«لي قصة سيدي القاضي مع صفحتي بالفايسبوك»... هكذا اختار أحد المعتقلين، على ذمة أحداث الحسيمة، وأصغرهم سنا، الحديث عن أول عهده بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك. المعتقل «محمد بهنوش» الذي كان يجيب على أسئلة المحكمة بلهجته الريفية، والذي استعانت المحكمة خلال عمليته استنطاقه بمترجم، قال إن إنشاء صفحته بالفايسبوك استغرق منه أسبوعا، اضطر خلاله إلى زيارة مقر البلدية لاستصدار عقد ازدياد، وصور شخصية، ووثائق أخرى منها بطاقة تعريفه الشخصية والبطاقة الخاصة بوالده، واللجوء إلى خدمات شخص يلقب ب"الفقيه"، قبل إلى أن يتوجه إلى مقهى للأنترنت (سيبير) الذي طولب فيه بأداء مبلغ ثلاثة دراهم قبل أن ينال مرداه...!! لم يكن المتهم يبالغ أو يستهزئ، بل شهد رفاقه الذين أقسمه أحد بأن المتهم الذي كان يخضع للاستنطاق لا يكذب، لأن ما كان يحكيه حقيقة عاشها، وهو الشاب الفلاح الذي رأى كيف أن بعض أصدقائه يلعبون بهواتفهم التي نُزل عليها تطبيق الفايسبوك، فأراد تقليدهم، وعندما استفسرهم عن كيفية انشاء الصفحة، استهزؤوا منه، وأخبروه أن عليه الحصول على الوثائق المذكورة من أجل الوصول إلى مبتغاه. كانت هذه القصة التي انتزعت ابتسامات من هيأة المحكمة، وعلى رأسها المستشار علي الطرشي، وممثل النيابة العامة القاضي حكيم الوردي، قد وردت على لسان المتهم أثناء جوابه على سؤال لدفاع الطرف المدني ممثلا في الدولة المغربية، عندما اختار المحامي «محمد كروط» أن يستفسره عن صفحته بالفايسبوك وكيف أنشأها، وهو الذي ادعى أنه لا يقرأ ولا يكتب، وحتى اللغة العربية لا يحسن الحديث بها...! حينها اختار المتهم أن يسرد قصته - كما سماها مع الفايسبوك - التي قال إنها انطلقت بإطلاعه من طرف أصدقائه على الضغط على زر الإعجاب (جيم) الذي ظل يضغط عليه كلما رأى تدوينة أو صورة، فقال «تعلمت جيم وبقيت كا نورك عليها»...!! وكان القاضي قد سأل المتهم عن سبب وضعه لعلامة الإعجاب (جيم) على تدوينات منشورة بالفايسبوك، حيث أخبره أنه كان يضعها دون أن يفهم المعنى، حيث إن إحدى التدوينات سجل إعجابه بها فقط لنشرها مع صورة لمحمد جلول المعتقل بدوره على ذمة أحداث الريف.