تولى الشيخ محمد عبادي مؤقتا قيادة جماعة العدل والإحسان بعد وفاة مرشدها وزعيمها الروحي الشيخ عبد السلام ياسين فجر اليوم، وذلك وفقا لقانون تنظيم الخلافة في منصب المرشد العام الذي يحدد مواصفات وشروط الخليفة "المؤقت" لمرشد الجماعة بعد حدث وفاته. ويقول أحد البنود التنظيمية للجماعة إنه "بعد وفاة المرشد يحل محله مباشرة أكبر مجلس الإرشاد سنا لفترة شهرين، يجتمع فيها مجلس شورى الجماعة ليختار المرشد العام الجديد من بين أعضاء مجلس الإرشاد الخمسة عشر". وتطبيقا لهذا القانون الداخلي التنظيمي لجماعة الراحل عبد السلام ياسين فإن محمد عبادي، 63 عاما من أبناء الحسيمة ويعمل ويقطن في وجدة، هو المرشح تلقائيا لمنصب المرشد العام بعد رحيل ياسين إثر نزلة برد شديدة تضاعفت آثارها على صحة الشيخ العليل منذ أيام قليلة، فتدهورت صحته إلى أن فاضت روحه فجر الخميس. ويستمر عبادي في قيادة الجماعة مدة شهرين كاملين إلى حين اجتماع مجلس شورى الجماعة من أجل اختيار المرشد العام الجديد من ضمن أعضاء مجلس الإرشاد للجماعة التي شكلت وما تزال رقما صعبا ضمن معادلة الحياة السياسية بالبلاد منذ رسالة "الإسلام والطوفان" الشهيرة التي وجهها الراحل ياسين إلى الملك الحسن الثاني الذي لم يجد مخرجا سوى إيداعه مستشفى الأمراض العقلية فترة من الزمن قبل أن يتم وضعه قيد الإقامة الجبرية عدة سنوات في مدينة سلا. وكانت هسبريس قد نشرت مقالا للأستاذ عبد الله الشباني القيادي البارز في العدل والإحسان وصهر مرشدها الشيخ ياسين، وهو المقال الذي "استشرف" فيه الشباني رحيل ياسين عندما فصل في مسألة خلافة الرجل ووراثة سره كما جاء في مقاله، والذي اعتبره محللون حينها الاثنين المنصرم بكونه عبارة عن "تحضير نفسي وتنظيمي" لوفاة زعيم الجماعة ونعي مسبق له.