنين، ملتمس النيابة العامة بعرض تسجيل المكالمة الهاتفية التي جمعت بين الصحافي حميد المهداوي والمبحوث عنه المدعو نور الدين البوعزاتي. وأكد المهداوي، مدير موقع "بديل" المتوقف عن الصدور، الذي يتم الاستماع إليه للمرة الثالثة، خلال إعلان رئيس الجلسة رفضه للملتمس، (أكد) تشبثه بعرض التسجيل الذي يبرئه من التهمة المنسوبة إليه، فيما سجل النقيب محمد زيان "ارتياحه لتنازل المحكمة عن هذه الحجة وعدم إدراجها في الملف". واعتبر المهداوي أنه يخوض معركة الشرف والدفاع عن الصحافة، وطالب المحكمة بمنحه فرصة للحديث وإخراج ما في جعبته، قائلا: "دعوني أتحدث وأكشف ما لديّ، فهل تريدونني أن أنتحر داخل السجن؟!" وشدد الصحافي المتابع على خلفية جناية عدم التبليغ عن جريمة تهديد أمن وسلامة الدولة على أن "هذه المحاكمة تغامر بصورة الملك وهيبته ومصلحة الوطن"، مضيفا أن "هؤلاء لا يحترمون الملك الذي ينوبون عنه". وبعد تأكيده أن قاضي الحقيق خلال استنطاقه لم يعرض عليه أي دليل، سواء مكالمات هاتفية أو غيرها، شدد المهداوي على أنه سيقاضي ملك هولندا ومسؤوليها، على اعتبار أن هذه الدولة لم تحرك ساكنا في هذه القضية ولم تتحرك لوقف التهديد بواسطة الأسلحة التي كان البوعزاتي، بحسب المكالمة الهاتفية، قد اقتناها لإدخالها إلى المغرب. من جهته، صرخ ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، من داخل القفص الزجاجي، بعد رفع القاضي الطرشي الجلسة بسبب ملتمس محامين للتخابر فيما بينهم وتنظيم الجلسة، قائلا: "إذا كنتم تعتقدون أنكم ستعتقلون الصحافيين والمحامين، فإنكم تجرون البلاد إلى الهاوية". والتمس دفاع الصحافي حميد المهداوي، في شخص النقيب محمد زيان، السراح المؤقت لموكله، وهو الطلب الذي سيتم البت فيه خلال الجلسة المقبلة. وشهدت الجلسة شنآنا بين أعضاء هيئة الدفاع بعد طلبهم مهلة للتشاور وترتيب أمورهم، خاصة أن أحد المحامين استغرق وقتا أطول في توجيه الأسئلة إلى موكله المهداوي، الأمر الذي عابه عليه رئيس الجلسة لأنها أسئلة مكررة سبق للمتهم الإجابة عنها.