قال الدكتور عمر أمكاسو، نائب رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، إن ما بات يُعرف إعلاميا بالربيع العربي وما ترتب عنه من وصول بعض الحركات الإسلامية إلى سدة الحكم لا يعدو أن يكون بداية لما كان الأستاذ المرشد عبد السلام ياسين رحمه الله ينادي به من التحرر الكامل من الحكم المستبد الجاثم على شعوبنا، والتوبة النصوح التي تجُبُّ ما قبلها من تعسف وظلم وطغيان الحاكمين". واعتبر أمكاسو، في تصريحات خص بها هسبريس، بأن المتتبع لمسار الثورات العربية المنجزة لحد الآن في كل من تونس ومصر وليبيا، يخرج باستنتاج رئيسي كونها تعيش مخاضا عسيرا وصراعا مريرا بين إرادتين متناقضتين. واستطرد القيادي البارز في العدل والإحسان موضحا: "هناك إرادة الثوار الذين يرغبون في تحقيق ما كانت رسالة "الإسلام أو الطوفان" تنادي به وهي الرسالة التي بعثها المرشد عبد السلام ياسين رحمه الله إلى الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله سنة 1974 ، وهناك إرادة فلول الأنظمة السابقة ممن يحاولون الالتفاف على هذه الثورات وتمييعها والإبقاء على تسلطهم". وأفاد أمكاسو بأن الثورات العربية المُنجزة لحد الآن تبقى مجرد تمهيد طبيعي نرجو ألا يطول أمده نحو الانعتاق الشامل الذي ندب الأستاذ المرشد رحمه الله حياته من أجل تحقيقه، سواء في رسالته المدوية "الإسلام أو الطوفان" أو في باقي مكتوباته، أو من خلال جهاده الميداني العملي الذي جسده تدافع جماعة العدل والإحسان ضد الاستبداد والفساد". ولفت نائب رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان إلى أن "المواجهات العنيفة التي صاحبت هذه الثورات وتصحب مثيلتها الآن بسوريا، وما سجلته من عنف وبطش الحكام ضد شعوبهم الثائرة، تجسد الطوفان الجارف الذي نذر به الأستاذ المرشد رحمه الله ما لم يَرْعَوِ هؤلاء الحكام المستبدين عن غيهم وظلمهم" يختم أمكاسو تصريحاته لجريدة هسبريس الإلكترونية. وكان الشيخ الراحل عبد السلام ياسين قد وجه رسالة "الإسلام أو الطوفان" إلى الملك الحسن الثاني قيد حياته خيّره فيها بين تطبيق الشريعة والاقتداء بحكم الخليفة عمر بن عبد العزيز، أو سيجتاح الطوفانُ حكمه. وقضى ياسين رحمه الله بسبب هذه الرسالة سنوات من السجن دون محاكمة، وأودع مستشفى الأمراض العقلية، ثم فُرضت عليه الإقامة الجبرية في بيته سنة 1989؛ وفي يناير 2000 كتب رسالة مفتوحة "مذكرة إلى من يهمه الأمر" إلى الملك محمد السادس يحثه فيها على "رد المظالم والحقوق التي انتهكت في فترة والده".