تفادى عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الرد على منتقدي توليه ولاية ثالثة على رأس الحزب، وشدد خلال أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني، اليوم السبت بسلا، على ضرورة "التشبث بوحدة الحزب والحفاظ على قواعده التي آمنت بمشروعه الإصلاحي". وقال بنكيران، في تصريح للصحافة، بعد نهاية مداخلته أمام أنظار "برلمان الحزب": "المهم هو أن يحافظ الحزب على قواعده وعلى النوايا الحسنة والقوانين والديمقراطية الداخلية"، ورفض الحديث عن الخلاف الدائر حول المادة 16 من النظام الأساسي، والتي سيحسم فيها أعضاء المجلس الوطني اليوم قبل الذهاب إلى المؤتمر الشهر المقبل. وقال بنكيران في الجلسة المغلقة أمام الصحافة: "مشكلتنا داخلية ويجب أن نعالجها كرجال كبار، يحملون مثلا عليا، ويُعطون الدليل على أن الأمور مرتبة عندهم ترتيبا صحيحا"، وزاد: "أهم شيء الآن هو أن ننجح في المؤتمر الوطني المقبل لكي نحقق أهدافنا". وأضاف "زعيم البيجيدي"، حسب ما نقلته بوابة الحزب الإلكترونية: "كانت لدي الثقة في أن جسد حزبنا سليم.. يمكن أن يختلف البعض أو أن يؤذي أحدنا أخاه بكلام أو شيء..لكن الذين اشتطوا عن اليمين أو اليسار سيعودون إلى القواعد"، واعتبر أن حزبه لم يصل بعدُ إلى درجة الانحراف التي تهدده. بدوره، قال سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، إن أجواء النقاش خلال المرحلة الأولى من الدورة الاستثنائية "كانت إيجابية"، وناقشت الوضعية السياسية والظرفية التي يمر منها الحزب. وأشار العثماني، في تصريح للصحافة، إلى أن "الخلافات داخل الحزب دائماً موجودة، ولكن الأهم هو كيفية تدبير الاختلاف في جو ديمقراطي"، وزاد في كلمته في الدورة الاستثنائية: "نحن واعون بأن حزبنا إنما أتى لخدمة المصلحة الوطنية العليا. إن تمسكنا بهذه الأمور فليس هناك أي خطر على الحزب ولا على أبنائه وبناته". يشار إلى أن أزيد من مائة مداخلة تم تسجيلها خلال "دورة البيجيدي"، للحسم في مسألة "التثليث لبنكيران"، والتي يرى فيها مراقبون أنها ستكون محطة فارقة في تاريخ الحزب، وقد تؤدي إلى "انشقاقات" غير مسبوقة، خصوصا أن جزءا كبيرا مما يسمى "تيار الاستوزار" يُعارض تعديل قوانين الحزب على مقاس الأمين العام الحالي؛ وهو ما عبّر عنه المصطفى الرميد، عضو الأمانة العامة للحزب وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، عندما قال: "إذا كتب التمديد لعبد الإله بنكيران فذلك يعني ميلاد حزب جديد أو نسخة جديدة للحزب الذي اشتغلت فيه طوال هذه المرحلة".