تناولت الصحف العربية اليوم السبت، عدة مواضيع أبرزها تداعيات الأزمة اللبنانية الناجمة عن استقالة رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، والأزمة الخليجية، والجدل المرافق للعلاقات المتوترة بين إيران والمملكة العربية السعودية، فضلا عن القضية الفلسطينية . ففي مصر، تركز اهتمام الصحف المحلية على اختتام فعاليات منتدى شباب العالم بشرم الشيخ(4-10 نونبر) ، حيث كتبت يومية (الجمهورية)، في افتتاحيتها، أن "مصر منحت للأسرة العالمية منصة تواصل خصصتها الدولة المصرية بكافة مؤسساتها لشباب العالم من أجل الحوار . وكتبت (الأهرام) ، بدورها، أن منتدى شباب العالم بعث في ختام أعماله أول أمس، مجموعة من "الرسائل المهمة" للعالم من خلال عشر توصيات أسفرت عنها جلسات ومناقشات المنتدى، مضيفة أن أولى هذه الرسائل تعزيز ودعم قيم الحوار بين شباب العالم، ثم السعي نحو إنقاذ العالم من أهم وأخطر مشكلاته ( الهجرة غير المنتظمة، التطرف والأمية) التي أصبحت تهدد المجتمع الإنساني بأسره، وكذا اهتمام مصر بالشأن الدولي وترسيخ مبادئه ودعم مؤسساته، إضافة إلى تركيز المنتدى على الاهتمام بتفعيل آليات التقارب والتفاعل الثقافي بين شباب العالم من أجل تكامل الحضارات. واهتمت الصحف أيضا بقضية مكافحة الإرهاب، حيث نشرت (الجمهورية) عمودا بعنوان "يا شباب العالم اتحدوا"، أشار فيه كاتبه إلى أن شباب العالم "أرسل رسائل قصيرة عبر مؤتمرهم بأرض السلام بشرم الشيخ بضرورة نبذ العنف والإرهاب والعمل على التصدي لكل أنواع التمييز على أساس الدين أو اللون أو الجنس بما يؤدي إلى نشر السلام ويعم الأمن في شتى بقاع الأرض" . وفي ما يخص الأزمة الخليجية الراهنة، نشرت صحيفة (الأخبار) عمودا بعنوان " بين أمن الخليج وسلامة لبنان، مصر ترسم الخطوط الحمراء"، أشار فيه كاتبه، إلى أنه "في الوقت الذي كان الكثيرون يتصورون أن اقتراب انتهاء الحرب في سوريا (أوعليها) سوف يعطي دول المنطقة الفرصة لكي تلتقط أنفاسها، وتعيد ترتيب أوراقها، وتبدأ في علاج جراح سنوات الحرب والدمار، تجد دول المنطقة نفسها أمام أجواء أزمة قد تكون أخطر من أزمات كثيرة تركت آثارها المدمرة أو مازالت تنشر الخراب والموت". وتابع أن " المنطقة تبدو كلها أمام اختبار صعب، بعد أن أصبح الخليج العربي على فوهة بركان بعد أن دخل الصراع هناك مرحلة جديدة بإطلاق (الحوثيين) في اليمن صاروخا باليستيا شديد التدمير مستهدفا الرياض، و"فاتحا صفحة جديدة في ملف التهديد الإيراني للسعودية ودول الخليج"، مضيفا أنه " وسط كل هذه الظروف، تعلن مصر موقفا يجسد المسؤولية كاملة ، حيث قال الرئيس السيسي بوضوح كامل إن المنطقة لا تحتاج لحروب جديدة بعد كل ما جرى، وفي نفس الوقت الذي أكد فيه الحرص الكامل على سلامة لبنان وعلى أن أمن الخليج العربي هو خط أحمر بالنسبة لمصر". وفي الأردن، وتحت عنوان "هل يتمكن لبنان من تجاوز الأزمة...؟"، أبرز مقال لصحيفة (الرأي)، أن إعلان استقالة سعد الدين الحريري من منصبه كرئيس للحكومة اللبنانية، وضع لبنان في منعطف خطير وخطير جدا في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها الأمة العربية جراء استمرار الحروب والفتن والصراعات وتعرضها للإرهاب وما نتج من خراب ودمار في العديد من الدول كالعراق وسوريا واليمن وليبيا جراء الأحداث التي تبعت ما يسمى ب"الربيع العربي". وأشار كاتب المقال إلى أنه بالرغم من كل ما يصدر من تصريحات تدعو للتهدئة، فإن التطورات السياسية