قبل أيام قليلة من حلول الذكرى الأولى لرحيل مؤسس جماعة العدل والإحسان، أقر الدكتور عمر أمكاسو، عضو مجلس إرشاد الجماعة، بأن "رحيل الإمام المرشد رحمه الله مَثل رزية كبرى ليس لجماعة العدل والإحسان وحدها، بل للمغرب والعالم الإسلامي عامة". وقال نائب رئيس الدائرة السياسية للجماعة، في تصريحات لهسبريس، إن "الله جمع في الشيخ عبد السلام ياسين مواصفات عديدة تفرقت في غيره من الرجال، فقد كان إماما مربيا ربانيا، كما كان مفكرا منظرا، وسياسيا محنكا، وعالما متضلعا". وتابع أمكاسو بأنه "من الطبيعي أن تكون الجماعة بعد ياسين، بقيادة أمينها العام الأستاذ الفاضل محمد عبادي، متأثرة بهذا الرحيل"، مشيرا إلى ما عُرف عن عبادي من "صحبة طويلة وصادقة للإمام المرشد، ومن قوة وأمانة وشجاعة ورجولة، وما راكمته الجماعة من عمل المؤسسات، فضلا عن توفرها على تصور واضح للعمل يحدد الثوابت الكبرى، وينفتح على التجديد المستمر". واسترسل القيادي ذاته أن كل هذه المعطيات "تؤهل الجماعة لمواصلة المسار، باعتبارها دعوة شاملة، وليس حزبا سياسيا، تسعى إلى تحقيق الخلاص الفردي، اجتهادا في الترقي على مدارج القرب من الله، كغاية فردية، وإلى الخلاص الجماعي سعيا، رفقة باقي الغيورين، وراء بناء مجتمع العمران الأخوي القائم على العدل والشورى والكرامة". وبالنسبة لعضو مجلس الإرشاد في الجماعة، فإن "الله تعالى يسر لدعوة العدل والإحسان منهاج عمل يحدد المفاصل والمعالم الكبرى لسيرها التربوي والدعوي والسياسي"، وهو ما تصطلح عليه الجماعة بالمنهاج النبوي؛ تربية وتنظيما وزحفا. وأردف المتحدث بأن "الله يسر بمنه وفضله لجماعة العدل والإحسان في حياة الإمام المرشد، رحمه الله، وتحت إشرافه، بناء مؤسسات تشرف على هذا السير، وتعمل وفق هذا التصور العام الذي أثله المرشد رحمه الله، وطورته الجماعة عبر مسيرة أزيد من ثلاثة عقود". ولفت أمكاسو إلى أن جماعة العدل والإحسان بعد رحيل الشيخ ياسين قبل سنة كاملة "سارت على نفس الدرب، مع ما تقتضيه سنة الله تعالى من تطور في الوسائل وآليات العمل والتدافع". وخلص إلى أنه من "الصعب الحديث عن حدوث تغير في المنهاج الدعوي والسياسي للجماعة بعد الإمام المرشد، اللهم ما حصل للجماعة من مزيد من الالتحام والانتشار والترسخ، وتطوير آليات العمل، وتضافر جهود كل مؤسسات الجماعة لحمل أمانة دعوة العدل والإحسان".