اهتمت الصحف، الصادرة اليوم الإثنين بمنطقة شرق أوروبا، بقضايا ومواضيع متنوعة، من بينها النتائج التي حققتها بولونيا من زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليرسون، ومشاركة القبارصة اليونانيين في انتخابات الرئاسة القبرصية، والحزمة الجديدة من العقوبات الأمريكية ضد روسيا، وتطورات العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، واعتراف النمسا بمسؤوليتها التاريخية عن الإبادة العرقية خلال الحرب العالمية الثانية ، إضافة إلى مواضيع أخرى . ففي بولونيا، كتبت صحيفة "غازيتا بولسكا " أن زيارة وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية ريكس تيليرسون لوارسو خلال نهاية الأسبوع الماضي "ستعطي نفسا مهما لحكومة بولونياالجديدة ،التي تعيش مرحلة دقيقة في علاقاتها مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول المؤثرة فيه ،وتحتاج الى من يساندها ويقدم لها الدعم المعنوي الضروري". وأضافت أن بولونيا "حاليا محتاجة الى شريك موثوق به وحليف استراتيجي يحس بنبضات بولونيا ويساندها ويدعمها ،في الوقت الذي تواجه تحديات أمنية كبيرة من جهة الشرق ،وتوجه لها سهام الانتقاد حول سيادة القانون بالبلاد وقضايا الهجرة والبيئة" . وكتبت صحيفة "غازيتا برافنا" أن زيارة رئيس دبلوماسية الولاياتالمتحدةلبولونيا "دون غيرها من كثير من دول المنطقة ،يؤكد موقع وارسو في المنطقة وفي خريطة اهتمام واشنطن ودورها الدولي المتنامي ،كما يعكس الثقة المتبادلة بين وارسووواشنطن الضرورية لمنح فضاء ممارسة أوسع لحلف الناتو في ظل اكراهات عسكرية وأمنية تعاني منها منطقة شرق أوروبا" . وأضافت أن زيارة رئيس الدبلوماسية الأمريكية "تفتح علاقات البلدين على فضاء أوسع من التعاون الشامل ،وهو ما عبر عنه مسؤولو البلدين حين أبرزوا أن هذه الزيارة لها طابع خاص وترص دعائم الروابط الجديدة والمتجددة بين وارسووواشنطن ،وتمنحها ثقة أكثر ،ما أحوج بولونيا لها في الوقت الراهن" . وكتبت صحيفة "فورسال" أن "ما يؤكد تميز العلاقات ،التي تجمع بين واشنطنووارسو ، هو أن مباحثات ريكس تيليرسون مع الرئيس البولوني أندري دودا ورئيس الوزراء ماتيوس مورافيسكي تناولت كل القضايا القارية والدولية الحساسة ،وتبين من خلالها أن وجهات نظر البلدين متطابقة بالتمام وتتقاطع في كل الأمور حتى في تلك القضايا الأكثر تعقيدا" . وأبرزت الصحيفة أن هذه الزيارة " قد تساهم حتى في تغيير طريقة تعامل بعض الدول الأوروبية مع بولونيا ،ليس من باب استقواء وارسو على الآخرين بقربها من شريك فاعل ومؤثر في الساحة الدولية ،بل لأن بولونيا اختارت الفضاء الأرحب لتعزيز حضورها في الساحة الدولية وتحقيق طموحها الدبلوماسي والاقتصادي بالانفتاح أكثر فأكثر على الزوايا الأربع للعالم ". وفي اليونان، كتبت (كاثيمنيري) أن القبارصة اليونانيين ،الذين يشكلون هيئة ناخبة من 550 الف نسمة ،توجهوا يوم الأحد لانتخاب رئيس جديد للسنوات الخمس المقبلة ،يعول عليه في الدفع بمفاوضات توحيد الجزيرة وإخراج البلاد نهائيا من الأزمة الاقتصادية التي ضربتها