يعيش بمدينة بنسليمان، ضواحي مدينة المحمدية، العشرات من الشبان المتحدرين من دول جنوب الصحراء، الذين كانت السلطات بالعاصمة الرباط قد رحلتهم مؤخرا عبر حافلات، وكانوا يتواجدون بالخصوص بالقرب من المحطة الطرقية "القامرة". ففي ظروف لا إنسانية حاطة بالكرامة، وفي ظل البرد القارس والأمطار التي تتهاطل على المملكة، ما زال هؤلاء الشباب الذين يتجاوز عددهم المائتين، بحسب ما أكده ناشط حقوقي لهسبريس، ينتظرون التفاتة من السلطات بمدينة ابن سليمان، عوض رميهم لمواجهة مصيرهم لوحدهم. والمثير في الأمر، كما عاينت ذلك هسبريس، فإن هؤلاء الشباب اتخذوا من مكان بالقرب من مقر الدائرة الثانية للأمن الوطني مبيتا لهم، حيث يفترشون الأرض ويلتحفون السماء. وعبر هؤلاء الشباب في تصريحاتهم لهسبريس عن معاناتهم الكبيرة في هذه المدينة الصغيرة حيث لا يحصلون على أكل أو شرب؛ ما يجعلهم يتضورون جوعا لساعات طوال، بالرغم من إشادتهم بمواقف بعض المواطنين الذين يقدمون لهم يد المساعدة. وأكد الحالمون بالعبور إلى الضفة الأخرى من أبناء دول جنوب الصحراء أن السلطات بمدينة الرباط قامت بترحيلهم ليلا دون أن يعرفوا مكان وجهتهم ولا المصير الذي ينتظرهم. وأوضح هؤلاء أنهم يعانون كثيرا جراء البرد القارس والتساقطات التي تعرفها المملكة، ويحتاجون إلى المساعدة، لافتين إلى أن المواطنين يبادرون إلى مساعدتهم عبر منحهم الأغطية والأكل، بينما السلطات لا تعيرهم أي اهتمام. وقال أحدهم في تصريح لهسبريس: "نحن في أمسّ الحاجة إلى المساعدة، فنحن هنا نعاني بشكل كبير في ظل هذه الظروف"، مضيفا: "نحن لا نرغب في البقاء في المغرب، نحن هنا فقط من أجل الانتقال إلى أوروبا". من جهته، محمد ملتوف، عضو فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عبّر عن إدانته لعملية ترحيل هؤلاء المهاجرين من العاصمة الرباط إلى ابن سليمان ليلا، ورميهم في الشارع العام، مستنكرا الوضعية التي وصفها ب"الكارثية" التي يعيشونها دون تدخل للسلطات المحلية. وطالب الناشط الحقوقي، ضمن تصريحه لهسبريس، ب "إيجاد حل عاجل يليق بالكرامة الإنسانية، وبناء مخيم على الأقل لإيواء هؤلاء، وتوفير التطبيب والتغذية لهم في انتظار حل نهائي لملفهم"، معبرا عن إدانة جمعيته الحقوقية لسلوك السلطات بالمدينة. جدير بالذكر أن السلطات المغربية كانت قد قامت بترحيل المئات من المهاجرين المتحدرين من دول جنوب الصحراء الذين يقيمون بصفة غير شرعية في مدن عدة، على رأسها الدارالبيضاء التي رحلت منها المئات الذين كانوا متواجدين بالقرب من المحطة الطرقية "أولاد زيان".