في غياب أي تفاعل رسمي مع الحادث المأساوي الذي شهدته قنطرة الواد الكبير بالطريق الإقليمية رقم 4506، الرابطة بين مدينة وزان وجماعة سيدي رضوان، خرجت فعاليات وجمعيات المجتمع المدني بسيدي رضوان والنواحي في مسيرة احتجاجية غاضبة "للمطالبة برفع الحيف والتهميش عن المنطقة المنكوبة"، وفق تعبير بعض المشاركين في المسيرة المتطابقة. وأدان المشاركون في المسيرة الاحتجاجية ما أسموه "استمرار نزيف الأرواح بسبب سوء المسالك الطرقية وتردي الخدمات الصحية بالمستشفى الإقليمي أبي القاسم الزهراوي"، مبدين تأثرهم البالغ بالحادث الأليم، ومقدمين تعازيهم لعائلات فاجعة جماعة سيدي رضوان. وصدحت أصوات المحتجين بشعارات غاضبة منددة بالإقصاء والتهميش اللذين يطالان المنطقة، وخاصة تهالك المسلك الطرقي على مستوى "قنطرة الموت"، وتردي الخدمات الصحية بعموم المراكز الصحية بتراب الإقليم الجبلي. "علاش جينا واحتجينا على الصحة اللي بغينا"، "راني زعفان على طريق سيدي رضوان وفالقنطرة بان البرهان"، "لا للحكرة لا للتهميش"، شعارات من بين أخرى رفعها المحتجون في مسيرتهم السلمية. العربي اشليح، فاعل جمعوي من أبناء المنطقة، قال إن "الحادث عرى عن الوضعية الكارثية للطرق والقناطر بالمنطقة"، وطالب الجهات المعنية، في شخص المدير الإقليمي لوزارة التجهيز والنقل، ب"ضرورة توسعة وإصلاح الطريق، مع الإسراع في إنجاز قنطرة الواد الكبير وفق المعايير الفنية والتقنية". كما ندد المتحدث، في تصريح لهسبريس، ب"تدني الخدمات الصحية بمشفى الزهراوي"، وطالب وزارة الصحة ب"توفير غرفة للإنعاش بالمستشفى الإقليمي والأجهزة والمعدات والطاقم الطبي الكافي المختص، مع ضرورة تزويد المرفق العمومي بسيارات إسعاف مجهزة بلوجستيك الدعم والمواكبة للتعاطي مع الحالات الحرجة التي تفد عليه"، بتعبيره. من جانبه، وصف نور الدين عثمان، الكاتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بوزان، صمت برلمانيي الإقليم وعدم تفاعلهم مع الحادث الأليم الذي خلف ثلاثة ضحايا وإصابة ثلاثة جروحهم متفاوتة الخطورة ب"الجبن والخنوع"، على حد تعبيره. واستنكر الفاعل الحقوقي، في تصريح لهسبريس، "صمت المسؤولين والمنتخبين إزاء استمرار معاناة الساكنة مع سوء أحوال البنية التحتية من جميع المناحي والقطاعات الحيوية من تعليم وصحية وولوجيات". واعتبر عثمان "دماء الشهداء وصمة عار على جبين المسؤولين المحليين"، داعيا إلى "ضرورة الاستجابة للمطالب الآنية والعاجلة من خلال فتح تحقيق نزيه وشفاف في ظروف وملابسات الحادث، مع التسريع في إصلاح قنطرة واد تكسرت لرفع الظلم والحكرة والتهميش عن شرفاء بني مسارة"، وفق تعبيره.