وضعت لبنان على حافة الهاوية، معتبرا أن الرهان هو على حكمة قادة لبنان من مختلف الطوائف والأحزاب ووعي الشعب اللبناني لوضع مصلحة لبنان ووحدة ترابه الوطني فوق كل اعتبار وتجاوز هذه الأزمة بالطرق السلمية. وفي موضوع محاربة الإرهاب، أوردت (الدستور) أن اجتماعا للمدراء السياسيين للمجموعة المصغرة لدول التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، سيعقد بعمان الأسبوع المقبل بمشاركة ممثلين عن 27 دولة وأربع منظمات دولية. وذكرت الصحيفة أن اللقاء سيتضمن، وفقا للمصادر ذاتها، نقاشات مفصلة لأولويات الجهود المتعددة الجوانب للتحالف، بما فيها الاستقرار، والمقاتلون الإرهابيون الأجانب، ومكافحة تمويل الإرهاب وبث الرسائل المضادة لدعاية التنظيم. وفي الشأن الفلسطيني، أشارت صحيفة (الغد) في مقال إلى الزيارة السرية التي قامت بها وزيرة التنمية الدولية البريطانية بريتي باتيل، للكيان الإسرائيلي لبحث آليات دعمه، ومنها مساعدته وتقديم الدعم المالي له، دون الاكتراث لحجم الإدانة والاستنكار لوعد "بلفور" ومطالبات الفلسطينيين والعرب الحكومة البريطانية بالاعتذار عن هذا الوعد المجرم والمشؤوم. واعتبرت الصحيفة أن هذه الحادثة، واحتفال الحكومة البريطانية بوعد بلفور، والدعم البريطاني غير المحدود للكيان الإسرائيلي، يدل على أن "هذا الاحتلال لايمكن أن يستمر، إلا بالدعم الغربي غير المحدود والذي يسعى دائما لتقوية هذا الاحتلال ليبقى يمارس ما يمارس من عدوان وتشويه وإساءة وجرائم في حق الشعب العربي الفلسطيني". وفي السعودية، طغى التصعيد الدبلوماسي بين الرياض وطهران، على اهتمام الصحافة المحلية وكتبت يومية (الرياض) في افتتاحيتها، أن "ما لم تستوعبه إيران وعملاؤها هو أن الوضع اختلف والحال لم يعد الحال فنحن لن نقف مكتوفي الأيدي نتابع المسلسل الإيراني الممل والمتكرر في التدخل في شؤوننا العربية دون أن نحرك ساكنا". وقالت الافتتاحية "نحن أمام مرحلة جديدة من التعاطي مع الملفات كافة، لا مواربة فيها ولا مهادنة، فالوضع لا يسمح أبدا أن نركن إلى سياسة النفس الطويل، والاستحقاقات التي بين أيدينا تتطلب تفاعلا سريعا يقود إلى قرارات تضع النقاط على الحروف حيث يقف كل عند حده". وتحت عنوان "المملكة ومنطق المواجهة" كتبت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها أن الواقع المتغير، وتحدياته الكبيرة فرضت على المملكة "سياسة المواجهة"، بعد أن كان الحلم والهدوء أبرز سماتها في الماضي، مؤكدة أن مواقف، وقرارات القيادة السعودية بينت أن "من لم يستوعب درس الحلم في كل ما مضى فعليه أن يستوعب اليوم درس المواجهة". وفي نفس الموضوع، قالت يومية (عكاظ) في افتتاحيتها إن حزب الله اللبناني "وجد نفسه في مأزق وجودي بعد أن ضاق عليه الخناق وهو في أوج انتصاراته الوهمية ضد الشعوب العربية، وأصبح يبحث لنفسه عن مخرج من هذه الأزمة التي وضع نفسه فيها". وأوضحت أن هذا الحزب "الذي وضع يده على القرار السياسي اللبناني في غفلة من الزمن، أدرك بعد استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وما قاله في خطاب الاستقالة، وما صدر من تصريحات شديدة اللهجة من أطراف عدة مهتمة بالشأن اللبناني، أن لحظات الحقيقة قد اقتربت لوضع نهاية لهذا الوضع الشاذ". وفي قطر، اهتمت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، بما وصفته "أول حوار لمكافحة الإرهاب بين قطروالولاياتالمتحدةالأمريكية"، جرت أشغاله يوم الأربعاء