نوه الإعلامي اللبناني، جورج قرداحي، بالمستوى الحالي للصحافة والإعلام في المغرب، في ظل التحرير، الذي عرفه القطاع في الآونة الأخيرة، الشيء الذي جعله يتبوأ مكانة مهمة داخل المنظومة الإعلامية العربية. وأشار قرداحي، في حديث ل”المغربية” في حفل إفطار لقناة “إم بي سي” خلال شهر رمضان الماضي، إلى أن ما ينقص الإعلام المغربي، حاليا، هو الانفتاح على العالم العربي والأوروبي، وأوضح قرداحي أن الإعلام يلعب دورا كبيرا في تعريف المجتمعات العربية على بعضها البعض، وبالتالي، المساهمة في الانفتاح على مجالات أخرى كالفن والرياضة. ولا يرى جورج قرداحي أنه انحصر في تقديم نوع معين من البرامج، بل اعتبر أداءه واجتهاده في تقديم تلك البرامج إضافة له، مؤكدا أن المذيع المميز هو من يحاول تطوير نفسه، لكي لا يشعر الجمهور بالرتابة. وأضاف جورج أن حب الجمهور، الذي يلمسه في كل فرصة يلتقي بها بمعجبيه، دليل على أنه سائر في الطريق الصحيح، وأن المتلقي لم يمل وجوده على شاشة التلفزيون، ولو في تقديم برنامج واحد. وقال الإعلامي اللبناني إن برنامج “من سيربح المليون” حقق نتائج مرضية، من خلال نسبة المشاهدة التي حققها طيلة سنوات عرضه، الأمر الذي يبدو واضحا من خلال تفاعل المشاهدين معه من كافة الجنسيات العربية. وأشار جورج إلى أن هناك تغييرات بسيطة، من المنتظر أن تطرأ على شكل البرنامج، دون تغيير مضمونه، من أجل تجديد الشكل العام للبرنامج، وإعطاء نفس جديد له، وعن ذلك قال جورج “هدفنا هو الهروب من فخ الملل والرتابة، وكان ذلك سببا رئيسيا في إدخالنا أخيرا بعض التعديلات الطفيفة، التي تكسب “من سيربح المليون” بريقا جديدا، ومنها تخفيض عدد الأسئلة من 15 سؤالا إلى 12 لجعل إيقاع البرنامج سريعا، وأضفنا كذلك إلى وسائل المساعدة وسيلة الاستعانة بالمستشار، وهو الإعلامي السعودي حسين الشبكشي المشهود له بسعة الاطلاع والثقافة”. في السياق نفسه، كشف جورج قرداحي عدم علمه ببرنامج “من سيربح المليون” المغاربي، قائلا “لا أعلم شيئا عن وجود نسخة مغاربية للبرنامج، إلا أن هذا أمر لا يزعجني بطبيعة الحال، فالإعلام مجال واسع يتسع للجميع، ومن حق أي قناة خوض تجربة تقديم برنامج مماثل، يخضع للشروط العامة والدولية لفكرة البرنامج”. الجدير بالذكر أنه رغم حصول قرداحي على شهادة جامعية في الحقوق والعلوم السياسية، إلا أنه بدأ حياته العملية في سلك الصحافة والإعلام، حيث التحق في البداية بالتلفزيون اللبناني الرسمي، وعمل بجانبه صحافيا في جريدة “لسان الحال”، ثم انضم إلى فريق إذاعة مونتي كارلو في باريس عام 1979، واستمر حتى عام 1992، وتسلم خلالها منصب رئيس التحرير في الإذاعة، ومن ثم انتقل إلى رئاسة تحرير إذاعة الشرق في باريس، التي قضى فيها عامين، ثم انضم عام 1994 إلى إذاعة “إم بي سي إف إم” في لندن، إلى غاية عام 1999، الذي أطل فيه على جمهوره من خلال شاشة “إم بي سي”، عبر برنامج “من سيربح المليون”، الذي حصد شعبية كاسحة في أرجاء الوطن العربي، ثم انتقلت إلى قناة “إل بي سي” اللبنانية، لتقديم برنامج “افتح قلبك”، الذي امتد سنة واحدة، ومنه إلى برنامج المسابقات “التحدي” على شاشة “إم بي سي”، ثم برنامج “القوة العاشرة” الترفيهي التثقيفي على الشاشة نفسها، وأخيرا عاد مجددا إلى برنامج “من سيربح المليون”، في طلة جديدة. في المقابل، يحاول جورج التشبث بحياته الأسرية، من خلال حرصه على قضاء أطول وقت ممكن مع أولاده، يشجعهم، ويهتم بمشاكلهم، إذ قال “أولادي هم حياتي كلها، فأنا عندي ابنتان وولد، الكبيرة متزوجة وأنجبت لي أحلى حفيد، والثانية درست إدارة الأعمال، وابني تخرج العام الماضي من الجامعة الأميركية، قسم المال والاقتصاد، وجميعهم ليس لهم ميولات إعلامية، رغم أنني حاولت تشجيعهم على دخول هذا المجال، لكنهم رفضوا”.