تعيش مدينة المحمدية هذه الأيام على وقع غليان حاد بين فاعلين جمعويين ومنتخبين، وكذا المجلس الجماعي الذي يقوده حسن عنترة عن حزب العدالة والتنمية، بسبب نفاذ الوعاء العقاري الخاص بالمقبرة الوحيدة بالمدينة. واحتج أمام مقر المجلس الجماعي بالمدينة عدد من الناشطين الجمعويين، الذين عبروا عن تذمرهم مما آل إليه الوضع في المقبرة، مطالبين بالإسراع في إيجاد مكان آخر لدفن الموتى وصيانة كرامة المواطنين بعد مماتهم. كما قام هؤلاء، بعد ولوجهم مقر الجماعة، ب"صلاة الجنازة" على مسيري المجلس، معتبرين أنهم في عداد الموتى طالما لم يتحركوا من أجل إيجاد حل لهذه المسألة. وأكد الفاعل الحقوقي عبد الكبير الربطي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن احتجاجهم أمام مقر المجلس الجماعي يأتي بعدما تبين أنه لم يعد بالإمكان دفن موتى المسلمين في المقبرة. وشدد المتحدث نفسه على أن الساكنة تريد معرفة المشكل الذي يعرفه ملف المقبرة، وسبب عدم فتح المجلس الجماعي المقبرة الجديدة إلى حدود الساعة، مؤكدا أنهم سيعملون على منع الدفن فيها، بالنظر إلى الوضع الكارثي الذي باتت تعيشه. من جهته، طالب موسى السيتي، الفاعل الجمعوي بالمدينة، ضمن تصريح للجريدة، المجلس الذي يقوده حسن عنترة بفتح المقبرة التي وعد بها المجلس السابق والحالي؛ "لأنه صار لزاما على من سيقوم بالدفن أن يقطع مسافة طويلة؛ ناهيك عن كون الوضع أضحى كارثيا ويرثى له". وأوضح موسى أن المقبرة لم تعد تستوعب أحدا، وزاد: "صرت أخشى أنني حين أموت لن يوجد قبر أدفن به"، متسائلا في الوقت نفسه عن سبب كون المسؤولين لا يعيرون اهتماما لمقابر المسلمين، "بينما مقابر اليهود والنصارى تكون أفضل حال"، وفق تعبيره. من جهته، أكد حسن عنترة، رئيس المجلس الجماعي، في اتصال هاتفي بالجريدة، أنه يولي اهتماما كبيرا بهذا الملف منذ وصوله إلى الجماعة، مضيفا: "دخلنا لما يزيد عن عام في نقاش مع السلطات للحصول على مساحة مجاورة من المياه والغابات، وتوصلنا في الأسابيع الأخيرة بالموافقة على بدء إجراءات التهيئة". وأضاف المسؤول الجماعي ضمن تصريحه: "جرى التوقيع على اتفاقية حصلنا بموجبها على مساحة تناهز 3 هكتارات، وستشرع الشركة في عملية التهيئة في غضون الأيام القليلة المقبلة؛ فيما ستعمل المياه والغابات على اقتلاع الأشجار المتواجدة بالمكان المذكور". وشدد المتحدث نفسه على أن المجلس يقوم بمجهود كبير من أجل إخراج المقبرة في أقرب وقت، لافتا إلى أنه يأخذ بعين الاعتبار "مطالب الساكنة والوضع الذي تعرفه المقبرة، وهو ما جعله يقوم بهذه الخطوات دون انتظار تهيئة المقبرة الإقليمية التي سيتم إنجازها في جماعة سيدي موسى المجدوب، والتي ساهم فيها المجلس بمبلغ يصل إلى 450 مليون سنتيم". مصدر متتبع للملف استغرب الخطوة الاحتجاجية، لافتا إلى أنه كان من الأجدر أن يتم ذلك في وقت سابق، على اعتبار أن المجلس الذي كان يرأسه المستثمر العقاري المفضل رفضت أحزاب سياسية به نقطة متعلقة بتوسيع المقبرة.