تبادل دفاع معتقلي حراك الريف، ومحامو الطرف المدني، في جلسة المحاكمة التي انعقدت زوال الخميس، الاتهامات في ما بينهم بعدما شهدت بداية الجلسة انتفاضة المعتقلين في وجه القاضي علي الطرشي، بسبب صورة لعبد الكريم الخطابي. ففي وقت كان المحامي محمد الحسين كروط، دفاع الطرف المدني، يوجه أسئلة إلى المعتقل أحمد حكيمي، انتفضت المحامية سعاد البراهمة في وجهه، رافضة الأسئلة التي يوجهها، ومعتبرة أنها طرحت ب"أسلوب استخباراتي". كروط، الذي عرف بصوته الجهوري، لم يستسغ هذا الوصف من طرف زميلته، ورد عليها فورا: "المخابرات حسن منك وبزاف عليك"، ما أزّم الأوضاع بالقاعة رقم 7، إذ بدأ محامون آخرون يصرخون احتجاجا. ورغم محاولات رئيس الجلسة، علي الطرشي، تهدئة الأوضاع، إذ قال مخاطبا المحامين: "يا صناع العدالة، المحاماة مهنة نبيلة، فأينكم من هذا"، إلا أنهم لم يكترثوا له؛ فيما ظل المحامي كروط يلتمس قراءة المحضر، والتسطير فيه على اتهامه من لدن زميلته البراهمة باستعمال أسلوب مخابراتي. وعارض ممثل النيابة العامة، حكيم الوردي، ملتمس المحامي كروط، إذ خاطبه بالقول: "لا أريد الدخول مع الأستاذ في سجال قانوني حول هذا الموضوع"، طالبا منه تجاوز الأمر، إلا أنه ظل مصرا على ملتمسه. ودخلت المحامية خديجة الروكاني على خط القضية، إذ صرخت بدورها في وجه المحامي كروط قائلة إنه "يستفز المحكمة ويسيء إليها"، مشيرة إلى أنه "يستعمل أسلوبا استخباراتيا، واعتباره المخابرات أفضل من البراهمة إساءة إلى بذلة المحاماة". ولم يستسغ محامي الطرف المدني هذا الاتهام للمرة الثانية، إذ خاطبها بدورها: "المخابرات بزاف عليك.. جهاز منظم يحمينا جميعا ويحميك.. سأقولها وأكررها". وبمجرد رفع القاضي للجلسة وتأجيلها إلى يوم الجمعة، بسبب الصراخ والفوضى التي عمت القاعة، دخل نائب الوكيل العام للملك وعدد من المحامين في محاولات تهدئة المحامي الحسين كروط، طالبين منه سحب ملتمسه. وشهدت الجلسة في بدايتها، زوال الخميس، غليانا كبيرا واحتجاجا من طرف المعتقلين، وذلك إثر مساءلة القاضي للمتهم أحمد حكيمي عن بعض الصور التي تم العثور عليها في صفحته على "فيسبوك"، وضمنها صورة عبد الكريم الخطابي، وهو ما رفضه باقي المتهمين.