العام 2013. وأضافت الصحيفة أن النتائج النهائية لهذا الدور الأول تسير نحو تأكيد فوز الرئيس الحالي أناستادياديس (71 سنة) والذي بحكم تجربته سيسعى لمواصلة مفاوضات توحيد الجزيرة المتعثرة منذ سنوات. صحيفة (ثيما) ذكرت أن قوات خفر السواحل التركية منعت الأحد وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس من الاقتراب من جزيرة كارداك المتنازع عليها في بحر إيجه. وأضافت الصحيفة أن الوزير اليوناني غادر المنطقة بعد تحذيرات خفر السواحل ،بعد أن كان يعتزم وضع إكليل من الزهور هناك في ذكرى سقوط مروحية عسكرية يونانية ،أودت بحياة ثلاثة عسكريين قبل 22 عاما. وذكرت الصحيفة بأن البلدين يتنازعان السيادة على الجزيرة غير المأهولة بالسكان ،وشهدا أول أزمة حولها في 25 ديسمبر 1995، برسو سفينة بضائع تركية على شاطئ الجزيرة فردت اليونان بتوجه رئيس بلدية مدينة كاليمنوس وقتها إلى الجزيرة ورفع عليها العلم اليوناني في 26 يناير 1996 ،فردت تركيا بإرسال فرقة من قوات البحرية أنزلت منها العلم اليوناني. وفي روسيا، توقفت صحيفة (إزفيستيا) عند الانتخابات الرئاسية المقبلة، وكتبت أن زعيم حزب "يابلوكو"، غريغوري يافلينسكي، تمكن من جمع العدد المطلوب من التوقيعات لدعم ترشيحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 18 مارس المقبل، المقدر ب 105 آلاف توقيع. وأضافت الصحيفة، نقلا عن مصادر من الحزب، أن يافلينسكي يعتزم تسليم الأوراق الموقعة والقوائم التي تم إعدادها للجنة الانتخابات المركزية الروسية ، غدا الثلاثاء، وذلك قبل آخر أجل لتقديم القوائم والملفات الخاصة بالمرشحين الذي حددته اللجنة في 31 يناير الجاري. وأشارت الصحيفة إلى أن حملة فلاديمير بوتين تمكنت بدورها من جمع ما لا يقل عن 5ر1 مليون توقيع لدعم ترشيحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو ما يفوق العدد المطلوب قانونيا بالنسبة للمرشحين المستقلين بحوالي خمس مرات. من جهتها، أفادت صحيفة (كوميرسانت) أن الحزمة الجديدة من العقوبات الأمريكية ضد روسيا ،التي أقرتها وزارة الخزينة الأمريكية مؤخرا، شملت عددا من الشركات والأفراد المشاركين في توريد توربينات الغاز إلى شبه جزيرة القرم. وأضافت الصحيفة أن القائمة الجديدة للعقوبات تضمنت شركة بناء الماكينات "أليكسي مورداشوف" ،وهي عبارة عن مشروع مشترك مع شركة سيمنز العالمية الرائدة في إنتاج توربينات الغاز في روسيا، مشيرة إلى أن العقوبات الجديدة لن تؤثر بشكل كبير على عمل هذا المشروع المشترك. وأشارت الصحيفة إلى أن العقوبات الجديدة شملت 21 مسؤولا روسيا وأوكرانيا، ضمنهم مسؤولون بارزون في وزارة الطاقة الروسية و9 شركات جديدة ضمنها شركة "تكنوبروم إكسبورت" ، كما تم تثبيت العقوبات المفروضة على 12 شركة أخرى. وفي تركيا، أبرزت صحيفة (دايلي صباح) تأكيد رئيس الدبلوماسية التركية، مولود تشاووش أوغلو، أن أنقرة تنتظر دائما من حليفتها واشنطن أفعالا ملموسة "أكثر من مجرد الأقوال". ونقلت عنه قوله "نريد أن نرى الحقائق على الأرض، وأن تثبت لنا واشنطن أنها لا تقدم الدعم العسكري لوحدات حماية الشعب الكردية السورية ، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني"، مؤكدا على ضرورة استعادة الثقة بين الجانبين. من جهتها، سجلت صحيفة (الحرية دايلي نيوز) أنه يتعين على الولاياتالمتحدة "الوفاء بالالتزامات التي قدمتها لتركيا، والتي لم يتم، حتى الآن، الإيفاء بها"، داعية واشنطن إلى سحب قواتها من مدينة منبج في شمال سوريا ،الخاضعة لسيطرة المقاتلين الأكراد. