تناولت الصحف، الصادرة اليوم الخميس بمنطقة شرق أوروبا، قضايا ومواضيع متعددة، من بينها رفض دول من أوروبا الوسطى بناء مفاعل نووي بهنغاريا بدعم من المفوضية الأوروبية، والعملية العسكرية التركية شمال سوريا، وتفكير روسيا في فرض حظر مؤقت على بعض وسائل الإعلام الأجنبية العاملة في البلاد لانخراطها في نشر دعوات مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، وبرنامج الإنقاذ المالي باليونان، ومبادرات مكافحة معاداة السامية بالنمسا، إضافة إلى مواضيع آخرى. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "رزيشبوسبوليتا " أن "احتجاج دول من أوروبا الوسطى على بناء مفاعل نووي بهنغاريا بدعم مالي مباشر من المفوضية الأوروبية وبشراكة مع روسيا له ما يبرره ،إذ أنه في الوقت الذي تسعى كل دول العالم الى حماية كوكب الأرض من كل المخاطر والحيلولة دون تلوث الهواء أكثر ،تصر مؤسسات الاتحاد الأوروبي على تكريس سلوك يرفضه الرأي العام الدولي". وأضافت أنه "لا يوجد أي مبرر اقتصادي حتى ترخص المفوضية الأوروبية لهنغاريا للمضي قدما في انجاز مشروع بناء مفاعل نووي ،قد لا ينفع كثيرا هنغاريا ،إلا أنه قد يجلب مضرة كبيرة لكل دول أوروبا ،خاصة منها دول أوروبا الوسطى". وأعربت صحيفة "فبروست" عن تخوفها من أن يكون الترخيص لهنغاريا لبناء مفاعلها النووي "بداية انجاز مشاريع مماثلة ،بعد أن ترى دول أخرى أن لها الحق كذلك في بلورة مشاريع طاقية مماثلة تبقى خطورتها قائمة على الدوام ،كما وقع مع حادث محطة "تشيرنوبيل " النووية الأوكرانية في ثمانينات القررن الماضي ،والذي لازالت تداعياته حاضرة الى اليوم". وشددت الصحيفة على أن توسعة مصنع (باكسو) بتعاون مع شركة (روس أتوم) المملوكة للدولة الروسية ،والذي يتأسس على اتفاق ثنائي يعود الى سنة 2014 ، "يجر عمليا أوروبا الى ممارسات تعود الى عشرات سنين مضت ،بعد أن قامت أوروبا بجهود كبيرة للبحث عن حلول طاقية ذات نجاعة بيئية كبيرة وبلورتها على أرض الواقع" . واعتبرت صحيفة "غازيتا بولوسكا" أن "المفوضية الأوروبية أشارت دائما بأصبع الانتقاد الى بولونيا بكونها تسيئ الى البيئة باستعمال موارد طاقية مثل الفحم الحجري ،في وقت يبقى خطر المفاعلات النووية أخطر بكثير ،مع العلم أن هنغاريا لها إمكانية استغلال مصادر أخرى وموارد طبيعية صديقة للبيئة ،وقد لا تحتاج الى مثل هذه المشاريع ". وأبرزت أن هنغاريا "دولة صغيرة الحجم وإمكاناتها من موارد الطاقات البديلة كبيرة جدا ،وحسب مؤهلاتها الطبيعية والاقتصادية يجب أن تكون مثالا حيا في حماية الطبيعة ،وهو ما سيعود بالنفع عليها وعلى كل دول أوروبا الوسطى ويجعلها نموذجا في تدبير الشأن البيئي" . وفي اليونان، كتبت (إيثنوس) أنه رغم الايجابية التي طبعت اجتماع مجموعة الاورو ،يوم الإثنين ، حيث قررت صرف شطر القروض الأخيرة لليونان ،إلا أنها لن تتوقف عن التدخل حيث ستواصل فرض تدابير الاصلاحات وشروطها. وأضافت الصحيفة أن مجموعة الأورو ستشترط فتح ملف الديون اليونانية المرتفعة واجراءات التخفيض منها بمواصلة فرض شروطها في مجال التقويم الهيكلي للاقتصاد اليوناني ،ولعل الملف