تناولت الصحف الصادرة اليوم السبت بمنطقة شرق أوروبا مواضيع متنوعة من بينها النقاش المجتمعي والمؤسساتي الدائر ببولونيا حول تغيير قانون الهجرة والأجانب، واستمرار الحظر المفروض على الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات، واستنكار تركيا لإهانة رموزها خلال تمرين مشترك مع حلف الناتو، واحتفال اليونان بالذكرى ال 44 للثورة الطلابية، إضافة إلى مواضيع أخرى. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "فيبورشا" أن بولونيا في طور مناقشة قانون الهجرة والأجانب "البالغ الأهمية ،ليس لكونه يلامس قضية شائكة ومعقدة وهي مصدر خلاف بين وارسو والاتحاد الأوروبي والمكونات السياسية بالبلاد ،وإنما لأنه ضروري للتجاوب مع توجيهات البرلمان الأوروبي والاتحاد الأوروبي بخصوص حقوق المهاجرين ،خاصة من خارج المنتظم الأوروبي". وأشارت الصحيفة الى أن مشروع قانون الهجرة والأجانب الذي طرحته الحكومة البولونية المحافظة للنقاش بالبرلمان مؤخرا ،"سبق وأن طالب الاتحاد الأوروبي بإصداره في رسالة توجيهية في ماي من سنة 2014 ،وكان الموعد النهائي لتنفيذ التوجيه في نوفمبر 2016 ،إلا أن بولونيا تأخرت في بلورة مطلب الاتحاد الأوروبي ما أجج الخلاف بين الجانبين ،وجعل وارسو محط انتقاد المؤسسات الأوروبية" . ورأت صحيفة "بروبيرتي نيوز" أن "هذا المشروع القانوني ،الذي على بولونيا أن تتبناه في أقرب الآجال ،سيغير معالم التعاطي مع شأن الهجرة ،ومن المفترض أن يفتح هامشا أوسع للمهاجرين لممارسة حياتهم المهنية بالبلاد بشكل عادي ،وكسب مزيد من الحقوق ،التي تبقى متشددة حاليا في بولونيا الى حد ما ،بسبب القوانين الجاري بها العمل". وأضافت أن "تغيير هذا القانون ومنح مزيد من الحقوق للمهاجرين من خارج حدود الاتحاد الأوروبي ،سيساهم في ضمان التوازن بين العرض والطلب بخصوص سوق الشغل ،وكذا بخصوص صناديق العمل وباقي الصناديق ذات الطابع الاجتماعي ،كما أن هذا القانون سيمكن البلاد من استقطاب يد عاملة ذات كفاءة عالية يمكن أن تفيد مجال التنمية والتطور الاقتصادي العام " . وكتبت صحيفة "أونيط" أن مشروع القانون "مهم للغاية لبولونيا ،أولا لمحو صورة سلبية عنها بخصوص تعاطيها مع قضايا الهجرة ورفضها الالتزام بحصة الاتحاد الأوروبي في استقبال اللاجئين والمهاجرين ،وثانيا سيساعد البلاد عل الانفتاح أكثر على محيطها القاري والعالمي ،في عالم يعرف الكثير من المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والتشريعية". وأبرزت الصحيفة في هذا السياق أن بولونيا "لا يمكن أن تبقى في معزل عن توجهات الاتحاد الأوروبي بخصوص قضايا الهجرة ،وكذا عن توجهات العالم بخصوص القضية ،مع استحضار أن بولونيا مقبلة على تحمل المسؤولية في منتظم دولي مهم من حجم مجلس الأمن الدولي مع بداية السنة القادمة ". وفي اليونان تناولت الصحف الاحتفالات يوم الجمعة بالذكرى ال 44 للثورة الطلابية ضد نظام الطغمة العسكرية حيث جرى في 17 نوفمبر 1973 تدخل للجيش الذي استولى على السلطة في 21 آبريل 1967 لإخلاء مدرسة البولتكنيك في أثينا من الطلبة مستعملا المدرعات وهو ما خلف آلاف الجرحى وما بين 39 و80 قتيلا وكان ذلك بداية النهاية لحكم الجيش المدعم من واشنطن حيث سرعان ما توالت الانتفاضات لحين سقوطه في 23 يوليوز 1974. صحيفة (تو فيما) كتبت ان انتفاضة مدرسة البولتكنيك ليس حدثا للاحتفال واحتلال المباني ومواجهة قوات الأمن وإظهار قوة الثوريين حتى تحولت عبر السنوات لموعد سنوي للهوليغانز للتعبير عن غضبهم وحنقهم وموعدا للسياسيين لمحاولة محو خطاياهم. وأضافت الصحيفة أنه حتى المسيرة السنوية التي تنظم بالمناسبة نحو السفارة الأمريكية وسط أثينا للتنديد بواشنطن التي دعمت الجيش والدكتاتورية في اليونان أصبحت حدثا غريبا يتناقض مع السياسة الحكومية الرسمية حاليا كما أنه من غير المنطقي غض النظر عن عشرات الفوضويين وهم يحتلون المنبى التاريخي لمدرسة البولتكنيك فالحركة الطلابية في السابق كانت قوية وفقدت الآن مصداقيتهما لأنها أصبحت خاضعة لسيطرة الأحزاب السياسية وتحكمها مثلما هو الشأن بالنسبة لعمداء الجامعات والأساتذة. وختمت الصحيفة بالقول ان الوقت قد حان لوقف هذه الاحتفالات