تضاربت الأنباء مساء أول أمس السبت وصباح أمس الأحد حول الوضع الصحي لعبد السلام ياسين، زعيم جماعة العدل والإحسان، وضربت الجماعة تكتما شديدا على هذا الخبر خصوصا أن البعض تحدث عن وفاته أو وجوده في حالة احتضار، والمؤكد في كل ذلك أن الوضع الصحي لعبد السلام ياسين في حالة حرجة ومعقدة منذ مساء أول أمس السبت. وفتحت الأخبار عن صحة عبد السلام ياسين وانقطاعه عن الكلام شهية التيارات التي تتوزع جماعة العدل والإحسان للحديث عن خليفة لمؤسس الجماعة، والذي طبعها لكارزماته الشخصية، حيث تعيش الجماعة على كتاباته وأفكاره، وتنعدم أمام الشيخ أية إمكانية لطرح أفكار جديدة. وحاولت الجماعة تسويق صورة عبد السلام ياسين بالخارج، حيث عقدت مؤتمرا بتركيا تحت عنوان "مركزية القرآن الكريم في فكر المنهاج النبوي"، واعتبر بعض أعضاء الجماعة ممن يناوئون مجلس الإرشاد أن هذا المؤتمر محاولة لتهريب فكر عبد السلام ياسين ومنحه طابع النظرية وفصله عن الجماعة قصد فصل ياسين نفسه عن الجماعة. وبينما أعد فتح الله أرسلان، عضو مجلس الإرشاد والناطق الرسمي باسم الجماعة، العدة لتأمين خلافة عبد السلام ياسين يصر أشبال العدل والإحسان على أن هذا الأخير هو بمثابة الابن العاق لمؤسس الجماعة، ويرى مراقبون من خارج الجماعة سلفيا وسط الجماعة الصوفية والذي يمكن أن ينحرف بالجماعة حالة وفاة عبد السلام ياسين نحو التيار السلفي، إذ أن أرسلان قدم إلى ياسين من إحدى الجماعات السلفية. وكانت حركة أشبال العدل والإحسان قد وصفت مجلس الإرشاد والشورى بمؤسستي الانحراف عن طريق الدعوة الذي رسمته الجماعة لنفسها. وتعيش جماعة العدل والإحسان أزمة تنظيمية غير مسبوقة، تفاقمت بنزيف استقالات أطرها في القطاع النسائي وكذا رغبة تيار أشبال جماعة العدل والإحسان لنصرة الصّحبة بالمضي إلى أبعد حد في إطار قبضة من حديد مع قيادة الجماعة. وتبين أن الصراع الموجود بين القطاع النسائي للجماعة وأعضاء مجلس الإرشاد تغذيه وجوه حقيقية وليس افتراضية، وهي التي تسعى قيادة الجماعة لحملها على التراجع، غير أن أشبال العدل والإحسان قطعوا كل خيط للتراجع عن خطواتهم في مواجهة قيادة الجماعة، ومن أجل الحسم مع أي محاولة لدفعهم للتراجع أصدروا بيانا يوم 27 من الشهر الماضي للتعبير عن إصرارهم من أجل الشروع في مرحلة جديدة بقبضة من حديد تجاه قياديي جماعة العدل والإحسان، سواء في مجلس الإرشاد أو مجلس الشورى أو الأمانة العامة للدائرة السياسية، وذلك من خلال التواصل المباشر مع الأتباع وتنظيم وقفات احتجاجية أمام مقر جماعة العدل والإحسان بالدار البيضاء. وكانت ندية ياسين، كريمة عبد السلام ياسين ومؤسسة القطاع النسائي بجماعة العدل والإحسان قد قدمت استقالتها رفقة ما يسمى "الأخوات الزائرات"، احتجاجا على ما أسموه التدخل السافر لمجلس الإرشاد في شؤون القطاع النسائي، ونظرا للخلافات العميقة بين الطرفين.