الذي ستفتحه قريبا هو يهم إصلاح الإدارة. وأضافت أنه يتوقع حدوث تغييرات جوهرية تهم بالخصوص مسألة التعيينات في المناصب العليا بالإدارة وشروط الانتقال وتقويم أداء الموظفين والتنسيق بين مصالح الإدارة . ونقلت الصحيفة عن كلاوس ريغلينغ رئيس الآلية الأوربية للاستقرار المالي (صندوق النقد الأوربي) قوله إن أوربا لن تسمح لليونان بالتراجع عن الإصلاحات ،التي نفذتها خلال السنوات الأخيرة والمضمنة في برامج الانقاذ ،كما أنها ستظل تحت المراقبة المستمرة لمجموعة الأورو وبشكل مشدد ،لأن المبالغ التي منحت لها مرتفعة جدا بالمقارنة مع البلدان الاوربية ،التي مرت بأزمات وحصلت على قروض أوروبية. صحيفة (كاثيمنيري) ذكرت أن ملف الديون اليونانية ،التي تفوق 320 مليار أورو أو 180 في المائة من الناتج الداخلي الخام ،سيفتح بعد الانتهاء من برنامج الانقاذ المالي الحالي ،وسيكون مرفوقا بمذكرة تدابير جديدة على اليونان تنفيذها. وأضافت الصحيفة ان تسيبراس سيتباحث خلال تواجده بمنتدى دافوس الموضوع مع كل من كريستين لاغارد رئيسة صندوق النقد الدولي وبيير موسكوفيسي المفرض الأوربي المكلف بالاقتصاد. وفي روسيا، أفادت صحيفة (إزفيستيا) أن روسيا قد تصدر قرارا بالحظر المؤقت لبعض وسائل الإعلام الأجنبية العاملة في البلاد، لاسيما الأمريكية، لانخراطها في نشر دعوات لمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 18 مارس المقبل. وأضافت الصحيفة ،نقلا عن أندريه كليموف، رئيس لجنة حماية سيادة الدولة في مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا للبرلمان)، أن وسائل الاعلام الأمريكية العاملة بموسكو تدعو إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية بروسيا، وهو ما "يشكل انتهاكا للدستور الروسي وتجاوزا لا يمكن قبوله "، مؤكدا أن موسكو "ستتخذ التدابير اللازمة في حق من يسيء لروسيا". واعتبرت الصحيفة أن بعض وسائل الاعلام الأجنبية استمرت فى نشر "دعايات مغرضة" ،تروم تقويض النظام السياسى للبلاد، مشيرة إلى أن الدستور الروسي ينص على "إمكانية منع وتقييد ونشر المعلومات التي تسيء للبلاد". ونقلت الصحيفة عن مصادر برلمانية روسية رفيعة المستوى أن "الحظر المرتقب قد يشمل عددا من وسائل الإعلام من بينها، على الخصوص، (راديو أوروبا الحرة) و(راديو الحرية) و(صوت أمريكا). من جهتها، كتبت صحيفة (أرغومنتي إي فاكتي) أن الحكومة الروسية صادقت على قرار يلزم شركات النقل الإستونية على دفع رسوم مقابل السفر عبر الطرق الروسية خلال اليوم الأول من دخولها الأراضي الروسية. وأضافت الصحيفة أن هذا القرار شمل في وقت سابق دولا أخرى مثل النمسا وبلجيكا وبلغاريا والمجر وألمانيا وبولونيا وسلوفاكيا ورومانيا ومجمورية التشيك وتركمانستان وليتوانيا، مضيفة أن الرسوم اليومية التي يتعين على الشركات المعنية أداؤها تتراوح ما بين 350 و 850 روبل. (ما بين 6 و 15 دولار). وفي تركيا، أكدت صحيفة (دايلي صباح) أن عملية "غصن الزيتون"، التي أطلقت شمال سوريا ،ستتواصل بحزم إلى حين القضاء على آخر عنصر من منظمة وحدات حماية الشعب الإرهابية (الميليشيا الكردية السورية). وأضافت