بَعد إسدال الستار عن فعاليات النسخة الخامسة من بطولة أمم إفريقيا لكرة القدم للاعبين المحليين، التي احتضنها المغرب في الفترة الممتدة بين 12 يناير ورابع فبراير الجاري، بتتويج المنتخب الوطني باللقب القاري، تكون كرة القدم الوطنية قد استفادت من عدة نقط إيجابية على هامش العرس القاري، لا على المستوى التقني ولا على الصعيد "التنظيمي" لتظاهرة قارية من هذا الحجم. إبراز المنتوج الكروي المحلي المغربي.. شكّلت نسخة "شان2018" فرصة مواتية لإبراز مدى تطوّر البطولة الاحترافية المغربية على الساحة القارية خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى تأكيد الأندية الوطنية للنتائج المحقّقة على صعيد مسابقتي كأس عصبة الأبطال والكونفدرالية الإفريقية، في ظل تتويج فريق الوداد البيضاوي باللقب الأغلى وبلوغ الفتح الرياضي لمراحل متقدّمة في كأس "الكاف". سطعت عدّة لآلئ مغربية فوق سماء "الشان"، تقدّمها أيوب الكعبي، مهاجم فريق نهضة بركان، الذي استأثر باهتمام الرأي العام الرياضي الدولي المتابع للبطولة القارية، فكبر اسمه تدريجيا منذ المباراة الافتتاحية إلى غاية النهائي، شأنه شأن باقي زملائه الممارسين في البطولة، على غرار العميد بدر بانون، المهاجم اسماعيل حداد أو حتى أسماء أظهرت علو كعبها، كما هو الشأن بالنسبة إلى اللاعب زكرياء حدراف وصانع الألعاب وليد الكرتي، دون أن ننسى الثنائي الذي شكّلت البطولة القارية محطة نحو احترافه في الخارج، إذ وقّع المهاجم أشرف بنشرقي عقد انضمامه إلى نادي الهلال السعودي وتعاقد المدافع جواد اليميق مع فريق جنوى الإيطالي. لقب مهم لاستمرارية النسق التصاعدي الكروي المغربي.. يأتي تتويج المنتخب الوطني المغربي للاعبين المحليين بلقب "شان2018"، ليرصّع خزانة الكرة المغربية بلقب آخر، سنوات عدّة بعد اللقب القاري الوحيد على صعيد المنتخب الأوّل سنة 1976، حيث أتى ذلك في ظرفية استثنائية تمر منها الرياضة على الصعيد الوطني، بعد السنة المنصرمة التي شهدت تتويج فريق الوداد البيضاوي بطلا قاريا على صعيد الأندية فضلا عن بلوغ المنتخب الأوّل لنهائيات كأس العالم "روسيا2018"، في انتظار الحفاظ على النسق التصاعدي بما ستحمله السنة الجارية لربيع المستديرة الوطنية. خزان مهم للمنتخب "الأول" قبل "المونديال".. ظل الناخب الوطني هيرفي رونار، مدرّب المنتخب الوطني الأول، حريصا على متابعة كل صغيرة وكبيرة متعلّقة بالمنتخب "المحلي" طيلة مساره نحو لقب "الشان"، إيمانا منه بأن البطولة القارية تعد محطة مهمة لتحديد معالم سفراء "البطولة" المقبلين على حمل القميص الوطني في "مونديال2018". وإن كان رونار قد حصر في "أجندته" بعض الأسماء بعينها، التي يرى فيها أنها المؤهّلة للعب للمنتخب الأوّل، حتى قبل انطلاق مباريات "الشان"، فإن المفاجأة السارة حملها المهاجم أيوب الكعبي، لاعب فريق نهضة بركان، الأخير الذي انقض على الفرصة المواتية التي أتيحت له بشغل مركز مهاجم داخل تركيبة "الأسود المحلية"، ليسطع نجمه بتميّزه عن جل لاعبي القارة "السمراء" المشاركين في البطولة، متوّجا نفسه عريس البطولة بلقب الهداف التاريخي للمسابقة منذ نشأتها وموجّها رسائل غير مشفّرة للناخب الوطني أنه "الأسد" المعوّل عليه ليزأر مجددا وتمنح له فرصة إثبات ذلك مع المنتخب الأول. "شان2018".. محطة تنظيمية ناجحة أجمع جل متتبعي نسخة "شان2018" في المغرب على أنها الأنجح في تاريخ المسابقة، حيث استطاعت اللجنة التنظيمية رفع تحدي ضيافة بطولة قارية من هذا الحجم بمعايير احترافية تنسجم مع دفتر تحمّلات الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، علما أنها المرة الثانية فقط التي يستضيف فيها المغرب تظاهرة "كاف" من هذا الحجم بعد أن استضاف نهائيات بطولة أمم إفريقيا للفتيان سنة 2013. أرقام قياسية من حيث الحضور الجماهيري في ملاعب المدن الأربعة التي احتضنت البطولة، رغم دعوات المقاطعة التي رافقتها، بالإضافة ظروف استقبال الوفود وضيوف المغرب المميزة والجوانب الأخرى المحيطة بالدورة، على غرار النقل التلفزي، التنقل والإيواء.. كلها عوامل جعلت من "شان2018" مرآة لوجه المغرب المشرق من حيث استضافة أهم الأحداث الكروية العالمية. "بروفة" ترشّح المغرب ل"مونديال2026".. شاءت الصدف أن يتزامن موعد "شان2018" مع الإعلان الرسمي عن انطلاق حملة المغرب للترشّح لاحتضان نهائيات كأس العالم لسنة2026، حيث استغلّت اللجنة التسويقية للملف المغربي مناسبة العرس القاري لقص شريط العمل على إبراز صورة المغرب المؤهّل لاحتضان أغلى تظاهرة كروية على الصعيد العالمي. حضور كل صناع القرار الكروي الإفريقي إلى المغرب، ممثّلين في رؤساء الاتحادات الإفريقية، على هامش البطولة وخلال أشغال الجمعية العمومية الأربعين للكونفدرالية الإفريقية، جعل من ملف "المغرب2026" يحظى بصبغة الترشح "القاري" لاستضافة "المونديال" للمرّة الثانية بعد أن حظيت جنوب إفريقيا بشرف ذلك سنة 2010 وذلك ما تمت تزكيته من قبل أعلى سلطة على مستوى "الكاف"، في شخص رئيسها أحمد أحمد، الذي كان صريحا في دعمه لملف المغرب من أجل نيل شرف احتضان كأس العالم. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيين زوروا Hesport.Com