اهتمت الصحف المغاربية الصادرة اليوم الثلاثاء، على الخصوص، بالكشف عن معطيات تتصل بغسيل أموال والفساد في تونس، والحركات الاحتجاجية التي تشهدها العديد من المناطق في الجزائر، والمسيرة الاحتجاجية التي تعتزم تنظيمها قوى سياسية منضوية ضمن ما يعرف بالمعارضة المتشددة (غير المحاورة) في موريتانيا. ففي تونس تطرقت صحيفة "لوتون" إلى الكشف عن معطيات تتصل بما سمي ب"المغسلة الروسية"، وهي تفيد بأن أموالا تدفقت على تونس من روسيا بطرق غير شرعية، بين سنتي 2010 و2014، وذلك عن طريق حسابات بنكية لغير مقيمين وفواتير غير مطابقة لفائدة شركات ضالعة في غسيل الأموال. وأضافت الصحيفة استنادا إلى نتائج تحقيق استقصائي أن شركات وبنوك تونسية انخرطت في "المغسلة الروسية" خلال الفترة المذكورة، حينما غادرت روسيا مبالغ بقيمة 20 مليار دولار بطرق "غير مشروعة" إلى وجهات مختلفة في أوروبا وأمريكا عبر 732 مصرفا و5140 شركة من بينها شركات "أوف شور"، في 96 بلدا، من بينها تونس. وأشارت إلى أن المعطيات التي تم الكشف عنها تظهر ضلوع أربعة مصارف في تونس في تحويلات مشبوهة خلال تلك الفترة، مضيفة أن الفترة ما بين عامي 2013 و 2014، شهدت تمرير أربع حوالات بقيمة مليون دولار عبر بنك تجاري تونسي. وسجلت أن تلك المعطيات تكشف أيضا عن تقصير في التثبت من مصادر الأموال ومصداقية بيانات الصفقات التي تتم بمقتضاها التحويلات على مستوى الجمارك أو على مستوى المصارف. وتحدثت صحيفة "لوكوتيديان" من جهتها عن موضوع تصنيف تونس ضمن اللائحة السوداء للملاذات الضريبية والتهرب الضريبي، مشيرة إلى المعطيات التي كشف عنها المرصد التونسي للاقتصاد وخاصة ما يتعلق بالنسب المنخفضة للضريبة على الشركات، وكذا انخفاض النسب الجزافية. ومن جهتها تطرقت صحيفة "لابريس" في افتتاحيتها بعنوان "من أجل صورة تونس"، إلى محاولات تقويض الحرب التي تشنها الدولة على الفساد وإفشال عمليات التحقيق الجارية، مما يؤدي إلى عدم تقدم قضايا التحقيق بالوتيرة المطلوبة. وأضافت أن هناك من يخشى من ممارسة ضغوط على القضاة المكلفين بملفات في هذا المجال. وبخصوص موضوع تصنيف تونس ضمن الملاذات الضريبية قالت صحيفة "المغرب" إن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود جانكر عبر لرئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد عن استعداد الاتحاد التام لمراجعة تصنيف تونس ضمن هذه القائمة في أسرع الآجال. وأضافت أن جانكر أكد أن كلا من الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية يعاضدان جهود تونس من أجل المزيد من تحسين مناخ الاستثمار ودعم خطواتها لمواصلة إنجاز مسارها الديمقراطي والنجاح في تحقيق الانتقال الاقتصادي. ومن جهتها ذكرت صحيفة "الصباح" أن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي دعا خلال لقائه بالرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون في باريس إلى مواصلة الدعم الفرنسي لمختلف المشاريع التنموية والمطالب القطاعية التي تقدمها تونس للاتحاد الأوروبي، ولاسيما منها وضع إطار جديد للتعاون لما بعد سنة 2020 وتحويل جزء من الديون التونسية إلى مشاريع تنموية. وأضافت أن الرئيس التونسي أكد ثقته في دعم فرنسا لجهود تونس لمراجعة قائمة الدول غير المتعاونة مع الاتحاد الأوروبي في مجال الحكامة الضريبية، واستغرابه من إدراج تونس في هذه القائمة، معتبرا أن هذا القرار جائر ولا يعكس عمق العلاقات التونسية الأوروبية والإصلاحات المتواصلة التي تعتمدها البلاد. وأشارت إلى أن الرئيس الفرنسي وعد ببذل كل الجهود للمساعدة على مراجعة القائمة الأوروبية للدول غير