يا أهل الأرض لا تجعلوا دين الله سببا لاختلافكم إِنَّهُ نُزِّل بالحقّ لاتحاد مَنْ في العالم" بهذه العبارات التي أرسلها "بهاء الله إليهم كما يعتقدون، يواجه البهائيون ومعهم حقوقيون القضاء في اليمن من أجل إثبات براءة "حامد كمال بن حيدرة" الذي أدانته النيابة العامة بتهم ثقيلة يقول أنه بريئ منها. ومن المقرر أن تجرى جلسة محاكمة حيدرة اليوم الأحد، بعد أن سبقتها جلسات عدة، تقول فيها النيابة العامة، إن "حيدرة" ارتكب "عملاً ينتهك استقلال الجمهورية ووحدتها أو سلامة أراضيها" وقام ب "العمل لصالح دولة أجنبية" و"الإساءة إلى الإسلام" و"الردة"، من بين جرائم أخرى، وطالبت النيابة ب"أقصى عقوبة ممكنة"، وهي الإعدام في بعض التهم المذكورة، وكذلك مصادرة ممتلكاته. وبالمقابل يعتبر بهائيو المغرب أن محاكمة "حيدرة" غير عادلة وانتهاكا لحقوق الأقليات الدينية في اليمن، خاصة بعد توصلهم بوثيقة عنونها أصدقائهم في اليمن ب "نداء إلى المؤمنين بالعدالة" والتي توصل اليوم24 بنسخة منها، تقول في مقدمتها على لسان بهائيي اليمن" نتابع نحن إخوتكم البهائيين في اليمن بقلق متزايد تطورات قضية أخينا المواطن حامد كمال بن حيدرة الذي اعتقل منذ أكثر من سنتين وأربعة أشهر وتعرض للحبس والتعذيب والإهانة وحجبت أخباره لفترة طويلة عن أسرته وأطفاله الصغار، لا لذنب سوى كونه يؤمن بالله الواحد الأحد وبكتبه ورسله كافة، ولإيمانه كبهائي بالسلام والمحبة وخدمة الوطن، والإنسان ووحدة الجنس البشري، وبأننا جميعا باختلاف أصولنا وقبائلنا وانتماءاتنا ومعتقداتنا قطرات بحر واحد وأوراق غصن واحد". ويرى المحامي والحقوقي عبد المالك زعزاع، أن عقوبة الإعدام هي عقوبة ثقيلة جدا، وتلزمها قرائن وإثباتات دقيقة، وأن ما يوصف بالجرائم السياسية لا يستحق هذا النوع من العقوبات، ويضيف المحامي "إذا ثبت أن المدعو حيدرة متابع على خلفية اعتقاداته الدينية، فمحاكمته تكون بذلك مجرد تصفية حسابات". وقال زعزاع في تصريح لليوم24 القوانين تكفل للأقليات الدينية ممارسة شعائرها، شريطة عدم نشرها والتبشير بها، خاصة في البلدان العربية الإسلامية ومنها المغرب، وإذا ثبت أن هناك بعض الأفعال التي تمس بعقيدة المسلم فهناك القانون الجنائي، الذي يعاقب بما يسمى زعزعة عقيدة مسلم. بهائيون في المغرب كريمة جوان بهائية مغربية، تؤكد أنها اعتنقت البهائية بعدما تعرفت على ديانات عديدة، منها الدين الإسلامي، المسيحية واليهودية والزردتشية والبوذية، وهي تؤمن بجميع الديانات السماوية، وتعتبر أن الأديان جميعها منبعها الإله، وليس هناك داع للتطاحنات والصراعات بسبب الدين. وتفتخر كريمة بجو التعايش الذي يوجد في المغرب، وتؤكد في الآن ذاته أنها لم تتعرض قط لأي سلوك عنصري من قبل أصدقائها أو جيرانها بسبب اعتقادها في ديانة "بهاء الله". كما كشفت جوان لليوم 24 قصة زواجها بمغربي مسلم في ظل مباركة العائلتين، وعاشت لمدة سنتين رفقته تمارس شعائر دينها وهو يؤدي عباداته وشعائره، وتعاقدا على أن يحترم كل طرف قناعات شريكه، واستدركت كريمة "بعدما عشنا سنتين كل يدين بدينه، اقتنع زوجي بالبهائية وقرر أن يصبح بهائيا، وأنجبنا طفلين نلقنهما مبادئ حب الإله ونمدهما بالوسائل التي ستساعدهم على معرفة الحقيقة. قبيل ساعات على محاكمة "حامد كمال بن حيدرة" دخل اليوم24 بيوت البهائيين في المغرب، ونقل على لسانهم قصة حيدرة، وكشف عن جوانب من حياتهم، وديانتهم، وعباداتهم، وأعيادهم، وأعد لكم الروبورتاج التالي: