أقدمت السلطات المحلية في الدارالبيضاء على ترحيل العشرات من المهاجرين الأفارقة المتواجدين بالقرب من محطة أولاد زيان. وعلمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن السلطات بدأت عملية ترحيل المهاجرين غير مستوفي شروط الإقامة، عبر حافلة، صوب إحدى المدن المغربية. وأكدت مصادر الجريدة أن الفوج الأول من المهاجرين جرى نقله مساء أمس الثلاثاء، ويصل عددهم إلى خمسين فردا؛ على أن يتم استكمال العملية مساء اليوم الأربعاء، وطوال الأيام المقبلة، إلى حين ترحيلهم جميعا من الدارالبيضاء. وشرعت السلطات المحلية، مدعومة بالعناصر الأمنية، في تنقيل وجمع المهاجرين المتحدرين من دول جنوب الصحراء، المنتشرين على طول طريق "أولاد زيان"، والذين يمتهنون التسول أمام إشارات المرور؛ فيما لازال آخرون مرابطين بالملعب المتواجد قرب المحطة الطرقية، الذي بات يشكل "مخيما" خاصا بهم. وانتقدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع الدارالبيضاء، هذه الخطوة التي أقدمت عليها السلطات المحلية بالعاصمة الاقتصادية، مؤكدة أن الدولة مطالبة بتسوية وضعية هؤلاء المهاجرين بدل ترحيلهم. وقال سعيد بنحماني، عضو الجمعية ذاتها، في تصريح لهسبريس: "نحن كجمعية نتابع الملف الذي يدخل ضمن اهتماماتنا، ونؤكد أن الإجراءات التي اتخذتها الدولة تبقى متعثرة؛ فهي ملزمة بتسوية وضعية المهاجرين وتمكينهم من كافة ضمانات العيش الكريم، انطلاقا من المواثيق الدولية المصادق عليها". وشدد المصدر ذاته ضمن تصريحه على أن "الدولة مسؤولة عما يقع للمهاجرين في المغرب، الذين لا يتم الاهتمام بأوضاعهم، إذ يقطنون في أماكن غير لائقة، ولا يتوفرون على أدنى شروط العيش الكريم"، مشيرا إلى أن هذا الأمر يظهر أنها "غير قادرة على تسوية الملف". وتأتي هذه الخطوة من طرف السلطات المحلية بالدارالبيضاء تزامنا مع الزيارة التي يقوم بها الملك محمد السادس إلى العاصمة الاقتصادية، وكذا بعد أيام قليلة على واقعة إضرام النار في حديقة بالقرب من محطة "أولاد زيان"، ونشوب مواجهات بين مواطنين مغاربة ومهاجرين من دول جنوب الصحراء. جدير بالذكر أن المنطقة المذكورة تعرف انتشارا واضحا للعشرات من المواطنين المتحدرين من دول جنوب الصحراء المقيمين بشكل غير قانوني، حيث ينتشرون على طول شارع "المحطة" بشكل جماعي، ويمتهنون التسول أمام إشارات المرور. وسبق لسكان الحي، وخاصة أصحاب العمارات، أن عبروا عن غضبهم من عدم تحرك السلطات الأمنية لوقف استمرار تدفق المهاجرين الأفارقة، وتسوية وضعيتهم ومنحهم حقوقهم، تفاديا لوقوع كوارث في المنطقة في ظل تزايد عددهم بشكل لافت للانتباه، إذ أضحوا يحتلون الحديقة المذكورة وملعب "أولاد زيان"، متخذين منه "مخيما" رسميا.