توفي فجر يومه الخميس، الشيخ عبد السلام ياسين، المرشد الروحي لجماعة العدل والإحسان، عن سن يناهز ال 87. وسيوارى الراحل الثرى يوم الجمعة، حسب ما أعلنت الجماعة على موقعها الإلكتروني. وحسب ما جاء في البلاغ الذي نشرته البوابة الإلكترونية لجماعة العدل والإحسان، فإنه "بقلوب يعصرها الحزن والأسى ويملأها السكون إلى قضاء الله والرضا بقدره تنعي جماعة العدل والإحسان إلى كافة الأعضاء والمتعاطفين وإلى الشعب المغربي وإلى أمة رسول الله صلى الله وسلم رجلا من رجالها العظام وعالما من علمائها الأفذاذ، فقد توفى الله إلى رحمته ومغفرته -إن شاء الله- الأستاذ الجليل المرشد عبد السلام ياسين صبيحة اليوم الخميس 28 محرم الحرام 1434 الموافق ل13 دجنبر 2012 عن سن يناهز 87 سنة.". وقد ولد الشيخ عبد السلام ياسين سنة 1928، تلقى دروسه التعليمية الأولى مراكش. كما درس بمعهد ابن يوسف وهو في الخامسة عشرة من عمره، وفي 1947 التحق بمدرسة تكوين المعلمين بالرباط. وحصل سنة 1956 ببيروت على دبلوم التخطيط التربوي بامتياز ضمن أول فوج من المغاربة، التحق سنة 1965 بالزاوية البودشيشية وفيها تتلمذ على يد شيخها العباس. وعمل الراحل خلال مراحل من حياته موظفا بوزارة التربية الوطنية، ثم استاذا فمفتشا قبل أن يتفرغ للمجال الدعوي. وفي شتنبر 1987 تم الإعلان عن تأسيس جمعية "الجماعة الخيرية" تحمل اسم "جماعة العدل والإحسان" مرشدها عبد السلام ياسين، وهي الجماعة التي ظلت الشسلطات المغربية مصرة على اعتبارها بأنها غير قانونية. وفي 30 دجنبر 1989، فرضت السلطات المغربية قرار الإقامة الجبرية على منزل الشيخ، مُنع من الخروج كما مُنع أقرباؤه من زيارته. ليخرج بعدها المرشد لصلاة الجمعة بمسجد بنسعيد، يوم 3 غشت 1990 حيث ألقى كلمة في جموع المصلين من عموم الناس وأعضاء الجماعة معلنا فتح جبهة جديدة "لا قِبَل للعدو بمواجهتها"، وهي القنوت والدعاء على الظالمين.. وفي 28 يناير من سنة 2000 كتب عبد السلام ياسين "مذكرة إلى من يهمه الأمر"، وهي رسالة مفتوحة بعث بها إلى الملك الجديد للمغرب محمد السادس، يحثه فيها على "تقوى الله عز وجل في الشعب ومصالحه"، و"رد المظالم والحقوق التي انتهكت في فترة حكم والده". ويجدد له "النصيحة" التي سبق أن وجهها لوالده الحسن الثاني في رسالة "الإسلام أو الطوفان"، وهي الاقتداء بالنموذج "العادل الخالد" للخليفة عمر بن عبد العزيز أو ما يسمى في أدبيات الجماعة بالخلافة الراشدة التي تلي الحكم العاض والجبري. له العديد من المؤلفات في السياسة والدين نذكر منها الإسلام بين الدعوة والدولة، والمنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا، ومقدمات في المنهاج، ومحنة العقل المسلم بين سيادة الوحي وسيطرة الهوى، والشورى والديمقراطية، والخلافة والملك، ورجال القومة والإصلاح، ونظرات في الفقه والتاريخ وغيرها.