تحول الاستماع إلى معتقلي الحسيمة بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء مساء اليوم الخميس إلى جلسة لممارسة الكذب وسب المؤسسات، فعند استماع القاضي رئيس الجلسة للمتهم نوري أشهبار، تحدث عن تعرضه للتعذيب والتعنيف خلال اعتقاله لدى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وهو ما يعتبر كذبا بينا إذ سبق له إلى جانب عدد من المتهمين أن صرحوا أنهم لم يتعرضوا نهائيا للتعذيب ولا سوء المعاملة خلال الحراسة النظرية. وقال المتهم إن مشاركته في المظاهرات كانت من أجل تحقيق مطالب اجتماعية واقتصادية مثل جميع المشاركين، وأقر بعلاقته بناصر الزفزافي وشارك صورا معه على صفحته بفيسبوك، غير أنه لم يجب عن العنف الممارس في الشارع العام والتخريب والفوضى. وبخصوص تدوينة على فيسبوك يقوم فيها بتحريض المواطنين وتدعو إلى مقاطعة الدراسة والمؤسسات وإحراق البطاقة الوطنية تنصل منها وقال إنه لا علاقة له بها وهي من حساب سفيان إسوان. وعند الاستماع إلى المتهم محسن أثري وجه اتهامات ونعوت خطيرة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، مما استدعى تدخل ممثل النيابة العامة الذي اعترض عليه وطالب بتحرير محضر ضده ومتابعته، وطلب منه القاضي الإجابة عن الأسئلة أو الخروج، لكن دون تحرير محضر كما طالب ممثل النيابة العامة. واعترف أثري بما كتبه حول وصفه للمغرب بالاستعمار، لكنه حاول التنصل منها عبر تأويل لا يعني شيئا بالنسبة للنصوص القانونية، حيث قال إنه كان يريد منها ما يتعلق بالمنع والحصار الذي كان مفروضا عليهم. غير أن اللفظة المذكورة كان يرفعها الانفصاليون بالريف. ورغبة من دفاع المتهمين في خلق أجواء الفوضى حتى لا تسير الأمور في إطار نقاش جوهر الملف، إذا لما سأل ممثل النيابة العامة المتهم جواد الصابري عن علاقته بموقع ريف 24، قال إن فريد أيت لحسن المقيم بهولندا هو من يقوم بتمويله اعترض الدفاع معتبرا أن الأمر يتعلق بقانون الصحافة ولا يحق السؤال عنه، ومن تابع الجلسات السابقة يفهم طريقة الدفاع في خلق أجواء التوتر. ودون إذن من القاضي رئيس الجلسة تدخل ناصر الزفزافي، المتهم الرئيسي في ملف أحداث الحسيمة، بدأ في الحديث معتبرا المحاكمة سياسية، ووقع ضجيج في المحكمة مما دفع بالرئيس إلى رفع الجلسة. الزفزافي أمامه العديد من التهم عليه الجواب عنها من بينها تهم بحجج وأدلة من قبيل تسجيل المكالمات الهاتفية بأمر من الوكيل العام للملك، وهي تهم جنائية ولا علاقة لها بالممارسة السياسية. من جهة أخرى، أجل القاضي الاستماع إلى معتقل أخر يدعى رشيد اعماروش، لكونه لا يفهم العربية، وذلك في انتظار حضور مترجم للريفية لكي يفهم الأسئلة.