يبدو أن المشاكل التي يعرفها حي درب الكبير بمقاطعة مرس السلطان بالدار البيضاء، والفوضى التي يتخبط فيها منذ أزيد من عقدين من الزمن، زيادة على انتشار المهاجرين المتحدرين من دول جنوب الصحراء، وما أعقب ذلك من أحداث ومواجهات، عجلت بإطلاق برامج لتأهيل المنطقة التي توجد بها أكبر محطة طرقية بالمغرب. وحسب المعطيات المتوفرة، ينتظر أن يقوم المجلس الجماعي للدار البيضاء بتهيئة وإنجاز ملعب "أولاد زيان" بمنطقة درب الكبير، الممول من طرف اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهو بنية رياضية مجاورة للملعب، الذي ذاع صيته عالميا بسبب المواجهات التي اندلعت بين مهاجرين أفارقة وبيضاويين. ويتضح من خلال هذه الخطوة أن السلطات بالعاصمة الاقتصادية تبحث إمكانية محاصرة انتشار المهاجرين الأفارقة، خاصة أنها قامت بتقسيم جزء من الملعب في انتظار تهيئته بالكامل. كما سيعمل المجلس الجماعي على إنجاز المركز الاجتماعي متعدد الاختصاصات بدرب الكبير، الذي ستموله اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان. ويعرف هذا الحي العريق بالمدينة إهمالا كبيرا من طرف السلطات، إلا أن المواجهات التي شهدها، مؤخرا، بين مواطنين ومهاجرين متحدرين من دول جنوب الصحراء، والتي تسببت في حريق بحديقة توجد به، دفعت إلى التعجيل بالقيام بإصلاحات عديدة. وسارعت السلطات بعد هذه الأحداث إلى إزالة الحديقة، التي كان يستغلها المهاجرون للمبيت بها. كما تمت تهيئة شارع المحطة المعروف لدى البيضاويين ب"لاكروى"، الأمر الذي جعل ساكنة المنطقة تتنفس الصعداء. ويوجد بدرب الكبير عشرات المهاجرين غير الشرعيين، المتحدرين من دول جنوب الصحراء، حيث ينتشرون بشكل جماعي على طول شارع المحطة، ويمتهنون التسول أمام إشارات المرور. وسبق لسكان الحي، خاصة أصحاب العمارات، أن عبروا عن غضبهم من عدم تحرك السلطات لوقف استمرار تدفق المهاجرين الأفارقة، وطالبوها بتسوية وضعيتهم ومنحهم حقوقهم، تفاديا لوقوع كوارث في المنطقة، في ظل تزايد عددهم بشكل لافت للانتباه، إذ أضحوا يحتلون ملعب "أولاد زيان"، متخذين منه "مخيما" رسميا. وكان درب الكبير قد شهد مواجهات بين بعض المواطنين المغاربة والمهاجرين الأفارقة، مما تسبب في إضرام النيران بالحديقة القريبة من محطة "أولاد زيان". فيما شهد الملعب الذي يعيش فيه هؤلاء المهاجرون انفجار قنينات للغاز تسببت في حريق كبير أتى على مختلف الخيام التي يبيتون فيها.