الحق في الصحة والكرامة والحق في سكن لائق وحياة كريمة؛ مفاهيم يرى البعض أنها تُفرض على المسامع دون أن تُلمس بحق في المجتمع، وهكذا هو حال 4 إخوة تتقاذف بهم الأقدار محّولة حياتهم إلى جحيم لا يطاق، بسبب مرض وراثي غامض أصاب أجسادهم ليجعلها بدون روح، وهي الوضعية التي ازدادت سوء عقب وفاة الأب والأم. طيور بلا أجنحة ضواحي مدينة وزان، وبالضبط بمركز الجماعة القروية زومي، يقطن أربعة إخوة يتامى، ثلاثة من بينهم يعانون من إعاقة حركية تجعل منهم "زحافين" يقضون سحابة يومهم زحفا فوق الأرضية الإسمنتية بسبب إصابتهم بمرض وراثي يسمى "La myopathie de duchenne"، داء لا علاج له في الوقت الراهن غير أن الدراسات والأبحاث بخصوص هذا المرض مازالت مستمرة إلى الآن. "في البداية كانت أسرة شكير تقطن بخربة أشبه بكوخ تنعدم فيه أبسط الشروط الضرورية للحياة، بعد وفاة معيل الأسرة قبل 10 سنوات من الآن"، يقول إبراهيم العيسي، فاعل جمعوي أحد الساهرين على رعاية الأطفال اليتامى، ومنذ ذلك الحين والأسرة تتجرع مرارة الفاقة والإعاقة. وأضاف الفاعل الجمعوي في تصريحه لهسبريس أن الوضعية الاقتصادية والصحية للأطفال ازدادت سوء عقب وفاة الأم هي الأخرى قبل شهرين تقريبا، وأضحوا بدون معيل، مشيرا إلى تضافر جهود المحسنين، صيف السنة الماضية، من أجل تمكين الصغار من بيت يحترم إنسانيتهم ويضمن لهم قسطا من العيش الكريم. أن تسمع ليس كأن ترى، وحتى لو رأيت قد لا تتوفق كثيرا في وصف حجم الأسى والمعاناة، بنظرات تائهة مثقلة بهمّ الفقر والمعاناة، وملابس بلون تراب الأرض، يقضي الإخوة أيوب ولحسن ورشيد وشريفة حياة وأياما قاسية. مظاهر الكل هنا توحي بالفقر المدقع، وكلام المرافق يختزل أياما وليالٍ من المعاناة؛ "ما بغاو هاد العيال والو غير يعيشوا ما تبقى من حياتهم في ظروف إنسانية"، يقول العيسي. بوجوه شاحبة وقسمات جامدة، يستمر الإخوة في تجرع مرارة الحياة وسط قرية نائية بالمغرب العميق. إعاقة وفقر ويتم الأدهى من العيش في بيت بالكاد يأوي اليتامى هو أن أيوب، 18 عاما، ولحسن 14 سنة، ورشيد 12 سنة، مصابون بإعاقة جسدية جعلت منهم أطفالا مشلولين ويتامى يتجرعون سياط الأمية وقساوة الحياة بسبب المرض ومصاريف تشخيصه، وهو السبب ذاته الذي يمنعهم من ولوج صفوف الدراسة، بحكم كثرة تنقلاتهم بين المستشفيات والفقر وغياب الآباء. وشدد المتحدث على كون "الحمل أصبح كبيرا لتوفير متطلبات العيش الكريم وحفاظات للإخوة في ظل غياب دعم مالي يخفف من عبء المصاريف التي لا تكفي حتى لسد رمق العيش". هؤلاء لا يطلبون الكثير ولا شيئا خارج الاستطاعة، هم فقط يرغبون في القليل من الاهتمام ودعم مالي يخفف من وطأة المرض في ظل انعدام المعيل، يعانون الأمرين في صمت وينتظرون فرجا قد يغير حياتهم ويعيد لهم الأمل من جديد. وفي انتظار تحقيق الحلم الذي يظهر بعيد المنال، يطلب العيسي تدخل كل من بإمكانه تقديم المساعدات لهؤلاء الصغار للاستفادة من حصص الترويض التي يحتاجونها، خاصة المؤسسات الرسمية، وضمان مستلزمات اليومية من مأكل ومشرب وضروريات. * المزيد من التفاصيل حول هذه الحالة لدى الجمعويين يونس سيحي 0667557698 وابراهيم العيسي 0626372001.