"شاكيرا عطاوها مليار، وفاطمة وردات على لحمار"، هكذا قال محسن أثري، المعتقل على خلفية حراك الريف، بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، حين تم سؤاله عن نوعية الشعارات التي رفعت بالمسيرات التي شارك فيها بالحسيمة. وخلق هذا الشعار، الذي أثار قاضي الجلسة علي الطرشي، وجعله يبتسم كثيرا خلال الجلسة التي عقدت زوال الخميس، نوعا من القهقهة بالقاعة، إذ لم يتمالك الحاضرون من محامين وأسر المعتقلين أنفسهم حين سماعه. ومن بين الطرائف التي شهدتها الجلسة أن عددا من المعتقلين كانوا يخاطبون محسن أثري باللهجة الريفية، حينما كان يجيب على الأسئلة التي تطرح، خاصة عندما سألته محاميته نعيمة الكلاف عن معنى "جيم" التي يضعها على الصور والتدوينات، وكانت تحاول من خلال سؤالها أن تبين للمحكمة أن موكلها لا يفهم هذه العبارة، غير أنه خاطبها "واش هذا سؤال دابا؟"، إلا أن أحد المعتقلين نبهه من داخل القفص الزجاجي بكون الأمر يتعلق بمحاميته. وتابع المتهم أثري، بعد عرض صور وتدوينات وضع عليها الإعجاب ب"فيسبوك": لا أفهم، هل هذا هو الدليل الذي ستحكمون عليّ به؟، واش لي دار جيم للحجر يتحاكم، أنا لم أقرأ التدوينة أصلا وأعجبتني صورة الحجر فقط". وعند مواجهته بصورة للعلم الريفي، أجاب المتهم بأنه "علم المقاومة وضحى من أجله الأجداد، وعبد الكريم الخطابي وحّد القبائل للخروج ضد المستعمر". وحذر ممثل النيابة العامة حكيم الوردي المتهم من بعض الكلمات التي تصدر عنه، على غرار وصفه للأمن ب"المافيا"، داعيا المحكمة إلى تنبيهه، غير أن المتهم قال: "المافيا لا أقصد بها المؤسسة، وإنما الأشخاص الذين هجموا على المنزل صباحا وكسروا الأبواب"، مطالبا الدولة بأخذ حق أبناء الريف من عميد شرطة معروف بالمدينة. وبخصوص سؤال حول ما إن كانت المسيرات والتظاهرات التي شارك فيها تحظى بترخيص من طرف السلطات، أكد أنها مرخصة ولم يتم منعها من السلطة المحلية. وتابع المتهم محسن أثري وهو يوجه الكلام للمحكمة: "عندما احتفل المغاربة بالصعود إلى كأس العالم، لم يتم الحديث عن ترخيص، وحين يخرجون للاحتجاج يتحدثون عنه"، مؤكدا أن "الخروج في التظاهرات كان يتميز بعفوية، والكل كان يشارك بمحض إرادته".