استعرض المعتقل محسن أثاري أمام أنظار الهيئة الموكل إليها البث في ملف "حراك الريف" ظروف اعتقاله، مؤكدا أنه "تلقى معاملة حاطة من الكرامة"، من قبل الفرقة الوطنية بمدينة الحسيمة، في حين نفى تعرضه للتعذيب من لدن رجال الفرقة الوطنية بالدارالبيضاء باستثناء تلقيه لعبارات السب والشتم. واستفاض محسن أثيري المتابع بجنح من قبيل التظاهر غير المرخص وإهانة رجال القوات العمومية في سرد الأحداث التي واكبت مرحلة اعتقاله بالحسيمة وكذا أثناء تنقيله إلى الدارالبيضاء، مفيدا بأنه جرى اعتقاله بمنزله من قبل رجال شرطة بزي مدني، فيما لم يتم إخباره بعلة الاعتقال، بالإضافة إلى توقيعه المحاضر بالإكراه وتحت التهديد دون تمكينه من الاطلاع على مضمونها. محسن أثاري قال في معرض حديثه "إن رجال الفرقة الوطنية استفزوني، ووجهوني إلى توريط الزفزافي وحثوني على تقديم شهادة مفادها أن الزفزافي كان يسب مؤسسات الدولة"، مفيدا بأنه رفض ما أسماها ب "شهادة الزور". ذات المتهم، وصف محاضر الفرقة الوطنية ب"المافيا" ليتدخل الوكيل العام معقبا على التوصيف، وملتمسا من القاضي تذكير المعتقل محسن أثاري بكون اتهامه الفرقة الوطنية ب"المافيا" فعل يكتسي صبغة إجرامية وقد يترتب عنه متابعة قضائية، وهو ما دفع بأثاري إلى توضيح كلامه مفصلا بأنه قصد الأشخاص وليس المؤسسات. وعن سؤال وجهه إليه رئيس الجلسة بخصوص المشاركة في مسيرات احتجاجية غير مرخصة، كشف محسن أثاري أنه لم يجري منع أي واحدة من المظاهرات التي شارك فيها من قبل السلطات، وبالتالي فإنها مرخصة، وفق تعبيره، مضيفا : "فاش خرجوا الناس للشارع احتفالا بتأهل المغرب للمونديال كان شي ترخيص.. وحنا خرجنا لرفع مطالب اجتماعية وكتقولي فين هو الترخيص؟". في ذات الصدد، طلب القاضي من ذات المعتقل عرض الشعارات التي كانت ترفع خلال المسيرات السبع التي شارك فيها، فاسترسل مجيبا : "حرية كرامة عدالة اجتماعية" "العداو العداو وزادوا حتى فالما والضو" قبل أن يردف " واك واك على شوهة.. شاكيرا عطاوها مليار وفاطمة ولدت على حمار" لينفجر على إثر ذلك جل الحاضرين بالضحك. من جهة أخرى، استهجن محسن أثيري الأدلة المقدمة ضده والمتمثلة في تسجيل إعجاب بإحدى التدوينات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، متوجها للقاضي بالقول "سيادة القاضي، واش غنتحاكم على جيم وبارطاجي.. هادشي عيب أنا حشمت فبلاصتكم". وفي سياق ذي صلة، أرجأت المحكمة الاستماع للمعتقل رشيد اعماروش، المتابع أيضا على ذمة نفس الملف، إلى حين حضور مترجم، بعدما تعذر التواصل معه بداعي عدم تمكنه من التكلم وفهم العربية.