أشعل خبر اعتقال الطفلة عهد التميمي التي تحولت إلى رمز المقاومة الفلسطينية، مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سارع ناشطون إلى إطلاق حملات تضامنية ووسوم عديدة، من أجل المناداة إلى حرية عهد، واصفين إياها ب"جميلة فلسطين"، مذيّلين الحملات بتعاليق كثيرة، من بينها "عذرا يا صغيرتي، فليس في القوم عمر"، و"عهد لوحدها تتجسد بأمّة بأكلملها"، و"خليكي على العهد يا عهد"، و"تشتعل مواقع التواصل ولا تشتعل الضمائر الإنسانية وقلوب الحكام العرب". واعتقلت السلطات الإسرائيلية، فجر أمس، الطفلة عهد التميمي ذات 16 ربيعا، والحائزة على جائزة حنظلة للشجاعة، حيث جرى اعتقالها من بلدة النبي صالح غربي رام الله، وسط الضفة الغربيةالمحتلة، قبل أن تعود السلطات، صباح اليوم، وتعتقل والدتها ناريمان التميمي وابنة عمها نور ناجي التميمي. ودعا معلقون على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إلى ضرورة توسيع دائرة التضامن مع المعتقلين، وعدم الاقتصار على التنديد عبر الشبكة العنكبوتية، بل ينبغي النزول إلى الميدان، وتنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية كخطوة أولى، ثم القيام بكل الإجراءات المشروعة للدفاع عن عهد التميمي ومن معها من المعتقلين، فيما سارت أغلب التعليقات في اتجاه الدعاء الصالح لعهد التميمي، بأن تعود إلى أهلها ووطنها سالمة وآمنة. وقال حلمي التميمي، الناشط في لجان المقاومة الشعبية، لمراسل وكالة الأناضول، إن "قوة عسكرية إسرائيلية داهمت منزل عهد، واعتقلتها بعد تفتيش منزل عائلتها، ومصادرة الهواتف النقالة، قبل أن يتم نقلها إلى جهة غير معلومة"، فيما ربط آخرون اعتقالها بمشاركتها في المسيرات المناهضة للاستيطان وجدار الفصل العنصري، خاصة بعدما تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، لقطات لعهد وهي تطرد جنودا من الجيش الإسرائيلي من أمام منزلها. من جهته أفاد باسم التميمي، والد عهد، في اتصال هاتفي مع الوكالة ذاتها، بإن قوة إسرائيلية اعتقلت ابنة أخيه نور البالغة من العمر 21 عاما من منزلها بعد مداهمته وتفتيشه، دون أن يوضح سبب اعتقالها؛ لكن الخطوة تأتي بعد يوم واحد من اعتقال طفلته عهد، وزوجته ناريمان، أمس الثلاثاء، مضيفا أن "ناريمان والدة عهد ذهبت صباحا إلى مركز توقيف بنيامين، شرقي رام الله، للاطمئنان على ابنتها التي اعتقلها الجيش فجرا، ولم تعد إلى البيت منذ الصباح، قبل أن يبلغ إلى علمه، من قبل محامي العائلة، نبأ اعتقالها". وتجدر الإشارة إلى أن عهد التميمي تسلمت جائزة "حنظلة للشجاعة "عام 2012 من قبل بلدية "باشاك شهير" في إسطنبول لشجاعتها في تحدي الجيش الإسرائيلي، والتقت في حينه برجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي حينها ورئيس الجمهورية الحالي، وعقيلته؛ فيما تعرض والد ووالدة وأشقاء الطفلة، مرات عديدة، للاعتقال والإصابة من قبل الجيش الإسرائيلي. وكان أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيلي، قد عقّب، اليوم، على اعتقال الجيش للطفلة التميمي، بالقول "كل من في محيطها، ليس فقط الفتاة، ولكن أيضا ذويها لن يفلتوا مما يستحقونه".