انصب اهتمام الصحف العربية ، اليوم السبت، على عدة مواضيع من قبيل، منتدى الشباب العالمي الذي سينطلق غدا بمتجع شرم الشيخ المصري، وحلول الذكرى المئوية لوعد بلفور، ومكافحة الإرهاب، والخلاف الطائفي في العراق، ومستجدات الأزمتين الخليجية واليمنية. ففي مصر، قالت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها، إن منتدى الشباب العالمي بشرم الشيخ، الذي سيعقد تحت شعار "نتحد من أجل السلام"، سيناقش على مدى أسبوع، بمشاركة واسعة من الشباب من مختلف أنحاء العالم، وعدد كبير من القيادات والشخصيات الدولية المهمة، مختلف القضايا التي تهم الشباب في مصر والعالم،من بينها قضايا التنمية المستدامة، وريادة الأعمال وصناعة قادة المستقبل. وأضافت اليومية أن هذه التظاهرة تمثل فرصة للشباب المصري للتواصل مع شباب العالم وتبادل الأفكار والخبرات ومناقشة القضايا المحلية والعالمية، كما تمثل فرصة سانحة ليتعرف شباب العالم عن كثب على حقيقة الأوضاع في مصر بعيدا عن "الأكاذيب والمزايدات" وما تروجه بعض الجهات عن مصر من دعاوى وافتراءات ليس لها علاقة بالواقع. من جانبها، قالت يومية (الجمهورية) في افتتاحيتها إن منتدى الشباب العالمي بشرم الشيخ حدث "غير مسبوق" سيتفاعل مع قضايا بالغة الأهمية خلال 40 جلسة وورشة عمل ومحاور تناقش دور الشباب في مواجهة الإرهاب الأسود وتوظيف طاقات الشباب من أجل التنمية وصولا لآليات إرساء التنمية المستدامة بالتوافق مع التكنولوجيا وريادة الأعمال. وأشارت الصحيفة إلى أن حيوية الحوارات والنقاشات المتوقعة في هذا الحدث الأكبر على مستوى العالم منذ عقود، بمشاركة ممثلي 100 جنسية، جميعهم من الكوادر الواعدة في الابداع والشباب المؤثر على صفحات التواصل الاجتماعي، "ستعطي ثقلا خاصا لهذه التظاهرة العالمية التي ستغدو منصة بارزة لحوار شباب متميز وواعد وفرسان شجعان يؤمنون بالعدالة والسلام". أما (أخبار اليوم) فكتبت في عمود لأحد كتابها، حول موضوع مكافحة الإرهاب، قال فيه " كلما ضاق الخناق على الإرهاب فاجأنا بعملياته الإرهابية ليثبت أنه موجود وانه أشد ضراوة، وكلما تحقق المزيد من الانجازات على أرض الواقع زاد جنونه بهدف التقليل من قيمة تلك المكاسب وليبعث برسائل الإحباط واليأس في نفوس المواطنين وبأن الدولة غير قادرة على مواجهته". لكن في المقابل، يضيف الكاتب، أن ما يحدث على أرض مصر حاليا، يؤكد أن " المصريين قادرون على دحر هذه الآفة، وإنجاز المستحيل ومواصلة مسيرة البناء رغم ما يضمره أهل الشر والمتربصون والعابثون بأمن مصر واستقرارها". وعلى صعيد آخر نشرت (الأهرام) مقالا لأحد كتابها حول حلول الذكرى المئوية لصدور"وعد بلفور" الذي وضع قاعدة لتأسيس إسرائيل في الأراضى الفلسطينية، قال فيه إن "وطننا العربي لا زال يعاني من آثار وتداعيات هذا "الوعد المشؤوم"، مشيرا إلى أن هذه الذكرى المؤلمة "تتطلب وقفة تتجاوز مجرد الانشغال بإعلان رئيسة وزراء بريطانيا، الدولة التي صدر عنها هذا الوعد المشئوم تخليد هذه المئوية بفخر، أو الوقوف عند الرد الفلسطيني الغاضب وتقديم اعتذار له على وعد من لا يملك لمن لا يستحق". وأضاف الكاتب أن الأكثر أهمية هو "إعادة قراءة أحداث التاريخ المعاصر وحركتنا في الواقع، ليس فقط للتعرف على الأسباب الحقيقية لهذا الوعد والأطماع التي يشير اليها وتداعياته، وإنما أيضا للوقوف على حقيقة دورنا وحركتنا نحن العرب على مدى قرن من الزمان، وما إذا كنا نتعلم من التاريخ أم ان التاريخ هو الذى يتعلم منا". وفي السعودية، كتبت صحيفة (اليوم) عن تطورات الوضع في اليمن ، وأبرزت أن "الخسائر البشرية الكبيرة المتوالية لميليشيا الحوثيين في الجبهات دفعتها لتجنيد الشباب إجباريا، بحيث شكلت ما أسمتها لجان الحشد والتعبئة في صنعاءوالمحافظات التي تخضع لسيطرتهم، تتمثل مهمتها في تجنيد المزيد من المقاتلين وفرض إتاوات على من يمتنع". وقالت الصحيفة استنادا إلى مصادر يمنية محلية أن الحوثيين "أمروا مسؤولي الأحياء في صنعاء باستقطاب الشباب العاطلين والأطفال دون سن الخامسة عشرة للزج بهم في جبهات القتال، كما يجرون تحركات في إطار القبائل المحيطة بصنعاء مستخدمة الإغراء بالمال لشيوخ القبائل، فيما يفرضون إتاوات مالية على من يرفض أو يمتنع تحت مسمى (بدل تجنيد) أو دعم المجهود الحربي". وفي نفس الموضوع، أكد مقال في يومية (الجزيرة) أن اليمن "يمثل الحلقة الأضعف في السلسلة الأمنية لدول الخليج العربي، ومن ثم لا يمكن الاستغناء عنه، أو إقصاؤه، في الوقت الذي يشهد فيه العالم تحالفات إقليمية، وتهديدات مستمرة، ومتزايدة للمنطقة، كما يمثل لدول الخليج العربي العمق الاستراتيجي، نظرا لموقعه الاستراتيجي الذي يقع بين دول غنية بالنفط، والقرن الإفريقي". وأبرز كاتب المقال جهود دول التحالف العربي في المضي باليمن نحو الاستقرار السياسي، من خلال منع إيران في استنساخ التجربة اللبنانية في اليمن من خلال دحر مليشيا الحوثي ولجم تمردها في الشمال، وعرقلة نشاط تنظيم (القاعدة) الإرهابي، وخطر الجهاديين ولا سيما في المحافظات الجنوبية والشرقية. وفي موضوع آخر، سلط مقال في يومية (عكاظ) الضوء على الاضطرابات السياسية التي شهدها العراق في تاريخه المعاصر ولاسيما، بعد خضوعه للاحتلال عام 2003 وما تلا ذلك من "تمدد هائل في النفوذ الإيراني داخل مفاصل صناعة القرار في العراق لتستمر الفوضى في ظل حكومات تقوم على نظام المحاصصة الطائفية والقومية، مما أوجد صعوبة في تطبيع علاقات العراق مع محيطه الإقليمي العربي إلا في نطاق ضيق جدا". وبرأي كاتب المقال، فإن مشكلة العراق اليوم تكمن في "تغول المذهبية والطائفية في جسد ومفاصل الدولة العراقية، وعدم صلاحية الدستور وفقا لرؤية المحاصصة والتوافق بين القوى السياسية، وفي عدم وجود سقف للعلاقة مع إيران، مما يتطلب إرادة سياسية لصياغة دستور تاريخي للعراق، يحطم أغلال العزلة الطائفية والخلافات المذهبية ويضع حدا للنفوذ الإيراني وتدخله في سيادة العراق". وفي الامارات العربية المتحدة ،كتبت صحيفة (الخليج ) في افتتاحيتها، أن " وعد بلفور" اخترع شعبا غير موجود لا في الجغرافيا ولا في التاريخ، وقدم له أرضا لشعب آخر هو الشعب الفلسطيني، أي أن الوعد مار س عمليتي تزوير، الأولى إعطاء أرض ليست أرضه، والثانية تشكيل مجموعة بشرية منتشرة في مختلف أصقاع الأرض ومنحها صفة شعب لا يتمتع بأية خصائص لشعب ما موجود على وجه البسيطة. ووصفت الصحيفة وعد بلفور ب" أكبر عملية تزوير للتاريخ والجغرافيا، وأكبر جريمة ارتكبت في العصر الحديث بحق أي شعب من شعوب الأرض. من جانبها تناولت صحيفة (الوطن) موضوع وحدة العراق، مبرزة ان العراق تجاوز أزمة إقليم كردستان التي كان يمكن أن تؤدي به إلى حرب مدمرة، لكنها اليوم تبدو وقد باتت وراءه، بعد أخذ العالم موقفا واحدا يقضي بمنع المساس بوحدة العراق تحت أي ظرف. وأضافت ان العراق" يحظى اليوم بدعم دولي واسع خاصة من قبل أشقائه للتوجه إلى بناء الدولة التي تحتوي الجميع وتكون السلطات فيها واحدة ولا وجود لمليشيات تستقوي بوحشيتها على الشعب العراقي". وفي الأردن، واصلت الصحف الحديث عن الذكرى المئوية لوعد بلفور، حيث كتبت صحيفة (الغد) في مقال بعنوان "وعد بلفور لم يكتمل!"