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، جدد التأكيد، أمس الأحد، على أن عملية "غصن الزيتون"، التي أطلقت ضد إرهابيي عفرين ،ستمتد لتشمل مدينة منبج، التي تبعد عن مدينة عفرين بحوالي 100 كلم. من جانبها، كتبت صحيفة (ستار) أنه "تم الدوس على شرف الإنسانية في سوريا ،عندما تم قتل مليون شخص، معظمهم من النساء والأطفال"، مؤكدة أن تركيا "لم تستطع تجاهل المآسي التي وقعت في البلدان المجاورة". ومضت الصحيفة قائلة إن "الذين يرتكبون الأعمال الإرهابية يستحقون الإدانة والعقاب، لكن عندما يتعلق الأمر بسوريا، لا أحد يستطيع الاقتراب منهم أو إلحاق الضرر بهم"، "منددة بالسياسة التي تنتهجها الدول الغربية في هذه المنطقة من العالم". وقالت الصحيفة إن تركيا، التي تخوض حربا ضد منظمة حزب العمال الكردستاني منذ أزيد من 40 عاما، "لا تستطيع البقاء مكتوفة الأيدي ،في الوقت الذي يزداد فيه نفوذ منظمة إرهابية ويصبح بمقدوها السيطرة على منطقة برمتها في الصفة الجنوبية من حدودها ،التي تمتد من إيران إلى البحر الأبيض المتوسط". وفي النمسا، علقت صحيفة (دير ستاندار) على تصريحات المستشار النمساوي، سياباستيان كورتز (الحزب المحافظ)، خلال تخليد ذكرى ضحايا الهولوكوست يوم السبت، التي تطرق فيها "للمسؤولية التاريخية الخاصة" لبلاده في الإبادة الجماعية لليهود. ونقلت الصحيفة عن كورتز قوله "لقد كان النمساويون أيضا طرفا فاعلا في جرائم الهولوكوست البشعة"، مضيفا أن "الحكومة تعترف بوضوح بالمسؤولية التاريخية الخاصة للنمسا في عملية إبادة اليهود من قبل النظام النازي". وفي نفس السياق، سجلت صحيفة (داي بريس) أن تصريحات كورز، الذي شكل في 18 دجنبر الماضي حكومة ائتلافية مع حزب الحرية اليميني المتطرف، تندرج في سياق يتسم بتعدد أعمال معاداة السامية و تمجيد النازية في النمسا، مشيرة إلى أن النيابة العامة بفينر نوسدات (النمسا العليا) فتحت الأسبوع الماضي تحقيقا بعدما كشفت مجلة "فالتر" الأسبوعية أن طلاب حزب الحرية اليميني المتطرف نشروا كتيبا قديما يتضمن أغان معادية للسامية ومؤيدة للنازية. وقالت الصحيفة إن هذه الأعمال أثارت موجة استنكار واسعة بالبلاد، لاسيما أن أودو لاندباور، وكيل لائحة حزب الحرية اليميني المتطرف، للانتخابات البلدية بالنمسا العليا يتولى منصب نائب رئيس رابطة الطلاب، مشيرة إلى أن لاندباور رفض سحب ترشيحه بالرغم من الدعوات العديدة التي طالبته بتقديم استقالته، لاسيما تلك الصادرة عن رئيس البلاد ألكسندر فان دير بيلين، والمستشار السابق ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي ، كريستيان كيرن.