اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الجمعة، بعدة مواضيع، في مقدمتها؛ القضية الفلسطينية، والعلاقات المصرية السودانية، والوضع الميداني في اليمن وليبيا وسورية، وتزايد حدة التوتر ونذر المواجهات بين لبنان واسرائيل وبين هذه الأخيرة وقطاع غزة. ففي مصر، نشرت صحيفة (الأهرام) مقالا بعنوان "القدس عربية أبدية" قال فيه كاتبه، إنه "كان يجب على الرئيس ترامب قبل أن يوقع على قرار القدس عاصمة لدولة إسرائيل، أن يقرأ التاريخ جيدا والذي يؤكد الهوية العربية الخالدة لمدينة القدس". وسجل كاتب المقال أن مدينة القدس تشهد عدوانا متكررا من الكيان الصهيوني منذ احتلالها عام 1967 وإلى اليوم ، مضيفا أن "من يدرس تاريخ هذه المنطقة دراسة مكثفة يجد أن مدينة القدس، منذ تأسيسها إلى تاريخ احتلالها عام 1967 ، مدينة عربية خالصة". وبخصوص العلاقات بين مصر والسودان، توقفت الصحف المحلية، عند خلاصات الاجتماع الرباعي الذي احتضنته القاهرة أمس الخميس، وضم وزيري خارجية مصر والسودان ورئيسي جهازي المخابرات في البلدين، مشيرة الى أنه تم خلاله التأكيد على "ثوابت العلاقات الاستراتيجية الشاملة بين البلدين؛ بما في ذلك العمل على تحقيق وتعزيز المصالح المشتركة، ومراعاة مشاغل كل منهما واحترام الشؤون الداخلية، والعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومي للبلدين". وأضافت أن الجانبين اتفقا أيضا على أهمية تطوير التعاون والتنسيق المشترك بينهما بشأن مياه النيل التزاما بالاتفاقات الموقعة بينهما، مع تأكيدهما أهمية "تصحيح التناول الإعلامي والعمل على احتواء ومنع التراشق ونقل الصورة الصحيحة للعلاقات الأزلية بين البلدين". وفي السعودية، كتبت يومية (عكاظ)، في افتتاحيتها، أن ساحات المعارك الميدانية في اليمن تشهد "تطورات إيجابية وتقدما هائلا للجيش الوطني بإسناد من قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وكان آخرها تحرير مواقع إستراتيجية بالغة الأهمية داخل عقر دار ومعاقل الميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران في الجبهة الشمالية من محافظة صعدة والسيطرة التامة عليها". وأضافت الافتتاحية أن هذا "التقدم الميداني، الذي يأتي تزامنا مع الحراك والضغوطات السياسية من قبل الحكومة الشرعية، دخل مرحلة متقدمة نحو حسم هذا الصراع واستعادة العاصمة صنعاء لإنهاء الانقلاب، تمهيدا للانتقال من مرحلة إعادة الأمل إلى إعادة البناء". وعلى صعيد آخر، توقفت الصحيفة عند "الخلاف بين قطبي ميليشيا الحوثي صالح الصماد رئيس المجلس الانقلابي، ومحمد علي الحوثي رئيس ما يسمى باللجنة الثورية"، مشيرة إلى أن الطرفين "تبادلا الاتهامات بالمسؤولية عن الهزائم المتلاحقة التي منيت بها الميليشيا في الفترة الأخيرة". وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (اليوم)، في افتتاحيتها، أن السعودية "كانت في مقدمة الدول التي دعت الى أهمية المضي في عملية إصلاح مجلس الأمن الدولي وتطوير أساليب عمله، وقد دعمت مختلف الجهود العربية المتمحورة في إنفاذ تلك العملية وتمثيل الأمة العربية بمقعد دائم بالمجلس له كامل الصلاحيات". وأضافت الافتتاحية أن "العالم مازال