أعلن مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان أمس الخميس وفاة المرشد العام للجماعة الأستاذ عبد السلام ياسين عن سن يناهز 87 سنة صبيحة نفس اليوم ، و قال بلاغ للجماعة أن جثمان الفقيد سيشيع يومه الجمعة بعد صلاة الجمعة من مسجد السنة بالرباط الى مثواه الأخير . و قد ازداد الراحل عبد السلام ياسين في سبتمبر 1928و تلقى دروسه التعليمية الأولى في مدرسة بمراكش أسسها محمد المختار السوسي، كما درس بمعهد ابن يوسف , وفي 1947 التحق بمدرسة تكوين المعلمين بالرباط. وفي أكتوبر 1961 حصل ببيروت على دبلوم التخطيط التربوي . سنة 1965 التحق الراحل ياسين بالزاوية البوتشيشية ، وفيها تتلمذ على يد شيخها العباس. اشتغل في سلك التعليم وترقى به مناصب مهمة كمدرس وأستاذ ومفتش ومدير الى غاية مارس 1967 حيث مرض فانقطع عن العمل. ويعتبر الراحل ياسين شيخ أكبر الجماعات الإسلامية المغربية جماعة العدل والإحسان. و داعية إسلامياو له العديد من المؤلفات في السياسة والدين. في سنة 1974 بعث برسالة إلى جلالة الملك الراحل الحسن الثاني، وهي عبارة عن رسالة في أكثر من مائة صفحة سماها »الإسلام أو الطوفان« وقضى على إثرها ثلاث سنوات وستة أشهر سجنا دون محاكمة ثم أرسل إلى مستشفى الأمراض العقلية. في 1978 منع من إلقاء الدروس بالمسجد. و بين سنة 1978 و 1979 قام بجولة مشاورات مع عدد من العلماء وزعماء الجماعات الإسلامية من أجل توحيد تحركاتها في إطار تنظيمي موحد، لكن دون جدوى، مما حذا به إلى خوض تجربة تنظيمية جديدة. في فبراير 1979 حيث أصدر العدد الأول من مجلة "الجماعة" التي كانت تعبيرا عن خط "أسرة الجماعة".. في سبتمبر 1987 أعلن ياسين عن تأسيس جمعية "الجماعة الخيرية" و التي حملت فيما بعد تسمية "جماعة العدل والإحسان" و عين مرشدها العام و في في 30 ديسمبر 1989 فرضت عليه الاقامة الجبرية في بيته بسلا الى حدود 3 غشت 1990 حيث خرج المرشد لصلاة الجمعة بمسجد وألقى كلمة في جموع المصلين من عموم الناس وأعضاء الجماعة معلنا فتح جبهة جديدة مع السلطات التي حظرت جماعته . رفعت الإقامة الإجبارية عن الأستاذ ياسين أواسط شهر ماي 2000، وكان أول ظهور إعلامي له في غشت من نفس السنة حيث عقد ندوة صحافية بحضور وسائل الإعلام الوطنية والدولية. دأب من حينها على عقد و تأطير مجالس الجماعة الأسبوعية و تنظير الفكر السياسي و الدعوي لجماعة العدل و الاحسان من خلال ما لا يقل عن 30 من الرسائل و المؤلفات السياسية و التربوية . ومنذ أربع سنوات تردد الحديث عن الوضعية الصحية للمرشد العام للجماعة و تناسلت التقارير عن تدهورها وسط مسلسل من الشائعات التي روجت في أكثر من مناسبة خبر وفاته فاتحة بذلك باب التخمينات حول من ستأول اليه مهمة قيادة الجماعة التي تمكن عبد السلام ياسين طيلة مساره و حياته من أن يبوئها مركزا رياديا في العمل الدعوي و التعبوي في العديد من المحطات .