شن نشطاء على الفيس بوك وتويتر وعلى العديد من المواقع الإلكترونية المعروفة هجوما شرسا على المنشط التلفزيوني المعروف جورج قرداحي، والذي إشتهر لسنوات ببرنامج المسابقات "من سيربح المليون؟"، وذلك بعد أرائه التي أفصح عنها والمشككة في نوايا المتظاهرين السوريين، وتأييده للنظام في سوريا.. حيث وصف جورج ما يحدث هناك بالمؤامرة الخارجية. وقال في محاضرة ألقاها في مستشفى الأسد الجامعي بدمشق في يوليو الماضي:"ماذا أنجز هذا الربيع العربي المنشود وحقق لمن رحب به وعمل من أجله بصدق وإخلاص؟ إنه لم يحقق شيئا حتى الآن مما كان يطالب به الشعب، بل إن هذا الحراك لم يكن عفويا أو تلقائيا. ولكنه نشر الفوضى في أنحاء الوطن العربي". وأضاف:"إن البرنامج الذي يقوده الرئيس السوري بشار الأسد هو الأقدر على نقل سوريا إلى المستقبل وليس المجهول." تصريحات ألبت السوريين والمتعاطفين معهم، وهكذا رفعت شعارات على الأنترنيت من قبيل: "قاطعوا جورج قرداحي مؤيد القتل"، "قرداحي أهان الثورة والثوار"... حملة شعبية آتت أكلها، حيث إتخذ الشيخ وليد آل إبراهيم رئيس مجلس إدارة مجموعة mbc قرارا بتعليق برنامج قرداحي الجديد "إنت تستاهل"، والذي كان مقررا الشروع في بثه على شاشة القناة إبتداء من الشهر المقبل.. كل هذا دفع بصاحبنا جورج إلى التراجع عن مواقفه السابقة بل تغييرها 180 درجة ، فقد صرح لجريدة "الشرق الأوسط" اللندنية قائلا: "...أنعشني الحراك الثوري في الدول العربية... وأنا من أشد المؤيدين له، حتى أنني نزلت لميدان التحرير في مصر. أنا مع الثورات العربية التي تطالب بإقرار الحقوق الكاملة للإنسان العربي، ومع مطالب الناس في سوريا، ومع أن يحصل الشعب السوري في جميع المحافظات على حقوقه كاملة، لأنني مع مطالب الإنسان العربي في كل الدول العربية، وضد قتل الناس، سواء في سوريا أو في أي مكان آخر في الوطن العربي..." أما رغدة الممثلة السورية المعروفة.. والتي جاءت إلى مصر كصحفية، عملت حينها في "دار الهلال"، أعرق المؤسسات الإعلامية هناك، فلم تتردد في برنامج "الشعب يريد" عن الحديث بإستخفاف عن ثورات الربيع العربي، بل ورفعت صوتها لدعم من سمته بوقاحة غير معهودة "العظيم الأسد وهذا الشبل من ذاك الأسد". وإعتبرت ما يقع في سوريا ليس تعبيرا عن إرادة الشعب السوري بل هو أجندة خارجية وعمل لتيارات إسلامية سلفية متطرفة.. وقالت رغدة: "أنا مع رئيسي بشار الأسد إلى الأبد وأقولها على الملأ"... ولكي تزيد الطين بلة أضافت: "لو رئيسي معمر القذافي، أنا معه ضد ما يحدث في ليبيا اليوم." أما مواطنتها أصالة نصري المقيمة في الإمارات، فكان موقفها أكثر إيجابية تجاه ثورة شعبها. وقالت إنها ترفض السفر إلى سوريا للمشاركة مع الفنانين السوريين في "تمثيليات" دعم نظام بشار الأسد، وأضافت مخاطبة الثوار: "إن غدا لكم أيها الثوار الأحرار، والعزة لمن يطالب بها، والكرامة لنا من دمائكم التي طهرت ماضينا وحاضرنا، والإصرار سيرسم طريق المستقبل لأولادنا الذين سيفخرون بكم وسيكتبوكم في دفاترهم..." أما الكاتب المغربي الفرنسي المتميز، الطاهر بن جلون، فقد تحدث بلهجة تحمل عبارات الثناء والدعم لما فضل تسميته ب"الإنتفاضات" بدل الثورات، حيث إعتبرها نتيجة لغضب الشعوب من الظلم والقهر الذي يمارسه الحكام، وأيضا لعدم الإعتراف بالفرد داخل المجتمع العربي الإسلامي. وقد إعتبر الروائي بن جلون والذي كان يتحدث لقناة فرنسية أن الربيع العربي ليس وليد 2011، بل بدأ منذ 2005 في لبنان، من خلال خروج الشعب اللبناني لمواجهة الوجود السوري والإسرائيلي على أرضه، بل واعتبر وصول هذا الربيع على الرغم من كونه عربيا إلى الضواحي الباريسية واردا. ويشار هنا أن الطاهر أصدر مؤخرا "الشرارة" والذي حاول من خلاله التصدي للصحافة الفرنسية والتي تتهم المثقفين العرب بالصمت تجاه ما يجري في بلدانهم، كما أصدر "بالنار" وهي قصة خيالية تنطلق من قصة البوعزيزي بتونس. وعلى العموم، فمواقف مشاهير عالمنا العربي إختلفت بين دعم الشعوب ودعم الحكام، وهنا نورد مقطعا من قصيدة "عابرون في زمن عابر" لمحمود درويش: منكم السيف ومنا دمنا منكم الفولاذ والنار ومنا لحمنا منكم دبابة أخرى ومنا حجر منكم قنبلة الغاز ومنا المطر وعلينا ما عليكم من سماء وهواء فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا وعلينا، نحن، أن نحرس ورود الشهداء وعلينا، نحن، أن نحيا كما نشاء! [email protected]