الماضي بواشنطن، متوقفة عند البيان الذي أعقب هذا اللقاء، والذي قالت إنه أشار الى أن "وفدي الدولتين قاما بمراجعة "التقدم الإيجابي" في تنفيذ مذكرة التفاهم القطريةالأمريكية لمكافحة الإرهاب، التي حددت التزام الدولتين المشترك بزيادة تبادل المعلومات، وقطع تدفق الأموال إلى الإرهابيين، وتكثيف نشاطات مكافحة الإرهاب". وأشارت الصحيفة الى أن "الحوار سبقه ثناء أمريكي على الجهود التي تبذلها قطر في مكافحة الإرهاب وإشادة بدورها في التحالف الدولي لمحاربته"، وكتبت، في هذا الصدد، أن قطر تتبنى "رؤية واضحة لمكافحة الإرهاب، وتجفيف منابعه ووقف دعمه" وأنها "تعمل جاهدة للتصدي له من خلال إجراءات لا تقتصر على العامل العسكري فقط، بل تمتد إلى الوسائل التنموية وإعمار المناطق المتوترة، والحلول السياسية للمشاكل والقضايا". ومن جهتها، توقفت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، عند تصريح للأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث حسن الذوادي بخصوص استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 ، وما أثير من دعاوي حقوق العمال، والتي قال إنها " ت هم لا أساس لها" وأن منظمة العمل الدولية قد اسقطتها و"أغلقت الشكوى بعد اعترافها بالخطوات الهامة التي اتخذتها قطر لتطوير نظام العمل بها"، في ما يعتبر، برأيه، " اعترافا دوليا بقوة القوانين القطرية". وتحت عنوان "العودة إلى القراءات المطولة والعميقة"، كتبت صحيفة (الوطن)، في مقال لأحد كتابها، أن مؤسسة (بي بي سي) العريقة توصلت بناء على عملية استطلاع واسعة للآراء وسط شرائح مختلفة الى أنه وعلى غير ما كان متوقعا، في سياق تزايد استعمال الهواتف الذكية حد الإدمان وانعكاس ذلك سلبا على قراءة الصحف ورقية وإلكترونية وأيضا الكتب، فإن المادة الصحفية الطويلة والعميقة تحظى بعدد قراء "متزايد باطراد" على الهواتف المحمولة. وأضافت الصحيفة أن هذه النتائج، التي تم الإفصاح عنها في لقاء مغلق حضره 50 شابا من مختلف أنحاء العالم في إطار برنامج تشرف عليه المراكز الثقافية البريطانية، يعرف باسم (قادة المستقبل)، تظهر أنه "بعد فورة الهواتف الذكية سيعود الناس إلى القراءة العميقة"، وهو ما يعني، بحسب كاتب المقال، "عودة بالدرجة الأولى إلى الصحافة الاستقصائية وكذلك الكتب"، لافتا الى أن نتائج هذا الاستطلاع "سيكون لها ما بعدها"، وأن "المؤكد أن العودة إلى القراءة هي بمثابة عودة وعي جديدة ومفيدة". وفي الامارات العربية المتحدة كتبت صحيفة (الاتحاد) أن نفي إيران "ضلوعها في أزمة اليمن، لم يعد مجديا ولا يأخذه أحد مأخذ الجد.. فقد أصبح الأمر ظاهرا وواضحا وجليا.. والمسألة تجاوزت مجرد التدخل بدعم ميليشيات الحوثي، وبلغت حدا ما يرقى إلى إعلان الحرب ضد المملكة العربية السعودية، بل ودول المنطقة كلها، فصواريخ إيران تنطلق ضد الأهداف المدنية السعودية". و,اضافت الصحيفة في افتتاحيتو بعنوان "ايران تدق طبول الحرب" أن "هذا ما أدركه العالم، خصوصا القوى الكبرى التي أعلنت بكل وضوح أنها تقف إلى جانب المملكة بكل قوة ضد التهديدات الإيرانية لأمن المنطقة" مشيرة الى أن السعودية "فضحت أفعال إيران التي أصابها الجنون، فبدأت تلعب على المكشوف، خصوصا بعد الهزائم المتلاحقة التي يمنى بها الانقلابيون في اليمن، وتحرير الشرعية والتحالف العربي مناطق يمنية استراتيجية كانت في قبضة الانقلابيين" من جانبها قالت صحيفة ( الخليج )في افتتاحيتها بعنوان " اللعب بالنار" ان