واصلت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الثلاثاء، اهتمامها بالحركات الاحتجاجية التي تشهدها العديد من المناطق، وخاصة بالقبائل، بعد رفض مقترح تعديل لفائدة اللغة الأمازيغية من قبل اللجنة القانونية بالمجلس الشعبي الوطني (البرلمان). وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الوطن) أن الصدمة التي تسبب فيها هذا الرفض لم يبق منحصرا في الجزائر العاصمة، فسواء في بجاية وتيزي وزو أو لبويرة، عادت الشوارع لتشهد من جديد حمى المطلب المرتبط بالهوية. وكتبت على صدر صفحتها الأولى تحت عنوان "تعبئة على خلفية التوجس بالقبائل"، أن المنطقة تشهد مسيرات منذ الإعلان عن هذا الرفض، حيث خرج تلاميذ ثانويات في العديد من بلدات ولاية بجاية، مثل الأوقاس والقصور، للدفاع عن الأمازيغية، سائرين على خطى زملائهم في العديد من البلديات الأخرى بولايتي تيزي وزو وبجاية الذين خرجوا إلى الشوارع، الأسبوع الماضي، حاملين لافتات ورايات أمازيغية. وكشفت الصحيفة، نقلا عن إبراهيم تزاغارت، وهو مناضل سابق من الحركة الثقافية الأمازيغية، أن "نقاشا على أساس أخبار مغلوطة، والخلط والاستعمال السيء للمفاهيم، والتلاعب بالكلمات سيكون مصيره الفشل". وأخذ على الأحزاب السياسية، بلجوئها إلى الصمت، تركها المجال ل"المتلاعبين"، ودعاها إلى الدفاع عن إصدار القانون الذي ينبغي أن يأتي في ما بعد من أجل تفعيل تنصيص الدستور على اعتبار الأمازيغية لغة وطنية ورسمية سنة 2016. من جهتها، تساءلت صحيفة (ليكسبريسيون) عن من سيعيد للشارع هدوءه بعيدا عن الخلافات الحزبية؟ مشيرة إلى أن الحركة الاحتجاجية لتلاميذ الثانويات والطلبة مستمرة وتحظى بدعم المجتمع المدني، الذي دعت بعض منظماته إلى الانضمام للمسيرات. وأضافت، استنادا لتنسيقية طلبة بجاية، أن الرسالة واضحة، فالنظام "يصر على تهميش الهوية العريقة للأمازيغية برفضه القاطع للنهوض بها وتعميمها وتفعيلها قانونيا ومؤسساتيا كلغة وطنية ورسمية". فالذين يمسكون بزمام السلطة متهمون بمهاجمة "ركائز الأمة، ممثلة في هويتها". من جانبهما، ذكرت صحيفتا (كل شيء عن الجزائر) و(الفجر) أن آلاف المتظاهرين خرجوا أمس في مسيرات بلبويرة وبجاية وتيزي وزو، للاحتجاج على رفض الأحزاب الحاكمة لمقترح لتمويل تعميم تدريس اللغة الأمازيغية، في إطار مشروع قانون المالية لسنة 2018. وأوضحتا أن العديد من المناطق شهدت مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين، وبحسب المتظاهرين فإن العديد من الطلبة أصيبوا بجروح وتم إيقاف العديد من المحتجين. وفي تيزي وزو شارك أزيد من 20 ألف شخص في مسيرة للدفاع عن الأمازيغية، استجابة لنداء لجنة طلبة جامعة مولود معمري. وقالت الصحيفتان إن الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، الهاشمي عصاد، وفي رد فعله على هذه المسيرات الاحتجاجية، أشار إلى أن هناك في الأيام الأخيرة "مغالطات" حول اللغة الأمازيغية، والتي أدى مطلب النهوض بها إلى وقوع اصطدامات، وخاصة في منطقة القبائل. وقال عصاد على القناة الثالثة، في معرض رده على سؤال حول أولئك الذين يعتبرون أن هناك تراجعا في تدريس وتوسيع نشر اللغة الأمازيغية "إنه من المهم عدم المساس بالأمازيغية. هناك عمل يتم القيام به، وتحقق تقدم ملموس، وجرى الإعلان عن مشاريع (...) فالقول بأنه لم يتم القيام بأي شيء منذ الترسيم، هو مغالطة." أما صحيفة (الشروق) فلاحظت أنه على الرغم من تطمينات الهاشمي عصاد ووزير الشباب والرياضة ولد علي الهادي بخصوص النهوض بالأمازيغية، فإن الجدال ما يزال متواصلا في الجزائر برمتها، معتبرة أنه من الضروري الدعوة إلى الهدوء والتعقل "لأننا أمام حالة عدم الفهم". بدورها، كتبت صحيفة (لوماتان دالجيري) أن الاحتجاجات على رفض النواب تمكين الأمازيغية من كافة الأدوات للنهوض بها في العديد من مدن منطقة القبائل أبانت عن أن هذا المطلب ما يزال يعبئ عددا كبيرا من الأشخاص.