شكل تقديم الممثل الأميركي الكبير ليوناردو دي كابريو لفيلم "الطيار" رفقة مخرجه المبدع مارتن سكورسيزي أقوى لحظات اليوم الثاني من مهرجان مراكش الدولي السابع للفيلم. وانتظر عشرات الآلاف إطلالة نجمهم الوسيم لساعات طويلة بالساحة الذائعة الصيت "ساحة جامع الفنا" مساء السبت ثامن كانون الأول. الحضور الكبير للجمهور بهذه الساحة أذهل الممثل نفسه، واكتفى دي كابريو الذي كان يرتدي لباسا رياضيا، بالتأكيد مرة أخرى، على سعادته بالعمل في ثلاثة أفلام لمخرج يكن له كثير من الحب والتقدير.ساحة جامع الفنا المعروفة بساحة الحواتيين، استراحت لساعات فقط من صخبها في التراث الشفهي المغربي العربي، واحتفت بسحر الصورة. عشرات المراكشيين جاؤوا للاستمتاع بهذا الفيلم السينمائي. انخفاض درجة الحرارة مساء تلك الليلة بمراكش لم يثن محبي الفن السابع والفن عموما من الحضور بكثافة للعرض. الساحة ستستمر في عرض أفلام سينمائية، مرة أخرى سيقدم المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي فيلما سينمائيا، هذه المرة ليس فيلما من إبداعه بل المخرج المغربي أحمد المعنوني، وهو فيلم "الحال". وكانت المؤسسة الدولية للسينما التي يرأسها سكورسيزي قد أصلحت النسخة الأصلية للفيلم على مستوى الصوت والصورة، وقدم العرض العالمي لهذا المجهود في آخر دورة من مهرجان كان. اليوم الثاني شهد انطلاق المسابقة الرسمية بفيلمين الأول صيني بعنوان "الحصادة الحمراء"، أما الفيلم الثاني فمكسيكي بهارون فيرنانيز بعنوان "قطاع الغيار". القاسم المشترك بين الفيلمين دراما اجتماعية، إذا كان الفيلم الصيني فيه نفحة سياسية، من خلال التركيز على تحولات المجتمع القروي الصيني الفقير، فإن الفيلم المكسيكي اختار الغوص في المجتمع من خلال شخصية طفل ضائع حالم بالهجرة إلى أميركا. نقاط تشابه كبيرة بين هذا الفيلم وبين أفلام المخرجين البلجيكيين الشهيرين دراردن، خاصة في فيلمهما الأخير "الطفل" الحائز على إحدى حوائز مهرجان كان في دورته الستين.بداية قوية لمدرستين سينمائيتين مختلفتين، وهو ما يبشر بأفلام في مستوى أفلام اليوم الأول. ليوناردو ديكابريو في أحد أسواق مراكش