، أنه بحلول الذكرى المئوية لهذا الوعد تشعر بريطانيا بعبء التاريخ يثقل كاهلها، لكنها وعلى الرغم من حملة الغضب والإزدراء التي تواجهها في العالم العربي، ما تزال "فخورة" بدورها في قيام دولة إسرائيل. وأشارت إلى أن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، حاول استدراك الموقف بأثر رجعي والتخفيف من حدة الانتقادات لدور بلاده في تشريد الفلسطينيين واغتصاب أرضهم، بالقول إن وعد بلفور لم يكتمل ولا بد أن يكتمل بقيام دولة فلسطينية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ومعالجة قضايا القدس واللاجئين والحدود وفق قرارات مجلس الأمن، لكن الصحيفة ترى أن مراجعات الوزير جونسون للتاريخ مجرد حبر على ورق، أما وعد بلفور فهو الحقيقة الوحيدة الماثلة بكل ويلاتها. وعلى صعيد آخر، تناولت صحيفة (الرأي) موضوع عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، وأشارت في مقال إلى أن عودتهم ستحتاج إلى وقت لن يكون طويلا، معتبرة أنه "بدلا من ترتيبات استقبال اللاجئين السوريين على الحدود يجب أن يستعد الأردن لترتيبات عودتهم الأكيدة خاصة أنه ليس ثمة إنجازات أو مكاسب اقتصادية حققوها تستحق بقاءهم من أجلها". وأضافت الصحيفة في مقال أنه من المؤكد أن العودة لن تكون سريعة لكنها ستزداد مع بدء توفر الأمن ومحاولات إعادة الخدمات خصوصا الصحية والتعليمية في المناطق المدمرة وهي خطوات، تقول اليومية، "يبدو أنها تسير جنبا إلى جنب مع توسيع سيطرة الجيش الحكومي على المناطق". وفي قطر، توقفت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، عند اعلان الاتحاد الدولي لنقابات العمال على لسان أمينه العام شاران بارو تأييده إسقاط الشكوى ضد قطر المتعلقة بحقوق العمال لدى منظمة العمل الدولية، وقالت إن أمين عام هذا الاتحاد وصف "الإجراءات الإصلاحية" التي اتخذتها قطر مؤخرا تجاه العمالة الوافدة في أراضيها بأنها "رائدة". واعتبرت الصحيفة أن هذا الموقف "أنصف قطر" ومثل "اعترافا دوليا صريحا وواضحا بهذه الخطوات الإصلاحية"، مضيفة أن "تعهد الاتحاد الدولي لنقابات العمال بتأييد كل العمال والنقابات لاستضافة قطر كأس العالم 2022 رسالة واضحة (...) بأنه لا مجال للتشكيك في قطر ولا قوانينها الخاصة بالعمال". وعلى صعيد آخر، وعودة الى الأزمة الخليجية الراهنة، جددت صحيفتا (الوطن) و(الشرق)، في افتتاحيتيهما، تأكيد موقف قطر من" حل هذه الأزمة بالحوار والتجاوب مع الوساطة الكويتية"، مسجلتين أن "موقف قطر كان واضحا وثابتا في أن أي خلافات ينبغي أن تحل بالحوار وفي إطار احترام سيادة كل دولة وإرادتها". وتحت عنوان "مراسلون صحفيون في مرمى النيران"، نشرت صحيفة (الوطن)، مقالا لأحد كتابها، قال فيه إن آخر تقرير أصدرته "لجنة حماية الصحفيين"، من مقرها بنيويورك" بخصوص أوضاع المراسلين الصحافيين في مناطق النزاعات، كان، بما حمله من أرقام راصدة لمآلات هؤلاء " قاتما"، وأعاد الى الواجهة من جديد حجم التضحيات والمخاطر التي يتعرضون لها وهم ينقلون ما يجري في مناطق التوتر والحروب ويكشفون النقاب عما يحدث من فظائع وانتهاكات. وأضاف الكاتب أن هذه الفئة من الصحافيين "تؤكد مقولة إن الصحافة هي بالفعل المسودة الأولى لكتابة التاريخ"، وأن "الصحفي الجيد هو الذي يحارب من أجل القصة الصحفية الجيدة"، وان "أفضل قصة صحفية هي بالتأكيد تلك التي يمكن الحصول عليها من مناطق النزاعات والتوترات" ما دام عرف الصحافة ما زال يقر بأن "الأخبار السيئة" هي بامتياز "أخبار جيدة للصحفيين".