يرى الطبيب النفسي جواد مبروكي، ممثل البهائيين المغاربة، أن "المغرب يحتاج إلى قيم الدين البهائي الذي يكرس للوحدة والحفاظ على التقاليد والعادات الخاصة بكل بلد"، مبرزا أن "خدمة الوطن هي هدف البهائيين المغاربة". وعن تجربته الشخصية التي سرد تفاصيلها في ندوة هسبريس التي ناقشت مساء الجمعة موضوع الأقليات الدينية بالمغرب، قال مبروكي: "الواجب الوطني دفعني إلى العودة إلى وطني لتأدية واجبي كطبيب وأخصائي نفسي ومعالج"، مضيفا: "لقد كنت أعيش بجزيرة يحيطها البحر من كل الجهات، لكن ديانتي التي تدعو إلى هذا المبدأ هي التي أقنعتني بالعودة". وحول الإضافات التي يمكن أن تقدمها ديانته في خدمة الوطن، أوضح المتحدث نفسه أن "البهائية علمتنا أن لا فرق بين الديانات بالرغم من الفرق في الشعائر؛ فنواة كل ديانات هي واحدة ولا فرق بينها، وكلنا نؤمن بدين واحد ونتوجه لإله واحد، وكل التوجهات تصب في خدمة وطننا". وبحسب المتحدث باسم البهائيين المغاربة الذين احتفلوا قبل شهر بمولد "بهاء الله" بإيران، "فإنهم لا يمارسون التبشير لأنه أمر ممنوع في البهائية، بل يؤمنون بمبدأ التحري عن الحقيقة"، مضيفا أن "البهائية ديانة غير مورثة ولا يمكن للأبناء أن يتدينوا بها إذ لم يختاروا بمحض إرادتهم الانتماء لها". وبخصوص الاضطهاد الذي قد يمارس في حق الأقليات الدينية، قال مبروكي: "أنا كطبيب أنظر إلى الحاضر والمستقبل، وكبهائي أقول إن هدفنا هو التقدم نحو الأمام وإقامة الوحدة عوض الدخول في صراعات كبيرة"، وزاد: "أنا مواطن أمارس جميع نشاطاتي بحرية تامة وغير مضطهد ومندمج بشكل كبير داخل مجتمعي بجميع تفاصيله". وختم المتحدث مداخلته في ندوة هسبريس، التي احتضنها مقر الجريدة بالرباط اليوم الجمعة، بالقول: "إذا كانت ديانتي تهدد وطني ومرتكزاته، فلن أتردد في التخلي عنها تشبثا بقيم وطني"، موردا أن جميع أفراد هذه الديانة "يؤمنون بوجود إله واحد، وأن النبي محمدا هو خاتم الأنبياء". يذكر أن الدكتور مبروكي سبق وأشار إلى أن الدين البهائي يدعو إلى "المساواة بين المرأة والرّجل، ويؤكدها بشكلٍ لا لبس فيه، ويقرّ التّصالح والتّوافق فيما بين القوى التي تبدو متعارضةً في عصرنا كالعلم والدّين، الوحدة والتنوّع، الحرّية والنّظام، حقوق الفرد والمسؤوليّات الاجتماعيّة. ومن بين أعظم هباته: العدالة، التي تتجلّى في مؤسّساتٍ تهتمّ بتقدّم وتنمية جميع شعوب العالم".