المتعاونة في هذا المجال في القريب العاجل. ومن جهة أخرى أفادت "الصباح" أن سفير الاتحاد الأوروبي بتونس كان قد أعلن إثر لقائه برئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد أنه التقى جميع سفراء بلدان الاتحاد الأوروبي بتونس وذلك لتدارك التصنيف الذي شمل تونس مؤخرا. وقالت صحيفة "الصحافة اليوم" إنه على الرغم من النجاح المشهود الذي حققته الأجهزة الجمركية والأمنية لقطع طرق إمداد المهربين إلا أن هؤلاء يجدون أصنافا جديدة للالتفاف على هذه الحرب من خلال اللجوء إلى شبكة الانترنيت للإفلات من الرقابة. وقالت إن العديد من المهربين يعمدون إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لسلعهم المتنوعة مشيرة إلى أن هذه العمليات لا علاقة لها لا من بعيد أو قريب بالتجارة الإلكترونية التي تتم تحت مراقبة الدولة التي تسعى إلى دعم سوق المعاملات الإلكترونية والنهوض بالتجارة الإلكترونية. وأضافت أنه على الرغم من توفر الغطاء القانوني فإن عدة أطراف اقتصادية في تونس تبدي مخاوف من الاعتماد الكامل على التجارة الإلكترونية، ولم تتأثر بالتطمينات التي قدمها المختصون في مثل هذه العمليات التجارية. وفي الجزائر، واصلت الصحف اهتمامها بالحركات الاحتجاجية التي تشهدها العديد من المناطق، وخاصة بالقبائل، بعد رفض مقترح تعديل لفائدة اللغة الأمازيغية من قبل اللجنة القانونية بمجلس الشعبي الوطني (البرلمان). وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الوطن) أن الصدمة التي تسبب فيها هذا الرفض لم يبق منحصرا في الجزائر العاصمة، فسواء في بجاية وتيزي وزو أو لبويرة، عادت الشوارع لتشهد من جديد حمى المطلب المرتبط بالهوية. وكتبت على صدر صفحتها الأولى تحت عنوان "تعبئة على خلفية التوجس بالقبائل"، أن المنطقة تشهد مسيرات منذ الإعلان عن هذا الرفض، حيث خرج تلاميذ ثانويات في العديد من بلدات ولاية بجاية، مثل الأوقاس والقصور، للدفاع عن الأمازيغية، سائرين على خطى زملائهم في العديد من البلديات الأخرى بولايتي تيزي وزو وبجاية الذين خرجوا إلى الشوارع، الأسبوع الماضي، حاملين لافتات ورايات أمازيغية. وكشفت الصحيفة، نقلا عن إبراهيم تزاغارت، وهو مناضل سابق من الحركة الثقافية الأمازيغية، أن "نقاشا على أساس أخبار مغلوطة، والخلط والاستعمال السيء للمفاهيم، والتلاعب بالكلمات سيكون مصيره الفشل". وأخذ على الأحزاب السياسية، بلجوئها إلى الصمت، تركها المجال ل"المتلاعبين"، ودعاها إلى الدفاع عن إصدار "القانون ..." الذي ينبغي أن يأتي في ما بعد من أجل تفعيل تنصيص الدستور على اعتبار الأمازيغية لغة وطنية ورسمية سنة 2016. من جهتها، تساءلت صحيفة (ليكسبريسيون) عن من سيعيد للشارع هدوءه بعيدا عن الخلافات الحزبية؟ مشيرة إلى أن الحركة الاحتجاجية لتلاميذ الثانويات والطلبة مستمرة وتحظى بدعم المجتمع المدني، الذي دعت بعض منظماته إلى الانضمام للمسيرات. وأضافت، استنادا لتنسيقية طلبة بجاية، أن الرسالة واضحة، فالنظام "يصر على تهميش الهوية العريقة للأمازيغية برفضه القاطع للنهوض بها وتعميمها وتفعيلها قانونيا ومؤسساتيا كلغة وطنية ورسمية". فالذين يمسكون بزمام السلطة متهمون بمهاجمة "ركائز الأمة، ممثلة في هويتها". من جانبهما، ذكرت صحيفتا (كل شيء عن الجزائر) و(الفجر) أن آلاف المتظاهرين خرجوا أمس في مسيرات بلبويرة وبجاية وتيزي وزو، للاحتجاج على رفض الأحزاب الحاكمة لمقترح لتمويل تعميم تدريس اللغة الأمازيغية، في إطار مشروع قانون المالية لسنة 2018. وأوضحتا أن العديد من المناطق شهدت مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين، وبحسب المتظاهرين فإن العديد من الطلبة أصيبوا بجروح وتم إيقاف العديد من المحتجين. وفي تيزي وزو شارك أزيد من 20 ألف شخص في مسيرة للدفاع عن الأمازيغية، استجابة لنداء لجنة طلبة جامعة مولود معمري. وقالت الصحيفتان إن الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، الهاشمي عصاد، وفي رد فعله على هذه المسيرات الاحتجاجية، أشار إلى أن هناك في الأيام الأخيرة "مغالطات" حول اللغة الأمازيغية، والتي أدى مطلب النهوض بها إلى وقوع اصطدامات، وخاصة في منطقة القبائل. وقال عصاد على القناة الثالثة، في معرض رده على سؤال حول أولئك الذين يعتبرون أن هناك تراجعا في تدريس وتوسيع نشر اللغة الأمازيغية " إنه من المهم عدم المساس بالأمازيغية. هناك عمل يتم القيام به، وتحقق تقدم ملموس، وجرى الإعلان عن مشاريع (...) فالقول بأنه لم يتم القيام بأي شيء منذ الترسيم، هو مغالطة." أما صحيفة (الشروق) فلاحظت أنه على الرغم من تطمينات الهاشمي عصاد ووزير الشباب والرياضة ولد علي الهادي بخصوص النهوض بالأمازيغية، فإن الجدال ما يزال متواصلا في الجزائر برمتها، معتبرة أنه من الضروري الدعوة إلى الهدوء والتعقل "لأننا أمام حالة عدم الفهم". بدورها، كتبت صحيفة (لوماتان دالجيري) أن الاحتجاجات على رفض النواب تمكين الأمازيغية من كافة الأدوات للنهوض بها في العديد من مدن منطقة القبائل أبانت عن أن هذا المطلب ما يزال يعبئ عددا كبيرا من الأشخاص. وفي موريتانيا اهتمت الصحف، على الخصوص، بالمسيرة الاحتجاجية التي تعتزم تنظيمها قوى سياسية منضوية ضمن ما يعرف بالمعارضة المتشددة (غير المحاورة)، في نهاية الأسبوع الجاري. وذكرت، نقلا عن بيان لتلك القوى السياسية، أن هذه الأخيرة دعت سكان العاصمة نواكشوط إلى التظاهر يوم السبت القادم، للتعبير عن رفضها للأوضاع الاجتماعية السائدة بالبلاد. وفي المقابل، أشارت بعض الصحف إلى أن المسيرة ستنظم بمشاركة (المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة)، أحد مكونات مجموعة الثمانية المعارضة، فقط دون بقية مكونات المجموعة، التي تشكلت في إطار مناهضة المراجعة الدستورية الأخيرة في موريتانيا، مشيرة إلى أن المنتدى حدد موعد تنظيم المسيرة في عطلة الأسبوع الجاري، على أن تنطلق من 3 اتجاهات وتتجه صوب ساحة ابن عباس بنواكشوط. وذكرت بأنه سبق لهذه المكونات أن ناقشت خلال الأسابيع القليلة الماضية جدوى رفع العلم الموريتاني القديم في المسيرات الاحتجاجية، وبأن أطرافا اقترحت التعهد بعدم رفعه تفاديا للاحتكاك مع السلطات. من جهة أخرى، وفي الشأن الرياضي نقلت الصحف عن رئيس الاتحادية الموريتانية لكرة القدم، أحمد ولد يحي، قوله إن بلاده ستستضيف، في فبراير 2018، أول قمة رسمية يعقدها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفيا) بموريتانيا منذ تأسيسه، لتسليط الضوء على التطور الحاصل في مجال كرة القدم بهذا البلد، وتقديم التجربة الموريتانية لمجمل الاتحادات الدولية المشاركة في الاجتماع الأضخم للمنظومة الكروية خارج مقرها. وذكرت بأن (الفيفا) قررت نقل اجتماع مكتبها التنفيذي إلى موريتانيا في دورتها الأخيرة، وراسلت الاتحاد المحلي للعبة والحكومة الموريتانية بشأن القرار الذى يعتبر دعما غير مسبوق للكرة الموريتانية. وعلى صعيد متصل تطرقت الصحف الموريتانية إلى الزيارة التي تقوم بها بعثة من نادي (ريال مدريد) الإسباني، إلى موريتانيا، حيث التقت، بمعية السفير الاسباني بنواكشوط، وزير الشباب والرياضة محمد ولد جبريل. وأضافت أنه تم خلال الاستقبال بحث علاقات التعاون في مجال الرياضة وخاصة كرة القدم وسبل تطويرها وتعزيزها في موريتانيا.