ينتظر إدخال الاصلاحات المقترحة على منظومة لابد أن تقوم بدورها الفاعل والايجابي لحل سائر القضايا والأزمات في وقت كثرت فيه الاضطرابات والحروب والنزاعات وتفشت ظاهرة الارهاب في كثير من الأقطار عبر العالم". وفي الإمارات، اهتمت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، بالقمة العالمية للحكومات، التي تنطلق فعالياتها غدا بدبي، معتبرة أنها اكتسبت على مدى السنوات الخمس السابقة أهميتها "كواحدة من أهم القمم"، التي تستقطب مختصين لاستعراض مواضيع "ترسم ملامح المستقبل" وتتداول في شؤون الاستدامة والتنمية وما يتصل بالحفاظ على الموارد وضبط التصرف بها وفق أسس علمية مبتكرة. وفي الملف الليبي، كتبت صحيفة (الخليج) أنه "ليس هناك من خيار أمام الجيش الليبي، سوى التصدي لنشاط الجماعات الإرهابية، والتخلص بشكل نهائي من حضورها في المشهد الدامي المملوء بالتحديات"، مسجلة أن المعنيين في كل من مصر وليبيا يدركون أنه "بدون التخلص النهائي من أمر الجماعات الإرهابية والقضاء على خطرها، لن تتمكن حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، ولا الجيش الوطني، الذي يقوده خليفة حفتر، من بسط سيطرتهما ونفوذهما على كامل التراب الليبي". وفي قطر، توقفت الصحف المحلية، في افتتاحياتها، عند إعلان قطر أمس الخميس تقديمها مساعدات عاجلة لقطاع غزة في شكل أدوية ومستلزمات طبية ومواد غذائية ووقود تشغيل مولدات المستشفيات بما قيمته 9 ملايين دولار، مجمعة على ما يعكسه ذلك من "التزام الدوحة بمواصلة دعم الشعب الفلسطيني سواء في الضفة أو القطاع" في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها سكانه مفتقدين لأبسط ضروريات العيش جراء الحصار المفروض عليهم منذ سنين. وتحت عنوان "إسرائيل تفقد صبرها"، كتبت صحيفة (الوطن) القطرية أن حكومات إسرائيل التي عملت ولسنوات "بهدوء ولكن بمثابرة شديدة للقضاء على أية فرصة ممكنة لقيام حل الدولتين" مستنزفة بالكامل اتفاقية أوسلو على الأرض؛ من خلال حركة استيطان متواصلة وعملية تمزيق جغرافي وسياسي لما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، باتت في الظرف الراهن تسرع الخطى للإجهاز على الوجود الفلسطيني برمته وبكل السبل. ولفت كاتب المقال الى أن هذه الوتيرة المتسارعة تجد ضالتها في مستجدات تتقدمها "الحالة العربية المزرية، وانهيار منظومة التعاون العربي على وقع الخلافات والحروب الداخلية"، و" الانحياز الساحق نحو اليمين المتطرف في إسرائيل وانهيار معسكر الاعتدال"، ووصول إدارة أمريكية فعلت ما لم تجرؤ سابقاتها بتقديم "صك بالقدس عاصمة موحدة لدولة إسرائيل"، مرفق بتوجه عملي نحو "تصفية قضية اللاجئين" عبر شل عمل وكالة الغوث الدولية، ناهيك عن "التفوق العسكري الكبير لإسرائيل، والانقسام الفلسطيني الداخلي وغياب النوايا الصادقة لإنجاز المصالحة الوطنية". وفي البحرين، توقفت صحيفة (الأيام) عند إحصائيات لمركز استطلاع الرأي الطلابي (ايبسا) في إيران حول الاحتجاجات الشعبية الأخيرة في هذا البلد، مشيرة الى أنها أظهرت أن "نسبة 74.8 في المائة من الإيرانيين غير راضين عن أوضاع بلادهم". ولفتت الصحيفة الى أن هذه الإحصائيات، التي أبانت عن