لأنها لا تشرف روح الضحايا الذين سقطوا من أجل الديمقراطية وربما يكون ذلك أفضل سبيل للوقوف إجلالا على أرواح أولئك الضحايا. صحيفة (ثيما) ذكرت ان مسيرات هذه السنة تميزت بمشاركة وفود تمثل جماعات الفوضويين ومناوئي الأنظمة من كل من اسبانياوبولونيا وايطاليا وفرنسا والمانيا . وأضافت الصحيفة ان مجموعة من الفوضويين سعوا للدخول الى مقر وزارة الدفاع وحدث مواجهات مع القوات العمومية. وفي روسيا، تناولت صحيفة (فزغلياد) تخطيط الاتحاد الأوروبي لإنشاء جيش خاص به، مشيرة إلى أنه تم توقيع اتفاق بهذا الشأن من قبل غالبية دول الاتحاد الأوروبي في انتظار البدء بتنفيذه قبل نهاية العام الجاري من قبل مجلس الاتحاد الأوروبي. ونقلت الصحيفة عن سيرغي سوداكوف، عضو أكاديمية العلوم العسكرية، أنه "لا يمكن اعتبار الهيكل العسكري الأوروبي الجديد بديلا لحلف شمال الأطلسي، على اعتبار أن الهدف منه بالأساس هو توفير الحماية لدول الاتحاد الأوروبي ونقل المعدات العسكرية بأقصى سرعة إلى الحدود مع روسيا". من جهته صرح الكسندر رار، رئيس المنتدى الألماني- الروسي للصحيفة أن الولاياتالمتحدة لن تسمح بإنشاء هيكل منافس للناتو رغم حاجة الأوروبيين إلى إنشاء هياكل شرطة عسكرية تحرس الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وتحميها من تدفق اللاجئين، مشيرا إلى أن الهيكل الجديد قد يكون "بمثابة احتياطي محتمل في حال تفكك الناتو بسبب بعض الهزات في الأعوام العشرة المقبلة". من جانبها، ذكرت صحيفة (فيدوموستي) أنه بالرغم من إعلان الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا)، يوم الخميس، استمرار الحظر المفروض على الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات ، لعدم احترامها المعايير الدولية، فإن ذلك لن يؤثر على تمويل اللجنة الأولمبية الروسية. وأضافت الصحيفة أن الرعاة الرسميين والشركاء الرئيسيين للجنة الاولمبية الروسية، (غازبروم، ايروفلوت، نوريلسك نيكيل و زاسبورت) أعلنوا أنهم مستمرون في الإيفاء بالتزاماتهم المالية تجاه الهيئة الرياضية الروسية بغض النظر عن القرار الذي ستتخذه الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات في دجنبر المقبل إزاء المشاركة الروسية في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقررة سنة 2018 في بيونغ تشانغ بكوريا الجنوبية. وفي تركيا، أعلنت صحيفة (ستار) أن أنقرة سحبت 40 من جنودها المشاركين في مناورات عسكرية يشرف عليها حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالنرويج بعدما تم إظهار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومؤسس الجمهورية التركي مصطفى كمال أتاتورك، بمظهر "الأعداء". وذكرت الصحيفة أنه أثناء إجراء المناورات قام أحد أفراد الطاقم الفني التابع للمركز العسكري المشترك في النرويج، المشرف على تصميم نماذج المحاكاة للسيرة الذاتية لقادة العدو، بإرفاق اسم الرئيس أردوغان وتمثال لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك مع السيرة الذاتية لأحد قادة العدو، مما أجبر السلطات التركية على اتخاذ قرار الانسحاب من المناورات. وفي سياق متصل، أفادت صحيفة (الحرية ديلي نيوز) أن أمين عام حلف شمال الأطلسي "ناتو"، ينس ستولتينبيرغ، قدم اعتذارا لتركيا على إثر الحادث مضيفا أن "ما حدث صدر عن شخص واحد ولا يعكس موقف الحلف". ونقلت عن ستولتينبيرغ قوله في بيان أن "الشخص المتسبب في الفضيحة تم عزله من وظيفته وفتح تحقيق معه"، موضحا أن ذلك الشخص ليس موظفا بالناتو، وأنه مدني يعمل بالتعاقد وتم تعيينه من الجانب النرويجي، ولذلك فإن قرار معاقبته المحتملة سيصدرها المسؤولون النرويجيون. وفي موضوع آخر، كتبت يومية (دايلي صباح) أنه سيتم تقييد ولوج تركيا لتكنولوجيا حلف شمال الأطلسي (الناتو) إذا أقدمت على اقتناء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية (إس 400) لكون النظام الحالي للناتو ليس "قابلا للتشغيل المتبادل" مع الصواريخ الروسية. ونقلت الصحيفة عن نائبة وكيل القوات الجوية للشؤون الدولية هايدي غرانت قولها إن شراء تركيا منظومات "إس-400" الروسية قد يعرقل اقتناء أنقرة لمقاتلات "F-35" الأمريكية.