تناولت الصحف المغاربية الصادرة ، اليوم الخميس ، مستجدات المشهد السياسي التونسي في ظل الحديث عن مبادرة للعفو الوطني العام، والقضية الأمازيغية في الجزائر، فضلا عن الحوار السياسي المتعثر في موريتانيا. ففي تونس، وتحت عنوان " لاقت استحسانا واسعا..مبادرة العفو الوطني العام..هل تمر؟ " كتبت صحيفة "الشروق" انه لا يمكن التصويت لقانون العفو التشريعي بمجرد عرضه للمصادقة، لكن فرض الفكرة بالقوة البرلمانية وتحويلها الى قانون رغم أنوف المعارضين لا يكفي لنجاحها، والمفترض ان تكون محل اجماع حتى يتسنى التسريع بتطبيقها…ولكن هل يكفي الاجماع لانجاحها؟". من جهتها كتبت صحيفة "الصريح" في صفحتها الوطنية "عاد الحديث بقوة وكثافة عن المصالحة الوطنية التي دعا اليها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي وسانده في ذلك زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي" . ورأت الصحيفة ان المصالحة هي الطريق الوحيد المؤدي الى انهاء الاحتقان في البلاد والشروع الفعلي في الاصلاح، وخلاف ذلك فان كل الطرق مقطوعة…". في المقابل وتحت عنوان: "معيقات مسار العدالة الانتقالية" كتبت صحيفة "المغرب" ان هيئة الحقيقة والكرامة اعتبرت دعوة رئيس حركة النهضة الى العفو التشريعي العام ضربا لمبدا كشف الحقيقة والمصالحة الوطنية . في حين نقلت عن نائب رئيس حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي قوله في تصريح للصحيفة ان "هناك توافقا على استكمال مسار العدالة الانتقالية ولكن في الوقت نفسه توجد ملفات تستوجب معالجة سياسية في المجتمع للتسريع في عملية المصالحة…وهذه المعالجة السياسية لا تشوش على مسار هذه العدالة الانتقالية…". في سياق متصل، نقلت صحيفة "الضمير" عن وزير املاك الدولة والشؤون العقارية تأكيده خلال زيارة عمل قام بها الى مقر هيئة الحقيقة والكرامة، على ضرورة تقديم المساعدة لانجاح مسار العدالة الانتقالية لطي صفحة الماضي، معتبرا أن استكمال هذا المسار لن يكون الا عبر هيئة الحقيقة والكرامة..ولن ترجع الثقة بين الدولة المواطن الا باكمال هذا المسار". وفي الجزائر، واكبت الصحف صدى الاحتفالات بذكرى الربيع الأمازيغي لسنتي 1980 و2001، وسط أنباء عن محاولات استفزازية لمنع التظاهرات المخلدة للذكرى. وأوردت صحيفة (الخبر) أن مصالح الأمن طوقت ، أمس، المسيرات التي دعا إليها حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (معارض) بكل من تيزي وزو وبجاية والبويرة (مدن تقع بمنطقة القبايل)، كما حاصرت أنصار حركة من أجل الحكم الذاتي بالقبايل (الماك) الانفصالية، ومنعتهم من رفع رايتهم، مشيرة إلى أن المسيرات رفعت فيها شعارات مناوئة للسلطة وأخرى تطالب بالانفصال. صحيفة (الشروق) أفادت بأن المشاركين في هذه المسيرات طالبوا بالترسيم "الفعلي" للغة الأمازيغية، حاثين على توفير الإمكانيات المطلوبة لتجسيدها ميدانيا، عبر الإدارات والمنظومة التربوية، ومنادين بضرورة تدريسها ب(التيفيناغ) بدل الحرف العربي "الذي يعيد النضال إلى نقطة الانطلاقة"، كون العوائق التي أرفقها النظام مع قرار الترسيم في الدستور المعدل مؤخرا، تعد انطلاقة أخرى للنضال من أجل الثقافة الأمازيغية. ولاحظت صحيفة (المحور اليومي) أنه