ذكرت مصادر حقوقية أن سيدة حاملا، تنحدر من مركز جماعة النقوب بإقليم زاكورة، توفيت أمس الثلاثاء دقائق بعد دخولها المركز الاستشفائي الإقليمي لورزازات، رغم تقديم الإسعافات الضرورية لها، نتيجة النزيف الحاد التي أصيبت به بعد ولادة طبيعية بمنزلها، ونتيجة بعد المسافة من النقوب إلى زاكورة، ومن هذه الأخيرة إلى ورزازات. وقالت المصادر ذاتها إن الهالكة، وهي في عقدها الثالث، توفيت بسبب غياب التجهيزات الطبية الكفيلة بتقديم الإسعافات الأولية لها بالمركز الصحي للنقوب، وكذا غياب الأطباء والمولدات، واصفة إياها ب"شهيدة الإهمال الطبي"، ومشددة على أن المسافة التي قطعتها الراحلة بين ثلاث نقاط ساهمت بشكل كبير في وفاتها. واتهمت المصادر ذاتها الدولة المغربية ب"الاستهتار بحياة ساكنة النقوب التي شهدت الصيف الماضي عدة وفيات بسبب الحمل ولدغات الأفاعي والعقارب، دون أن تتحرك السلطات الإقليمية ولا مصالح المندوبية الإقليمية لوضع نهاية لمآسي المواطنين"، محملة وزارتي الداخلية والصحة مسؤولية وفاة تلك السيدة، نظرا إلى عدم توفير التجهيزات الطبية الضرورية بالمرفق الصحي السالف ذكره. أحمد الغربي، فاعل جمعوي بالنقوب، وجه أصابع الاتهام إلى وزارة الصحة ممثلة في المندوبية الإقليمية بزاكورة، بشأن "التدهور الخطير التي يعرفه قطاع الصحة بمنطقة النقوب ونواحيها"، وزاد: "بالإضافة إلى الخصاص في الأطر الطبية، تم تسجيل خصاص مهول في التجهيزات وبعض التخصصات، ما يضاعف معاناة المرضى"، مردفا بأن "المنطقة تحتاج إلى ثورة حقيقية في هذا القطاع ليشعر المواطن بأن حياته في أمان". وقال الجمعوي ذاته، في اتصال هاتفي بهسبريس، إن "الوضع السيئ للقطاع الصحي يساهم، بشكل أو بآخر، في تفاقم حالة المرضى الذين يتوافدون على المركز الصحي للنقوب، وبعض المراكز الصحية المجاورة"، مطالبا بضرورة "تدخل الوزارة الوصية لتجهيز المراكز بجميع التجهيزات الطبية لإنقاذ حياة المواطنين، وعدم الاكتفاء بتشييد بنايات بملايين الدراهم، لتصبح مع مرور الوقت مهجورة". وأكدت مصادر محلية بالنقوب أن الساكنة تستعد لخوض إضراب عام تشارك فيه المحلات التجارية والمقاهي، وتلاميذ المؤسسات التعليمية، في انتظار تنظيم أكبر مسيرة شعبية نحو الرباط، من أجل المطالبة بإصلاح القطاع الصحي بالمنطقة. وفي اتصال هاتفي أجرته هسبريس بمحمد الغفيري، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بزاكورة، أكد أنه لا يتوفر على المعطيات اللازمة، مشيرا إلى أنه قرأ بدوره الموضوع في صفحات "فيسبوك"، ووعد بأنه سيتحرى في الموضوع، إلا أنه رفض الرد مرة أخرى على الهاتف.