رسائل سياسية حادة تلك التي وجهتها جماعة العدل والإحسان في افتتاح إحياء الذكرى الخامسة لرحيل مرشدها عبد السلام ياسين صباح اليوم السبت داخل مقرها بمدينة سلا، حيث أشار عمر أمكاسو، عضو مجلس الإرشاد، إلى وجود ما وصفه ب"الاستبداد المحلي الذي يستقوي بالاستكبار العالمي". وقال أمكاسو، في كلمة افتتاحية للموعد باسم الجماعة، إن هناك "قوى مضادة لازالت مصرة على بذل كل وسعها، وتسخير جميع مقدرات الأمة، من أجل إجهاض الحراك المبارك في مطلع 2011، وتحريف مساره نحو المزيد من المآسي التي تعتقد هذه القوى الغاشمة أنها ستكون عامل إحباط وكبح لإرادة التغيير والانعتاق". وتابع القيادي الإسلامي كلامه بالحديث عما قال إنها مستجدات استثنائيةَّ تعيشها الأمة "في ظل تطاول الاستبداد المحلي، المسنود من الاستكبار العالمي"، مضيفا أن مرشد الجماعة الراحل، عبد السلام ياسين، "كان متهمما غاية التهمم بالتغيير، ومتيقنا كامل اليقين من تحققه، وواعيا بالتحديات الداخلية والخارجية التي تحول دون ذلك". وشدد أمكاسو على موقف "العدل والإحسان"، في هذا السياق، بالقول إن ياسين "أكد في مكتوباته ومرئياته ضرورةَ العمل الجماعي من أجل إيجاد فرص تجاوز المحاولات اليائسة لإجهاض حلم التغيير، وتنسيق جهود كل المكونات الغيورة على الوطن والأمة، والعمل المشترك على تحقيق الحد الأدنى من التوافقات والتعاقدات التي تشكل الأرضية الصلبة للتغيير المنشود". وفي تصريح أدلى به لهسبريس، قال محمد حمداوي، مسؤول العلاقات الخارجية بالجماعة، إن المغرب "كباقي البلدان يحتاج إلى نظرة توافقية من أجل تدبير المرحلة وإخراج البلاد من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تعيشها"، مضيفا أن هذا المخرج "لا يمكن أن يتحقق إلا بتوافق قوى الوطن على أرضية مشتركة بعيدا عن الاستفراد". وأورد حمداوي أن ما أسماها القوى الوطنية "من شأنها التوافق على رسم المبادئ الأساسية للتغيير"، مشيرا إلى أن انفتاح الجماعة على مختلف الفرقاء "يأتي في سياق الإيمان بأن تغيير واقع البلاد لا يمكن حصوله بطريقة منفردة، بل بصورة جماعية لبلوغ مرحلة انتقالية في المدى المتوسط لأجل بناء ديمقراطي مفتوح". أما حسناء قطني، عضو الأمانة العامة بالدائرة السياسية للتنظيم الإسلامي، فأوردت لهسبريس أن تخليد ذكرى وفاة ياسين "فرصة للتأكيد على أن الوطن يحتاج جهود كل الفاعلين السياسيين والحقوقيين والمجتمعيين لأجل تحقيق حلم تحول سياسي حقيقي ننشده جميعا".