نظّم عدد من الأطر الطبية وقفة احتجاج أمام مستشفى الرازي للطب النفسي ببرشيد، مدعومين بالمكتبين الإقليميين لكل من النقابة الوطنية للصحة العمومية، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل، والجامعة الوطنية للصحة، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل ببرشيد، للتنديد بما يتعرض له بعضهم من "اعتداءات"، والمطالبة بتحسين الوضع الصحي بتوفير بعض اللوازم، واستنكار الخدمات المقدمة من طرف شركات التدبير المفوض، حسب تعبير بعضهم. وحسب بيان صادر عن التنسيق النقابي الثنائي، توصّلت به هسبريس، فإن الوقفة الاحتجاجية "جاءت إثر الاعتداء الشنيع الذي تعرض له أحد ممرضي المداومة، إذ أصيب بكسر في يده بمصلحة أبي جعفر للطب الشرعي النفسي بمستشفى الرازي للأمراض العقلية ببرشيد، كما أصيب بعض النزلاء بكدمات، نتيجة التدخل من أجل إفشال محاولة فرار تزيل مسجل كخطر، كان في حالة هيجان، ويعد متابعا قضائيا ومستقدما من مستشفى بني ملال، إثر ارتكابه جريمة قتل في حق مريض آخر كان يشاركه الغرفة نفسها". وسجّل النقابيون من خلال البيان نفسه "غياب الأدوية والحقن اللازمة للتدخل الاستعجالي منذ سنة، دون أدنى تدخل من الوزارة الوصية لحل المشكل، إضافة إلى غياب حراس الأمن الخاص داخل المصالح الاستشفائية، وتحمّل الجهات المعنية مسؤوليتها في حراسة ومراقبة المرضى المتابعين قضائيا لما يشكلونه من خطر على النزلاء والممرضين". واستنكر المحتجّون مساءلة ومتابعة ممرضي الصحة النفسية قضائيا عند حدوث أي طارئ، كفرار نزيل أو تسجيل حالة انتحار، في غياب مساطر قانونية تحمي الممرّض، وانعدام غرف العزل داخل المصالح الاستشفائية، وعدم ملاءمة بنية الاستقبال لخصوصية مستشفى الأمراض العقلية، وحالة المرضى الذين يكونون في حالة هيجان. عمر بوعلام، الكاتب العام للمكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة، المنضوي تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، قال في تصريح لهسبريس إن "تنظيم الوقفة الاحتجاجية أمام مستشفى الرازي للطب النفسي ببرشيد جاء للتعبير عن استنكار الأوضاع المزرية التي تعرفها المؤسسات الصحية بالإقليم، والتنديد بالاعتداءات الهمجية التي تتعرض لها الأطر الصحية أثناء مزاولتها لعملها". وطالب المتحدث من خلال تصريحه المسؤولين عن القطاع محليا وإقليميا ووطنيا بتحمّل مسؤولياتهم؛ وذلك بتوفير الحماية الجسدية والقانونية، كما هو منصوص عليه في النظام الأساسي للوظيفة العمومية، وتحسين ظروف ووسائل العمل، والرفع من جودة الخدمات الصحية، واستنكر عدم احترام دفتر التحمّلات، خاصة على مستوى النظافة والحراسة والتغذية. المندوب الإقليمي للصحة ببرشيد أوضح، في تصريح لهسبريس، أن باب الحوار بالمندوبية مفتوح في وجه جميع الشركاء الاجتماعيين في القطاع، من أجل البحث عن الحلول المناسبة لجميع المشاكل المطروحة، موضّحا أنه حديث العهد بمندوبية برشيد. وعلى المستوى العملي قال المندوب الإقليمي إنه سيعقد اجتماعا مع كل المتدخلين لمناقشة كل المشاكل التي عبّر عنها النقابيون من خلال حقهم المشروع في الاحتجاج، من أجل الوقوف على جميع النقط ومعالجتها حسب المستويات بالمستشفيات أو بالمندوبية أو على المستوى المركزي، وفق الاختصاص.