الصحيفة، نقلا عن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن القوات التركية ستعمل على تطهير المنطقة من التنظيمات الإرهابية ،وتمكين أزيد من 5ر3 ملايين من السوريين الذين غادروا بيوتهم واختاروا اللجوء في تركيا من العودة إلى ديارهم والعيش بأمان، مؤكدا أن قوات بلاده "ستواصل التقدم عبر منجب وعلى طول الحدود التركية لاستئصال الجماعات الإرهابية". من جهتها، قالت صحيفة (ستار) إن رئيس البلاد انتقد بشدة "المبادرات الرامية إلى تأليب الرأي العام ضد عملية (غصن الزيتون)، واعتبر أن من يدافعون عن المنظمات الإرهابية ويصفون تركيا ب "القوة المحتلة" بأنهم "مجردون من الإنسانية". ورأت الصحيفة أن أنقرة نجحت، عبر هذه العملية، "مرة أخرى في إحباط المخططات التي وضعتها القوات ،التي كانت لها أهداف غير واضحة بالمنطقة". من جهتها، نقلت صحيفة (الفجر الجديد) تصريحا لوزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أكد فيه أن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، اقترح خلال اللقاء الثنائي الذي جمعهما ، الثلاثاء، بالعاصمة الفرنسية باريس، إقامة خط أمني بعمق 30 كيلومترا في منطقة عفرين، شمال غربي سوريا، تلبية للمخاوف الأمنية لأنقرة. وفي النمسا، ذكرت صحيفة (كوريير) أن "جمعية الشباب النمساوي المسلم" أطلقت، أمس الأربعاء، مبادرة لمكافحة معاداة السامية بالبلاد، مضيفة أن الجمعية تعتزم تنظيم ورشات تحسيسية ورحلات دراسية لمعسكر الاعتقال السابق بمنطقة أوشفيتز، إضافة إلى تنظيم محاضرات وزيارات للمتاحف، ولقاءات مع الناجين. ونقلت الصحيفة عن رئيس الجمعية ، سانان يسار، قوله في لقاء صحفي بفيينا ، أن مبادرة الجمعية تستهدف ما لا يقل عن 30 ألف من المراهقين والشباب المسلمين المقيمين بالنمسا، مشيرا إلى أن أعمال معاداة السامية ،التي تورطت فيها الجالية المسلمة بالنمسا ،محدودة للغاية، حيث بلغت نسبتها سنة 2016 حوالي 9 في المائة فقط من مجموع الحالات المسجلة. وأبرزت تأكيد السيد يسار أن "الإسلام دين السلام والتسامح ولا يمت بأية صلة لمعاداة السامية"، مشيرا إلى أن الأئمة التابعين للهيئة الإسلامية الرسمية بالنمسا كانوا قد وقعوا في يونيو 2017 إعلانا ضد "التطرف والعنف ومعاداة السامية والإرهاب". من جانبها، اهتمت صحيفة (دير ستاندار) بالجدل الدائر حول الاتهامات الموجهة لأودو لاندباور، وكيل لائحة حزب الحرية اليميني المتطرف، للانتخابات البلدية بالنمسا العليا المقررة يوم الأحد المقبل، باستخدام كتاب للأغاني يمجد النازية ويتضمن عبارات معادية للسامية. وقالت الصحيفة إن المستشار النمساوي، المنتمي إلى الحزب المحافظ، سيباستان كورتز، اعتبر، في معرض تعليقه على هذا الموضوع، أن "هذه النصوص عنصرية ومعادية للسامية ومثيرة للاشمئزاز، ولا مكان لها في بلادنا"، مشددا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن ذلك. وأشارت الصحيفة إلى أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الليبرالي المعارضين دعيا، تفاعلا مع الجدال الدائر، إلى السحب الفوري لترشيح السيد لاندباور المنتمي لحزب الحرية اليميني المتطرف.