إيران تعد "المسؤولة عن إطلاق الصاروخ الباليستي الحوثي على مدينة الرياض السعودية"، مؤكدة أن ان ذلك "عدوان إيراني صارخ ومدان بكل القيم والأعراف والمقاييس". واعتبرت الصحيفة ان "إيران بهذا العمل تلعب بالنار، وتدفع المنطقة إلى شفير مواجهة خطيرة، وهي بذلك كالطفل الذي يعبث بعلبة الكبريت ولا يقد ر عواقب إشعال عود الكبريت، ونتائجه." مؤكدة أن على إيران أن تدرك أن "للصبر حدودا ، وأن عبثها، كما صواريخها، يمكن أن ترتد عليها". وفي موضوع آخر توقفت صحيفة (البيان) عند افتتاح متحف اللوفر ابو ظبي الذي يضم" أرقى مستوى من إبداعات الفنون البشرية من مختلف العصور والحضارات" مبرزة مساهمة الامارات في "بناء جسور تواصل بين مختلف حضارات وثقافات شعوب العالم، وقدرتها على محاربة الظلام بالنور، ومحاربة الجهل بالإبداع، ومحاربة الانغلاق بالانفتاح والتفاعل الحضاري، ومحاربة التطرف الفكري بالجمال الفني الذي أبدعته العقول البشرية على مدى التاريخ".. وخلصت الصحيفة إلى أن متحف اللوفر في أبوظبي، يعد "صرحا ثقافيا عالميا يؤكد أن الثقافة كانت ولاتزال جسرا للتواصل بين الشعوب والحضارات،". وفي لبنان، سلطت يمية المستقبل الضوء على تداعيات استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، وكتبت أنه يبدو أن المجتمع الدولي يرسم خطا أحمر حول الخارطة اللبنانية، وتوالت الرسائل الغربية والأممية خلال الساعات الأخيرة لتشي بأن استقرار لبنان موضوع تحت مجهر العالم باعتباره بلد التوازنات الصعبة التي لا ينبغي تعريضها لأي هزة ارتدادية في زمن البراكين المتفجرة. وأضافت اليومية أنه على نية دوام الاستقرار اللبناني تمحورت كل التحركات والمشاورات والتصريحات أمس الجمعة بين بيروت والعالم، وسط استقطاب "حركة" الرئيس سعد الحريري اهتماما عالميا من جانب مختلف عواصم القرار الدولي في أعقاب إعلان استقالته من رئاسة مجلس الوزراء. وفي هذا الإطار، برز تشديد الولاياتالمتحدة الأميركية على كون الحريري "شريكا قويا" لواشنطن، وإشارة وزير خارجية فرنسا إيف لودريان إلى أن بلاده تحرص على تحصين الاستقرار اللبناني، وكذلك تشديد برلين على أهمية تمتع الحريري بحرية الحركة، وعلى المستوى الأممي، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أمس عن قلقه جراء الأزمة السياسية في لبنان. ومن جهتها، أوردت صحيفة (الأخبار) أنه لم يشد خطاب الأمين العام ل(حزب الله) حسن نصر الله في كلمته المتلفزة أمس عن الجو العام في البلد الذي يلتزم التهدئة، والمطالبة باستعادة رئيس الحكومة سعد الحريري(...). وأشارت يومية (النهار) إلى الاهتمام الدولي والإقليمي والعربي بالواقع الجديد في لبنان (...) وقال إن نتائج التحركات والمواقف الدولية لم تتبلور بعد، فيما لا يزال مبكرا الحكم على مسارها في السعي إلى احتواء الأزمة والحيلولة دون تطورها إلى مواجهة إقليمية في الساحة اللبنانية. وكشفت صحيفة (اللواء) أن مصادر دبلوماسية قالت إن الرئيس ميشال عون الذي التقى أمس العديد من السفراء سينتظر أياما لحل ملف استقالة الحريري قبل أن يتوجه بخطوة ما إلى المجتمع الدولي. ومن جهتها، كتبت صحيفة (الجمهورية) أن استقالة الحريري، مضى عليها أسبوع والدولة اللبنانية "لا تعتبر استقالته فعلية، وبالتالي هي غير قادرة على إجراء استشارات لتأليف حكومة جديدة ولا على تفعيل عمل مجلس الوزراء"، مؤكدة أن "الوضع ملتبس، فلا الحكومة حكومة تصريف أعمال، ولا حكومة فعلية حاليا في غياب رئيسها".