يوم الأربعاء الماضي 6 دجنبر خرجت من محاضرة دبلوماسية عربية (يوم فلسطين)، ومن مشاهدة صور للنكبة الفلسطينية يندى لها الجبين.. تشتت أفكاري وجمعتها في فكرة واحدة لبقة وواقعية، وهو أن فلسطين المقسمة إلى طرفين وجب أن تخضع لمملكة عربية موحدة ذات أصل شريف نبوي، كما خضع سابقا العراق المتنوع الأديان والأجناس، والأردن المختلط، وما وراء النهر، لشرفاء من أبناء الشريف الحسين الهاشم، حارس الحرمين سابقا؛ وهم حفدة النبي صلى الله عليه وسلم، فاستتب حينا الاستقرار السياسي بهما، كما كان عليه الحال في مصر وليبيا وتونس. لكن استبداديين ملغومين من طرف روسيا قضوا على الممالك العربية بما فيها أفغانستان، وأصبحت بلدانها تعيش في اللاستقرار والتخلف. فلم تعش من بين هذه الممالك إلا المملكة الهاشمية الأردنية، وذلك بفضل إسرائيل الديمقراطية التي تحرس حدودها من الشياطين الاستبداديين. فلتعلموا، أيها القراء، أن الإنجليزي الزعيم ونستون تشرشيل هو الذي نصب سنة 1920، على يد كاتبة الدولة ماركا، ابن شريف مكة الحسين الهاشم، الحارس الأمين على مكة، قبل عائلة آل السعود التي لا شرف لها بقرابة الرسول، وقتلت كل أنصار الشريف الحسين بمكة والمدينة. ولم ينج إلا الشريف هو وعائلته على يد نائبة انجلترا. وعلى صورة مملكة انجلترا الموحدة بدستور وبرلمان وحكومة تمثيلية ملكية وجيش وطني أسس تشرشل مملكتي العراقوالأردن سنة 1921، مؤطرة من الإنجليز. فلماذا لم يحل مشكل فلسطين مع إسرائيل؟ حيث اقتسما سنة 1947 على يد هيئة الأممالمتحدة ما بين مملكة إسرائيل القديمة والكنعانيين والفيليستينيين (les Philistins).. وليس بينهما الثقة الكاملة، لأن الفلسطينيين استنجدوا بالحكومات العربية المستبدة، وعلى رأسها الديكتاتور المصري عبد الناصر، والإسرائيليين استنجدوا بالخبراء العسكريين البريطانيين والأمريكيين؛ فقامت حروب مخربة هلكت ودمرت الآلاف من شعبيهما بدون فائدة؛ فاستقرت عدم الثقة بين قلوب سكان الضفتين إلى يومنا هذا. فما هو الحل الآن؟ الذي أقترحه عليكم أيها القراء هو أن تحدث مملكة عربية هاشمية فلسطينية، بطلب وإلحاح من حكام "رام الله"، بالإتيان بأمير أردني ينتمي إلى عائلة الملك الحسين الحالي؛ فيأتي به محمود عباس عن طريق الجو أو الأرض، ويقدمه لشبه البرلمان الفلسطيني في رام الله وغزة، ويجلسه على عرش ملكي، ليقبلوه ويصفقوا عليه، بصفته حفيد النبي يصلي بهم في مسجد القدس؛ لأن هذا الأمير أو الملك ستحترمه إسرائيل، وتستدعيه إلى "تل أبيب" ليلقي خطاب المصالحة أمام ممثلي الشعب الإسرائيلي، كما قام به سابقا المصري أنور السادات..سيصادقون عليه فورا، لأن يهود الشرق، وهم الأغلبية، يحبون الملوك العرب المسلمين، إذ إنهم احتموا تاريخيا بعروشهم من طرف النازية والفاشية وجبروت الكنيسة الكاتوليكية في ما سبق، منذ طردهم من أوروبا والأندلس ...حمتهم المماليك الإسلامية، وعلى رأسها، الملوك العثمانيون والملوك العلويون والسعديون بالمغرب. أعتقد أن محادثة السلام ما بين إسرائيل وفلسطين الموحدة باسم الملك الفلسطيني الجديد الذي أقترحه، ورئيس حكومة إسرائيل، كيفما كان لونه السياسي، ستتصف بالصدق والنزاهة، وستفتح الحدود بصفة نهائية كما هو عليه الحال ما بين الأردن الملكي وإسرائيل، فمن يريد أن يتعبد من جهة الفلسطينيين في مسجد القدس الجديد بإمامة الملك الجديد فله الحرية الكاملة، ومن يريد من اليهود المتدينين أن يتعبد في هيكل سليمان فله الحرية المطلقة؛ لأنهم يعتقدون أن الهيكل هو الوسيط بينهم وبين الله (Ellahi) الذي فرضه عليهم النبي موسى أو أحبارهم... وأعتقد اعتقادا باتا بأن الشعبين سيعيشان في وئام ما بين مملكة فلسطينية محترمة، ودولة إسرائيل لائكية دينية معترف بها من طرف العالم، باستثناء بعض الجيران المستبدين، وسيعملان على محاربة الإرهاب والتمييز العنصري؛ وهما في الأصل شعبان ساميان قحان...وسيعيشان في أمان، طاويين صفحة الحروب. فلتعلموا أن اليهود يكنون عبر التاريخ حبا جما للملكين حسين في الأردن ومحمد السادس بالمغرب، كما لاحظت ذلك في إسرائيل يوم زرتها سنة 2012.