رغم كل الأجواء المشحونة سياسيا التي سبقت حلول الذكرى ال36 لأحداث أبريل 1980، إلا أن فعاليات إحياء المناسبة لم تخرج عن نطاقها السلمي، حيث تحولت تيزي وزو ، أمس ، إلى ساحة مواجهة "وفي إطاره الديمقراطي"، بين دعاة استكمال عملية بناء الهوية والوحدة الوطنية بترسيم الأمازيغية من جهة، وبين أنصار حركة الماك المطالبين بمشروع الاستقلال الذاتي لمنطقة القبائل. وأشارت إلى أن حشود المسيرات افترقت في حدود الساعة الواحدة ظهرا، "في صمت ولم تشهد أي انزلاقات في ظل تنظيم محكم من قبل مصالح الأمن التي اقتصر تواجد عناصرها على البعض منهم، والمكل فين بتنظيم حركة السير والمرور مع متابعة تطورات الوضع وتأمين المسيرات بواسطة مروحية". من جانبها ، تطرقت الصحف الموريتانية للحوار السياسي المرتقب والتنقيب عن الذهب بالطرق التقليدية. وفي هذا السياق، أعلنت صحيفة (الأمل الجديد) أن الحوار السياسي سينطلق في مطلع شهر غشت المقبل أي مباشرة بعد القمة العربية المقررة في نواكشوط أواخر يوليوز، مضيفة أن أطرافا فاعلة في المعارضة قد تشارك فيه، بينما ستقاطعه أخرى. وحسب الصحيفة، فإن الأغلبية تنتظر مشاركة أحزاب التحالف الشعبى التقدمي والوئام والتحالف الديمقراطى والكتلة المنسحبة من تكتل القوى الديمقراطية وبعض الفاعلين فى مبادرة الحركة الانعتاقية (إيرا) وحزب المستقبل المعارض، مع إدخال تحسينات على قانون الانتخابات بغية إقناع حزبي التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) و قوى التقدم المعارضين بالمشاركة في مخرجاته، وخصوصا الانتخابات التشريعية والبلدية. وأوضحت أن الحوار ستقوده لجنة مشتركة من أحزاب الأغلبية والمعارضة والحكومة. أما صحيفة (صوت العمال)، فتناولت موضوع التنقيب عن الذهب بالطرق التقليدية على خلفية قرار الحكومة منح تراخيص للأفراد فكتبت تحت عنوان "التنقيب التقليدي في موريتانيا: وجهة العاطلين عن العمل وحلمهم للثراء"، أن الشباب الموريتاني "الغارق في وحل البطالة" لم يفوت الفرصة حيث خطف بريق الحلم بالحصول على المعدن النفيس أبصار العشرات فحملوا أمتعتهم صوب منطقة إنشيري علهم يظفرون بشيء يحول حلمهم إلى حقيقة. وقالت الصحيفة إن قصة التنقيب التقليدي عن الذهب في موريتانيا أثارت العديد من ردود الفعل حيث اعتبره العديد من الموريتانيين حقا مشروعا، مضيفين أن شركات التنقيب العالمية "تنخر جسد اقتصاد البلاد وثرواتها" ما دفع البعض بالمطالبة بإعاة تأميمها كما حدث في سبعينيات القرن الماضي. ونقلت الصحيفة عن المدير العام للمعادن بوزارة البترول والطاقة والمعادن الموريتانية، أحمد ولد الطالب، قوله إن الحكومة الموريتانية بصدد وضع إطار تنظيمي بشأن إمكانية الترخيص للموريتانيين بالتنقيب عن الذهب بالطرق التقليدية. وأكد أن قطاع المعادن لا يمانع في استفادة الأفراد من فرص البحث والتنقيب عن الذهب، لكن بعد أن يتم وضع الإطار التنظيمي والقانوني للعملية التي ستكون مفتوحة في وجه الموريتانيين دون غيرهم. وتوقفت الصحف الموريتانية عند تعيين رئيس وأعضاء الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب ورئيس جديد للمجلس الوطني للتقنين، إلى جانب انعقاد ملتقى لتعزيز التعاون الحدودي بين موريتانيا ومالي. و.م.ع