قناعة نحو 80 في المائة من المشاركين بأن المشاكل الاقتصادية أهم أسباب عدم الرضا عن الوضع الحالي، تم عرضها خلال اجتماع لمركز الأبحاث الاستراتيجية التابع للرئاسة الإيرانية. وفي موضوع آخر، تطرقت صحيفة (أخبار الخليج) للتقارب الملحوظ أخيرا بين الكوريتين، والتي رأت أنه فاجأ الدول الغربية، لافتة الى أن محللين اعتبروه "تقارب تطبيع" تسعى من خلاله كوريا الشمالية إلى فرض واقع حال كونها "دولة نووية". ومن جهتها، اهتمت صحيفة ( البلاد ) بالحكم الذي أصدرته محكمة بنغالية بسجن زعيمة المعارضة ورئيسة الوزراء السابقة، خالدة ضياء الحق، خمس سنوات في قضية فساد، مشيرة الى أن إدانة ضياء، المنافسة الشرسة لرئيسة الوزراء الحالية الشيخة حسينة، سيمنعها من الترشح في الانتخابات الوطنية المقبلة المقررة في دجنبر المقبل. وفي لبنان تركزت اهتمامات الصحف المحلية على الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي لبيروت، والاتصالات التي يجريها لبنان مع المراجع الدولية لمواجهة الأطماع الإسرائيلية، حيث كتبت (الجمهورية) أن وزارة الخارجية اللبنانية تقوم بخطوات؛ تحتكم فيها للقانون الدولي ولاتفاقية الأممالمتحدة - قانون البحار، وذلك لدحض زعم إسرائيل ملكيتها البلوك رقم 9 . ونقلت الصحيفة عن مصادر الوزارة أن "لبنان ضد الجدار الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة، خصوصا أن إسرائيل تبنيه ضمن النقاط ال13 الخلافية، في انتظار ترسيم الحدود النهائية من قبل الأممالمتحدة"، مذكرة بالرسالة التي كانت لبنان أرسلتها السنة الماضية بهذا الخصوص وأعلنت فيها أن "البلوك 9 يقع ضمن المياه الإقليمية اللبنانية وأن لبنان يؤكد على حقه في إطلاق عملية التلزيم والتنقيب والاستخراج من دون موافقة مسبقة من أحد". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (اللواء) أن ما "أعطى للمسألة بعدها العملي في مواجهة الاعتداءات" ما جاء على لسان الرئيس ميشال عون بأن لبنان يجري الاتصالات مع المراجع الدولية لمواجهة الأطماع الإسرائيلية في البر والبحر، وأيضا تكليفه مجلس الدفاع الأعلى مواجهة أي اعتداء بحزم وتصميم وكذا تأكيد رئيس الوزراء، سعد الحريري أن القوى السياسية مهما اختلفت لكنها تتوحد لمواجهة التحدي الإسرائيلي. وأضافت أن هذا الملف سيكون على طاولة البحث بين كبار المسؤولين ووزير الخارجية الأمريكي، ريكس تليرسون الذي سيزور بيروت في 15 فبراير الجاري، ضمن جولته الشرق الأوسطية بين كل من مصر والأردن ولبنان، متوقعة أن يعمد الوزير الأمريكي الخبير بشؤون النفط والغاز، الى احياء اقتراح بالتوسط في موضوع الخلاف مع إسرائيل حول البلوكات النفطية والنقاط 13 التي يتحفظ عليها لبنان على طول "الخط الأزرق". أما في الشأن السوري، فتوقفت (الأخبار) عند استهداف طائرات التحالف الأمريكي، أمس، عدة مواقع تتمركز فيها قوات حليفة للجيش السوري في ريف دير الزور، شرق نهر الفرات، معتبرة أن هذه الضربات كانت بمثابة "رسائل تحذيرية" لتلك القوات لدفعها الى الانسحاب بعد "تقدمها نحو المنطقة الصناعية في دير الزور، واستهدافها بالقذائف محيط نقاط لمجموعات محلية عربية تعمل مع القوات الأمريكية في المنطقة".