استأنفت محكمة الاستئناف بمدينة الدارالبيضاء، أطوار محاكمة معتقلي حراك الريف المُرحلين إلى البيضاء، في جلسة جديدة انطلقت صبيحة اليوم الخميس فاتح فبراير الجاري. وواصلت المحكمة في جلسة اليوم استنطاق المعتقلين المُتابعين في الملف، حيث مثل أمامها لحدود اللحظة كل من محسن أتاري و جواد الصابري ونوري أشهبار ومحمد المحدالي. وواجهت المحكمة جل المعتقلين بتدوينات فايسبوكية و صور لهم أثناء مسيرات الحراك وأخرى مع القيادي الحراكي ناصر الزفزافي. واضطر القاضي رئيس الجلسة علي الطرشي رفع الجلسة في مناسبتين، الأولى عقب التوتر الذي عرفته القاعة، بعد أن أثارت الأسئلة التي وجهتها النيابة العامة إلى المتهم جواد الصابري استهجان هيئة الدفاع التي احتجت غير ما مرة على طبيعة الاستفسارات المطروحة معتبرة أن الصابري غير معني بها، قبل أن تهتز القاعة على وقع ترديد شعارات مدوية من لدن عائلات المعتقلين فضلا عن زغاريد أمهاتهم، تزامنا مع أداء المعتقلين لقسم الحراك من داخل القفص الزحاجي. كما اضطر القاضي الطرشي رفع الجلسة من جديد بعد أن انتفض النشطاء المعتقلون، وعمت حالة من الهيجان القاعة بعد سؤال القاضي علي الطرشي للمعتقل محمد المحدالي: واش انت مغربي؟ ، حيث اعتبرها المعتقل ودفاعه وعائلات المعتقلين الحاضرين بالقاعة مسّا صارخ بوطنيتهم، ليعلن ناصر الزفزافي من داخل القفص الزجاجي ومعه باقي المعتقلين انسحابهم، حتى اعتذار المحكمة وسحبها للسؤال، حيث اعتبر الزفزافي أن سؤال القاضي فيه مس بوطنية المعتقلين، قائلا : "يمكن أن نصبر على كل شيء من تعذيب وضرب إلا المس وإهانة وطنيتنا". وفي ذات السياق طالب دفاع المعتقلين في شخص المحامية خديجة الروكاني التي صرخت بقوة: "إن هذا السؤال يعود إلى زمن السرفاتي الذي رحل للبرازبل وجرد من وطنيته، هذا السؤال تخويني وعلى المحكمة سحبه". وتدخل ممثل النيابة العامة من جانبه، معتبرا أن المحكمة لا تملك أي سلطة كيفما كانت في سؤال مغربي عن مغربيته، وأن هذا الأمر لا يقبله عاقل، مؤكدا على أنه مجرد سوء تفاهم، ولا يعتقد أن المحكمة قصدت ذلك، على حد قوله.