في 20 يوليوز 1951 أطلق الفلسطيني مصطفى عشو النار على الملك عبد الله وهو يهم بالدخول إلى المسجد الأقصى في القدس، وعلى الفور رد قائد المنطقة العقيد صبحي السعدي ومساعده بإطلاق النار على مصطفى عشو فأردياه قتيلا. لم يكن العاهل الأردني الملك عبد الله الأول، الذي كان مواظبا على أداء الصلاة بالمسجد الأقصى، يدري أن توجهه لأداء صلاة الجمعة ذاك اليوم 2 سيكون آخر زياراته لأولى القبلتين، و أن خياطا فلسطيني يدعى مصطفى شكري كان قد عزم على قتله، و هو ما اكن حيث أطلق عليه ثلاث رصاصات استقرت في رأسه وصدره، فيما كان نصيب حفيده الأمير الحسين بن طلال رصاصة اصطدمت بميدالية كان جده الملك قد أصر على وضعها عليه، مما تسبب في إنقاذ حياته. يعتبر الملك عبد الله الأول بن حسين بن علي (1882 – 20 يوليو 1951)، مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية بعد الثورة العربية الكبرى التي قادها والده ضد الأتراك. قدم إلى الشام لمحاربة الفرنسين في سوريا الذين طردوا أخاه فيصل ولكنه أوقف من قبل البريطانيين في منطقة شرق الأردن، وعرض عليه وزير المستعمرات البريطاني آنذاك ونستون تشرشل قيام إمارة له شرق الأردن. فوصل إلى معان عام 1920 ومن ثم إلى عمّان عام 1921، وتمكن في الفترة الواقعة ما بين 28 و30 مارس 1921 من تأسيس إمارة شرق الأردن، وتشكّلت الحكومة المركزية الأولى في البلاد في 11 أبريل 1921 برئاسة رشيد طليع. و هكذا انطلق حلم الحصول على عرش بتأسيس وبناء إمارة الأردن، فأجريت انتخابات تشريعية عام 1927 بعد صدور القانون الأساسي وبدأت مرحلة التعليم ففتح المدارس التي كانت شبه معدومة في الحقبة العثمانية واهتم بالصحة والتجارة والزراعة إلى أن حصلت الأردن على الاستقلال عام 1946 فتم تحويل إمارته إلى مملكة. حاول الملك عبد الله حل النزاع الفلسطيني – اليهودي سلميًا، وحاول اقناع العرب بقبول قرار تقسيم فلسطين، إلا أن جامعة الدول العربية اجتمعت بعد هذا القرار وأخذت بعض القرارات كان أهمها: تكوين جيش عربي أطلق عليه جيش الإنقاذ بميزانية قدرها مليون جنيه لغرض الدفاع عن فلسطين، و هو ما اعترضت عليه المملكة المتحدة التي أرسلت رسالة تقول فيها «إن بريطانيا تعتبر تسليح الفلسطينيين وتدريبهم في قطنا عملا غير ودي». فعادت الجامعة العربية للاجتماع و التشاور من جديد واتخذت قرارًا بغلق المعسكر وتسريح المتطوعين وسحب أسلحة المعسكر والاكتفاء بتجهيز جيش صغير قوامه 7,700 جندي فقط وإمداده ببعض الأسلحة... و في عام 1950 اجتمعت وفود فلسطينية من الضفة الغربية في مؤتمر أريحا وطالبت بالوحدة مع الأردن فكان ذلك، وأجريت انتخابات نيابية كانت مناصفة بين أبناء الضفتين. لكن يبدو أن هذا الانغماس في القضية الفلسطينية لم يكن يلقى رضى كافة الإطراف ذات العلاقة بالقضية، و هو ما ترجمه قيام مصطفى عشو باغتيال الملك في طريقه إلى صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى...