من بلاد شنقيط (موريتانيا) مرورا بالمغرب، فالحجاز، قدم العلامة الشيخ «محمد الخضر بن سيدي عبد الله بن أحمد مايابي الجكني الشنقيطي» إلى شرقي الأردن بصحبة الأمير المؤسس عبد الله بن الحسين ليكون أول من يشغل منصب قاضي القضاة في الدولة الأردنية إلى جانب منصب الوزارة في أول حكومة في عهد الإمارة، التي تشكَلت في أواسط سنة 1921 برئاسة أحد رجالات الحركة الوطنية العربية في مطلع القرن العشرين المنصرم، وهو الرئيس «رشيد طليع» اللبناني الأصل فعندما غزا المستعمرون الفرنسيون بلادَ شنقيط، هب علماؤها للتصدي للمحتلين الفرنسيين، وكان لفتوى الشيخ محمد الخضر بن سيدي عبد الله بن أحمد مايابي الجكني الشنقيطي بوجوب الجهاد ضد الفرنسيين، أثر كبير في تدافع أهالي بلاد شنقيط للإلتحاق بركب المقاومة، وكان الشيخ محمد الخضر من قادةً الجهادً إلى جانبً حاكم شنقيط الأمير عثمان بن بكَار. وبعد احتلال الفرنسيين بلاد شنقيط، بدأوا في مطاردة المجاهدين، فدخل الشيخ محمد الخضر إلى المغرب ومكث فيها خمسَ سنوات، ثم رحل بعدها إلى الحجاز، واستقر في المدينة المنوَرة منذ سنة 1912، حيث اختير مفتيا للمذهب المالكي، وكان على علاقة وثيقة بشريف مكة «الشريف الحسين بن علي» وأبنائه. وعندما توجه الأميرُ «عبد الله بن الحسين بن علي» إلى شرقي الأردن عام 1921، رافقه الشيخ «محمد الخضر الشنقيطي»، وشارك في أوَل حكومةْ أردنيةْ بعد تأسيس إمارة شرقي الأردن، التي كان يطلق على حكومتها اسم (حكومة الشرق العربي)، وشغل الشيخ منصب قاضي القضاة ومنصب الوزارة في الحكومة التي كان يطلق عليها اسم مجلس المشاورين، ثمَّ شغل منصب قاضي القضاة في حكومةً الرئيسً «رشيد طليع» الثانية في نفس السنة، ثمَّ شغل منصب مستشار الأمور الشرعية (بمثابة وزارة الأوقاف) في حكومةً الرئيسً «مظهر رسلان» المشكلة في عام 1921 وفي عام 1936. وعاد الشيخ «محمد الخضر بن سيدي عبد الله» إلى المدينةالمنورة، ولم يلبث أن انتقلَ فيها إلى رحمة الله ودفن في البقيع. وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي نجل الشيخ محمد الخضر بن سيدي عبد الله بن أحمد مايابي الجكني الشنقيطي شغل أيضا منصبَ قاضي القضاة ومنصبَ الوزارة في عدة حكوماتْ في عهد المملكة. وفي سنواته الأخيرة اعتزل العمل السياسيَ بعد أن كان يشغلُ منصبَ سفير الأردن في السعودية. وكما فعل والده فقد اختار الشيخ «محمد الأمين الشنقيطي» الاستقرار في المدينةًالمنورة بعد تقاعده. وتوفي في 13 يناير سنة 1990 ودفن في البقيع حيث دفن والده.