خاض سكان بقيادة النقوب، الواقعة بالنفوذ الترابي لإقليم زاكورة، الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام المركز الصحي بمركز جماعة النقوب؛ وذلك تنديدا بما وصفوه ب"الوضع الصحي المتردي" الذي يسم اشتغال المؤسسة الصحية المذكورة، وضمنه "خصاص في الأدوية والتجهيزات الطبية والأطر التمريضية وغياب الطبيب"، مطالبين بضرورة تعيين طبيب قار بالمركز الصحي لإنهاء معاناة المرضى الذين يضطرون إلى التنقل لعشرات الكيلومترات إلى مركز تزارين من أجل العلاج. ومن الشعارات التي رفعت خلال هذه الوقفة الاحتجاجية التي شارك فيها العشرات من شباب المنطقة، والتي رافقتها مجموعة من عناصر القوات المساعدة والدرك الملكي: "هذا عيب هذا عار صحة المواطن في خطر"، "قتلتونا بالشعارات والواقع هو هو"، "غيثونا غيثونا وبركا من التهميش"، "علاش جينا وحتاجينا الصحة لي بغينا"، "يا مسؤول بلغ بلغ أنت المسؤول على القضية"، "قتلونا عدمونا وعلى مطلبنا ممفكينش"، مطالبين بالتفاتة وتدخل المسؤولين والمنتخبين المحليين والإقليميين وممثلي الإقليم بغرفتي البرلمان من أجل الارتقاء بخدمات المركز الصحي للنقوب إلى مستوى تطلعات الساكنة المحلية. واعتبر المحتجون أن الشكل الاحتجاجي المنظم بالنقوب هو فقط نقطة بداية لخوض أشكال نضالية أخرى أكثر تصعيدا في حالة عدم تدخل الجهات المسؤولة لتدارك المشكل، مشددين على أن من بين المطالب توفير الأدوية الكافية والتجهيزات الكفيلة بتقديم الخدمات الصحية للمرضى، وطبيب عام قار بالمركز الصحي، متهمين بعض المسؤولين المحليين ب"عدم قيامهم بدورهم الترافعي من أجل حل المشكل"، وملتمسين من عامل إقليم زاكورة والمندوب الإقليمي للصحة بزاكورة التدخل لتعيين طبيب وتجهيز المركز. الفاعل الجمعوي سعيد بلقاسم أورد في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن الشكل الاحتجاجي نظم من طرف مجموعة من الفعاليات المحلية والغيورين بقيادة النقوب، مواصلا بأن "النقطة التي أفاضت الكأس هي تذمر الساكنة من الغياب الطويل للطبيب بالمركز الصحي المذكور"، ومشيرا إلى أن "ساكنة قيادة النقوب تعاني من غياب الطبيب العام بالمركز الصحي الوحيد بالقيادة، وهو ما يجبرها على قطع كيلومترات نحو مراكز صحية أخرى بجماعات مجاورة". وأضاف المتحدث أن "كلمات الفاعلين الجمعويين خلال الشكل الاحتجاجي أجمعت على النقص الذي يشهده المركز الصحي القروي من المستوى الثاني؛ وذلك في مجال الموارد البشرية والتجهيزات الطبية الأساسية، بالإضافة إلى عدم توفير تخصصات طبية تماشيا مع معايير بناء وتسمية المؤسسة الصحية". يذكر أن أغلب المقاهي الموجودة بمركز النقوب أغلقت أبوابها تضامنا مع المحتجين، وهو ما اعتبره عدد من الفاعلين الجمعويين يعبر عن نجاح الشكل الاحتجاجي، مشددين على أن الشكل النضالي المقبل سيكشف مفاجآت أخرى لن تكون في حسبان الجهات المسؤولة، بتعبيرهم. المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بزاكورة، محمد لغفيري، أكد في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية أن المندوبية، وفي إطار مواكبتها للوضع الصحي بجماعة النقوب، أقدمت أمس على تكليف طبيب بشكل مؤقت لتقديم الخدمات الطبية للساكنة، مرة في الأسبوع، في انتظار تعيين أطباء جدد في التعيينات الجديدة لسنة 2018. وذكر المسؤول الإقليمي لوزارة الصحة أن المندوبية الإقليمية بزاكورة، والمديرية الجهوية للصحة بالرشيدية، قامت بمراسلة الوزارة وإخبارها بالخصاص في الأطر الطبية بمختلف المؤسسات الصحية؛ وذلك من أجل العمل على تعيين أطباء جدد للعمل بهذه المراكز الصحة، لتجاوز الخصاص المسجل، مختتما بالقول: "سنة 2018 لن يبقى الخصاص في الموارد البشرية بهذا الشكل".