اهتمت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الاثنين، بالنداءات التي وجهتها العديد من الشخصيات السياسية من أجل النهوض بالأمازيغية والاستجابة للمطالب المشروعة للمتظاهرين، الذين يواصلون، لليوم العاشر، تنظيم مسيرات لإسماع صوتهم، على الرغم من تعرضهم للقمع من طرف السلطات. وأشارت صحيفة (الوطن)، في هذا الصدد، إلى أن رقعة التعبئة، من أجل تعميم تدريس الأمازيغية بالجزائر، تتسع، مسجلة أن الحركة الاحتجاجية التي امتدت إلى العديد من مناطق البلاد، بعد رفض المجلس الشعبي الوطني تعديلا يرمي إلى النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين، تبدو وكأنها ضربة تلقاها النظام الجزائري الذي يريد حصر القضية الأمازيغية في منطقة القبائل فقط. وأوردت الصحيفة تصريحا أصدره أساتذة شعبة اللغة والثقافة الأمازيغيتين يدعو إلى "تجسيد النصوص التنظيمية للأمازيغية"، معربين عن تنديدهم بقوة برفض البرلمان لمقترح تعديل مشروع قانون المالية لسنة 2018 تقدم به نواب أحد الأحزاب. وأضافت الوثيقة أن النواب رفضوا تعديل نص قانون حول النهوض باللغة الأمازيغية وطابعها الالزامي في المنظومة التربوية. واعتبروا أن هذا التصويت يناقض التنصيص على أن الأمازيغية لغة وطنية ورسمية، داعين أيضا إلى إرساء كافة المؤسسات التي ستساهم في النهوض الفعلي بهذه اللغة (أكاديمية، مراكز البحث، مؤسسات بيداغوجية...). من جهتها، كشفت صحيفة (لوماتان دالجيري) أن تعميم تدريس الأمازيغية واستعمالها في وسائل الإعلام، وخاصة في الإذاعة الوطنية يأتي في مقدمة مطالب المتظاهرين الذين يستنكرون أيضا قمع الشرطة لهم. وذكرت الصحيفة أنه في منطقة القبائل، حيث تنتشر المطالب المتعلقة بالأمازيغية على نطاق واسع، يتم تدريس الأمازيغية في جل مدارس تيزي وزو وبجاية وبلديات الشرق بالبويرة وفي بعض بلديات بومرداس المحاذية لولاية تيزي وزو. من جانبها، أوردت صحيفة (ليبيرتي) تصريحات محند أرزقي فراد وهو مناضل سياسي وباحث في التاريخ، الذي دعا إلى النهوض بالأمازيغية واعتمادها من قبل الشعب، وإلا ستغذي، بحسبه، موافق المدافعين عن خيار الانفصال. وقال إنه " من مصلحة الجزائر اعتماد اللغة الأمازيغية"، معتبرا أنها كانت ضحية الظلم، وأن لجنة المجلس الشعبي الوطني التي رفضت التعديل المقترح أبانت "عن جهل سياسي وتجاهل". وقال إنه "علينا أن نكون فخورين بجميع المكونات اللغوية والثقافية للبلاد"، مسجلا أنه لا أحد في الجزائر مناوئ للنهوض بالأمازيغية، على الرغم من وجود من هو حبيس رؤية ايديولوجية ضيقة وعرقية. بدورهما ذكرت صحيفتا (الشروق) و(الحياة) بأنه تم الشروع في تدريس الأمازيغية سنة 1995 بعد "إضراب المحفظة" التي استمرت لمدة سنة ومست أغلب مدارس منطقة القبائل. وأشارتا إلى أنه بعد سنة بيضاء لتلاميذ المنطقة، وافقت الدولة على تنظيم تدريس الأمازيغية وأنشأت المحافظة السامية للأمازيغية، التي تمثلت مهمتها الأولى في إطلاق وتأطير تدريس الأمازيغية. ولاحظتا أنه إذا كانت هذه اللغة لا تدرس سنة 1995 سوى في بعض المدارس الموزعة على الولايات ال16 ، وخاصة في منطقة القبائل والأوراس، فإنها حاضرة اليوم في المدارس الابتدائية والثانويات بالولايات ال37 ، بحسب وزارة التربية الوطنية والمحافظة السامية اللتان تتحدثان عن 600 ألف متعلم للأمازيغية سنة 2017. أما صحيفة (كل شيء عن الجزائر) فكشفت أن الأمازيغية تدرس على الخصوص في المناطق الناطقة بها بالأوراس، مثل أريس أو مروانة، حيث تصل نسبة تدريس هذه اللغة 100 في المائة من الأقسام، غير أنه في بريكة وعين التوت أو سقانة، حيث يتكلم السكان باللغة العربية، ما يزال تدريس الأمازيغية محدودا.